استطاعت المصممة السعودية نفلاء العتيبي أن تخلق لنفسها مكانة مميزة في عالم الأزياء؛ بمشاركاتها في العديد من المعارض العالمية المُلمَّة بالثقافات المتنوعة، ومبادراتها التطوعية لتدريب مصممات الأزياء المبتدئات؛ نظرًا لرغبة الكثير من الفتيات في تعلُّم واكتساب مهارات التصميم.
"سيدتي" التقت بها اليوم لتحدثنا عن بداياتها ومشاركاتها في العديد من عروض الأزياء المميزة، إضافةً إلى نصائحها للمصممات المبتدئات ومبادرتها من أجلهن.
بدايةً عرفينا بنفسك، من هي نفلاء العتيبي؟
نفلاء العتيبي مصممة أزياء معروفة باسم "أم طلال العتيبي"، حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص أدب اللغة الإنجليزية من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وصاحبة مشغل "روعة بيلسان للخياطة النسائية"، وصاحبة مشغل "سيسبان للتصميم والخياطة"، وتمتلك بوتيك "روعة بيلسان" لبيع الملابس الجاهزة.
ما أسباب اختيارك دخول عالم الأزياء؟
كنت محبة الأزياء، وأختار ملابسي بأسلوب يُعبِّر عن ذائقتي الخاصة التي نالت استحسان الجميع، فالتمستُ حاجة السوق السعودي لمثل هذا النشاط التجاري، وتحول الأمر من الهواية إلى الاحتراف في هذا المجال.
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ في مجالك؟
إيجاد الأيدي العاملة المؤهلة الجيدة، والموظفة المخلصة، فهذان عنصران أعتبرهما من الأعمدة الأساسية في نجاح عملي.
كيف تختارين الأدوات والخامات في تصاميمك، وما الذي تفضلينه؟
أبحث دائمًا عن الجديد، ولأنني أحب السفر؛ أحاول أن أبحث في الدول التي أزورها عن كل شيء يمكنني الاستفادة منه، ويضيف لمسة مختلفة لتصاميمي، سواء من خامات أو إكسسوارات.
هل تحرصين على متابعة صيحات الموضة، وما استايل الأزياء المحبب لكِ؟
نعم أحرص على متابعة كل ما هو جديد، فتبادل الخبرات أمر ضروري لتطوير العمل، كما أنني أميل للأزياء ذات الطابع المحتشم الذي يمثل ثقافة الشعب الخليجي.
من وجهة نظركِ ما الذي يميز تصاميمك؟
يميزها الانتقاء الفريد في دمج الألوان في الشك والتطريز، والاهتمام بكل عميلة، بحيث نساعدها على الاختيار الأفضل لما يناسبها، من حيث طبيعة الجسم ولون البشرة، ومحاولة إبراز أجمل ما فيها، لتبدو أنثى واثقة من نفسها وما ترتديه.
حدثينا عن آخر مجموعة لكِ، ممَّا استوحيتها، وما الذي كان يميزها؟
آخر مجموعة كانت في مصر الشقيقة، برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة البندري آل سعود، حيث تم تقديم مجموعة من التصاميم، كان من أبرزها قطعتان تمثلان الثقافة السعودية بزيّها التراثي بشكل حديث، إضافة إلى قطعة مثَّلت لنا الثقافة المصرية القديمة "الفرعونية".
متى تشعرين بضرورة إطلاق مجموعة جديدة لتصاميمك؟
اعتاد المصممون على تقديم مجموعتين في السنة؛ ما بين مجموعة شتوية وأخرى صيفية، وبالنسبة لي أضيف لهذه المجموعات مجموعتين تناسبان ثقافتنا الإسلامية، وهما مجموعتا عيد الفطر وعيد الأضحى.
كيف تصفين مشاركتك في أسبوع الموضة في باريس؟
كان شعورًا رائعًا، توَّجني لسيدة سعودية من طراز رفيع.
