«من بيت رقاع لبيت شراع»، مثل دمشقي يطلق على النساء اللواتي لا يتركن حفلة لصديقاتهن تعب عليهن إلا ويحضرنها، فيما يقول الخليجيون منتقدين هذا النوع من النساء: «تفتر من مكان لمكان»، والمحصلة زوجات أو فتيات لا يهنأ لهن بال إلا وهن بصحبة الصديقات وكله على حساب العائلات
يقول المثل الخليجي (لا تكثر الدوس ترى الخلان يملونك، لا أنت بولدهم ولا طفل يربونه)، حيث ينصح المثل بعدم كثرة الزيارات واللقاءات؛ لأن نتيجتها في أحسن الأحوال الملل والضيق، هذا إذا لم تكن العواقب أسوأ.
أمر لم تستغربه شيخة خلفان (موظفة)، فصديقاتها كنّ دائماً جزءاً مهم من حياتها، ومعظمهن من شلة الجامعة والمدرسة يخرجن معاً ويسافرن معاَ، وقد تنزل إحداهن عندها إذا جاءت إلى الشارقة من مدينة العين أو أبوظبي، تتابع شيخة: «في أعراسهن ومناسباتهن أكون معهن كما كن معي في خطوبتي وعرسي، لكن علاقتي الوثيقة بهن أثارت غيرة زوجي مع إنني لم أهمله يوماً أو أقصر في بيتي».
لست مقصرة
تلتقي مي عبدالعزيز (ربة بيت) مع صديقاتها بمعدل شبه يومي في أحد المقاهي بعد ذهاب أطفالهن للمدارس والأزواج للعمل ولكن ذلك، من وجهة نظرها، لم يجعلها تقصر في واجباتها المنزلية أو يؤثر على علاقتها بزوجها، تستطرد مي: «ألتقيهن حوالي الساعة التاسعة صباحاً نتحدث ونضحك ونتبادل الأخبار وأحياناً نبقى لغاية الغداء إذا لم يأت زوجي للمنزل ظهراً، وأقوم بأخذ غداء أطفالي من المطعم، لكن في إحدى المرات رجع أطفالي من المدرسة حوالي الساعة الثانية ظهراً، وكنت ما أزال في الطريق إلى المنزل، وبعد أن سمعت جارتي دق أطفالي جرس الشقة، أخذتهم وأدخلتهم إلى بيتها».
الجارة، كما روت مي، لم تفعل معروفها إلا بعد أن دست الشر الذي تضمره لجارتها في دماغ الزوج، فقد اتصلت به وأخبرته أنها تخرج وتترك أطفالها ينتظرون خارج البيت، وبما أن زوجها صديقه تبرع هو الآخر بإخباره القصة مع مبالغة كبيرة، حتى فوجئت به يخرج من الدوام غاضباً يتوعدها بعدم الخروج مع صديقاتها بعد اليوم!
أنانيون
تدافع شهلاء عبدالرزاق (موظفة) عن النساء اللاتي يجدن الراحة والمرح والصحبة الطيبة مع صديقاتهن؛ لأنهن حسب قولها لم يجدن هذه الراحة لدى أزواجهن، فمعظم الأزواج، حسب رأيها، أنانيون ويفتقدون للدفء في التعامل مع النساء، وتتساءل شهلاء: «لماذا يستكثر الرجل على زوجته قضاء أوقات مرح قليلة مع صديقاتها بينما يجتمع هو مع أصدقائه يومياً».
بينما لنجلاء سعد (ربة بيت) رأي مخالف تماماً، فهي لا ترى من وراء الشلل أو التجمعات النسائية إلا وجع الدماغ، فقد كانت لها مجموعة من الصديقات اللاتي تجتمع بهن في أحد المقاهي القريبة من بيتها أو في بيت إحدى صديقاتها، لكنها بعد مرور فترة بسيطة من الزمن اكتشفت أنه لا مجال للمحافظة على الحدود معهن، تتابع: «إحداهن بعد أن عزمتني على عيد ميلادها أصبحت تطالبني بعمل حفلة رغم أنه لم تكن عندي مناسبات في تلك الفترة، وأخرى أصبحت تبعث أطفالها لأدرسهم مجاناً».
كيف نردعهن؟
يصف المثل الخليجي هذا النوع من النساء بأنها (ما يفوتها فائت ولا أكل بايت) أي أنها تتنقل بين صديقاتها؛ لتستمع إلى أخبار هذه وتلك وتأكل من بيت فلانة وعلانة، ولو كان على أكل بايت فهو لذيذ بالنسبة لها مادام مع صديقاتها، والأزواج بشكل عام ينزعجون من فكرة أن تقضي الزوجة معظم وقتها مع صديقاتها، فكيف لو كان هذا الوقت على حسابه أو حساب أبنائه.
زوجة سالم الزعابي (موظف) الأولى، كما يقول، كانت من النوع الذي يفضل الأغراب على أهل بيته فإذا طلبت منها إحدى صديقاتها أي خدمة أو نقود طارت بسيارتها لها تاركة تدريس ابنتها بأيدي المدرسة الخاصة وتاركة خدمة البيت للخادمة يستدرك: «بل وصل الأمر بصديقتها المفضلة إلى تحريضها ضدي بحجة أنني أقيّد حريتها وأطلب منها الجلوس في المنزل، بالنتيجة استحالت الحياة معها فانفصلنا لتكون صديقتها تلك أول الشامتين بها».
فيما يروي عامر صيون (موظف قصة صديقه الذي ترك منذ فترة قريبة منزل الزوجية ليسكن وحده، وعندما سأله عن السبب وهو يعرف أصلاً خلافاته مع زوجته أخذ يشتكي له بأنها تتزين وتتجمل لتذهب للحفلات، بينما في البيت تبدو بمظهر بشع وتنفق راتبها على عزومة صديقاتها في المطاعم ولا تنفق درهماً واحداً في البيت، بل تطلب منه المال بالرغم من أنه مدان للبنك، وفوق هذا كله سافرت مرتين مع صديقاتها بدون إذنه.
المشكلة في الرجال
الدكتورة ريما ديوب استشارية نفسية في مركز ديسكفري للاستشارات النفسية في الشارقة تفسر تعلق بعض السيدات بصديقاتهن على حساب أزواجهن بأنه نوع من الهروب من الواقع أو من ضغوطات العلاقة الزوجية، ولا يمثل الأمر مشكلة نفسية مادام لا يتجاوز الحدود المعقولة، التي يجب أن تدركها المرأة، وألا يؤثر ذلك على مسؤولياتها تجاه زوجها وأطفالها.