حدثينا عن مبادرتك التطوعية بالمملكة لتدريب المصممات المبتدئات، كيف كانت؟
أطلقتُ أول مبادرة غير ربحية لدعم المصممات السعوديات، كما أنني رأيت اهتمامًا متزايدًا في هذا المجال مع عدم وجود تخصصات بالجامعات أو المعاهد لدعم هذا المجال، في ظل وجود رغبة لدى الكثير من الفتيات لتعلم واكتساب مهارات التصميم، فأطلقتُ هذه المبادرة التي لاقت استحسانًا كبيرًا وطلبات كثيرة، حيث تم ترشيح سبع فتيات من مناطق وأعمار مختلفة، والحقيقة أنها كانت تجربة سعيدة لي ولهن، ولله الحمد أنا الآن أسعد؛ كوني أرى إبداعاتهن ونجاحاتهن بمجال تصميم الأزياء.
شاركتِ مؤخرًا في مهرجان أكتوبر للأزياء.. حدثينا عن تفاصيل المشاركة، وماذا أضافت لك؟
مهرجان أكتوبر للأزياء يعدُّ من أكبر المهرجانات بالوطن العربي المتخصصة في مجال تصميم وعروض الأزياء، وجاء هذا العام برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة البندري آل سعود، ومشاركة غير مسبوقة من وسائل الإعلام العربية ونجوم الفن في مصر والعالم العربي، ومصممي الأزياء الذين تنافسوا على عرض أفضل ما لديهم من ابتكارات، وقد أضافت لي المشاركة تجربة جديدة وعلاقات قوية، وأتاحت لي تبادل خبرات من ثقافات مختلفة.
من هو مثلك الأعلى في تصميم الأزياء، وفي رأيك من هو منافسك؟
بالنسبة لمثلي الأعلى؛ ليس هناك شخص بعينه، ولكن أستمتع كثيرًا بعروض إيلي صعب؛ كونه من أشهر المصممين العرب، وكذلك عروض "بال مان"، رغم أن أغلبها لا يناسب ثقافة مجتمعنا، ولكن ألتمس فيه الدقة والإتقان في تصاميمه، كما أنني أسعى لمنافسة نفسي وتطويرها، ورسم خط واضح لمساري، بعيدًا عن منافسة الآخرين.
هل هناك امرأة معيّنة تحلمين بأن ترتدي شيئًا من تصاميمك؟
لا يوجد شخص معين أحلم أن يرتدي من أزيائي، ولكنني فخورة جدًّا بكل من يبحث عني ليرتدي من آخر تصاميمي، فهم القاعدة الجماهيرية الثابتة لي.
ما رأيك في صناعة الأزياء بالسعودية، وهل تعتقدين أنها منافِسة لدور الأزياء العالمية؟
لمستْ صناعة الأزياء تطورًا قويًّا، حيث اتجه العديد من المصممات لهذا المجال، ونطمح في منافسة دور الأزياء العالمية.
من واقع خبرتك، بما تنصحين المصممات المبتدئات عند البدء بمشاريعهن؟
أنصحهن بالتركيز الشديد في العمل، ومتابعة كل ما هو جديد، إضافةً إلى العمل باستمرار لتطوير الأفكار، وعدم تعجُّل النتيجة؛ ليحققن مزيدًا من النجاح.
كيف تصفين ذوق المرأة السعودية، وما نصيحتك لها عند اختيار أزيائها؟
تعتبر المرأة السعودية محطَّ أنظار العديد من دور الأزياء؛ لأنها مصنفة ضمن أكثر متابعي الموضة، وهي فئة مستهدفة من تلك الدور، وأفضِّل انتقاء المرأة ما يناسبها، بغض النظر عن كونه دارجًا أو غير دارج في نفس الفترة.
هل تصممين أزياءك بنفسك، أم تفضلين الشراء من الماركات الأخرى؟
بالنسبة لاختيار ملابسي، فيعتمد على المناسبة، وغالبًا أرتدي من تصاميمي فيما يخصُّ السهرات والأعياد، أما في الدوام والحياة اليومية أُفضِّل الشراء من ماركات مختلفة.
كيف تصفين تجربتك في عالم التصميم؟
تجربة أضافت لي الكثير، وتعلمت منها أنه ليس من السهل تحقيق أمانينا؛ فما زلنا نحتاج للكثير من الصبر والعمل.
حدثينا عن خططك المستقبلية، وبما ستبهرين مُحبي تصاميمك قريبًا؟
من أهم خططي المستقبلية تأسيس أول أكاديمية سعودية لتعليم صناعة الأزياء في المملكة، وإثراء الوطن بكوادر مدرَّبة ومهتمة بكل ما يخص صناعة الأزياء، حيث إن السوق السعودي ما زال يحتاج لمثل هذه الأكاديميات.