يتعرض الأطفال للضغوطات (stress) التي تؤثر على صحتهم النفسية والجسدية على المدى البعيد. وبلا شك فإن الصحة النفسية للطفل لا تقل أهمية عن صحته الجسدية وخاصة في السنوات الأولى من عمره فأي اضطراب نفسي في هذه المرحلة العمرية قد يسبب اضطراب وخلل بشخصيته عند الكبر. كما يرى العديد من علماء النفس أن الأطفال يعانون من الضغوط النفسية أكثر من الكبار وذلك لقلة خبراتهم في مواجهة هذه الضغوط والتغلب عليها.
التقت "سيدتي" بالمستشارة النفسية والأسرية سعدية القعيطي لتحدثنا حول كيفية التعامل مع الضغوط النفسية لدى الأطفال فقالت:
الضغوطات (stress) قد تكون خارجية كهجوم قطة على الطفل أو بشكل داخلي كمشاعر الخوف من الضرب عندما يصرخ عليه والداه أو الرفض من أصدقاءه أو بالخجل من كونه أقل من غيره.
- يعتمد ذلك على شخصية الطفل وآليات تفاعله معها، كلوم الذات والحديث الذاتي السلبي المدمر والذي سيؤدي لسلوكيات سلبية وزيادة الآثار السلبية.
- عادة لا يدرك الأطفال صغار السن بأنهم يتعرضون للضغوطات (stress) ولكن ذلك لا يعني أنهم لا يتأثرون بها.
بعض الأعراض الجسدية والسلوكية للضغوطات النفسية كما وردت في موقع -Medline plus-التابع للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب وتشمل:
الأعراض الجسدية:
- زيادة الشهية أو فقدانها.
- اضطرابات النوم الكوابيس.
- الشكوى من آلام في الرأس أو المعدة مع عدم وجود مرض جسدي.
- بدء التبول اللاإرادي أو عودته وتكراره.
وقد تشمل الأعراض العاطفية أو السلوكية:
- صعوبة في التركيز مع عدم القدرة على الاسترخاء.
- التغيرات السلوكية مثل (المزاج المتقلب، السلوك العدواني، العناد، الالتصاق بأحد الوالدين).
- بدء مخاوف جديدة أو تكرار مخاوف سابقة (الخوف من الظلام- البقاء وحيداً- الغرباء)
- الغضب، البكاء، كثرة الشكوى والتذمر لأي سبب.
- عدم القدرة على التحكم في المشاعر.
- النكوص وهو الرجوع للسلوكيات التي كان يقوم بها في سن أصغر.
- تطور عادات عصبية: مثل عض الأظافر أو شد الشعر.
- عدم الرغبة في مشاركة الأهل والانسحاب من التجمعات العائلية.
كيف تتعاملين مع أطفالك عندما يمرون بضغوط:
-
في حال كان الطفل صغير وظهرت عليه بعض من الأعراض السابقة، حاولي تقديم الدعم والمساعدة له بتهيئة الأجواء اللطيفة الهادئة، بالاحتضان، بقضاء الوقت باللعب معه.
-
معرفة سبب الضغط الذي يتعرض له سوف يساعد في التعامل معه ووضع آلية مناسبة له.
- بغض النظر عن نوع الضغط الذي يتعرض له فإن تعليم الأطفال آليات التأقلم الصحية تعتبر خطوة مهمة فبالإمكان شرح كيفية الحديث الإيجابي الذاتي والتفكير الإيجابي، فحين يقوم بتركيب لعبة ما ويشعر بالصعوبة والتوتر بسببها، بإمكانك إخباره بأن عليه التوقف قليلاً لأخذ بعض الأنفاس العميقة حتى يهدأ ومن ثم يحث نفسه على إتمامه وأنه يستطيع فعل ذلك!
- لا نخفي ما لتعليم الأطفال من مهارات حل المشكلات من أثر كبير في تحديد ماهي المشكلة وإيجاد حلول واختيار الحل المناسب منها.
- كتابة ما يشعر به أو الرسم لما يخالجه من مشاعر تعتبر تقنيات مفيدة تساعده ليفصل نفسه عن التوتر والضغط الذي يشعر به.
- من تقنيات الاسترخاء ممارسة التخيل: بأن يتخيل الطفل نفسه في مكان هادئ وسؤال الطفل عما يشعر به وهو بهذا المكان.
- ممارسة الرياضة وتعلم الهوايات الجديدة ومحاول شغل أوقاتهم بقدر الإمكان بما ينفعهم.
عمل روتين يومي للطفل:
-
المحافظة على عادات النوم الصحية ومكافأته إذا حافظ عليها.
-
تخصيص الوقت لممارسة رياضة أو هواية.
- القراءة ومراجعة الدروس.
- التواصل مع الأصدقاء أو الأهل عن طريق برامج التواصل الاجتماعي.
- يمارس فيه الرياضة بعض الوقت للقراءة ومراجعة الدروس، التواصل مع الأصدقاء أو من يحب عبر برامج التواصل.
- وكما نقول دائماً الطفل يتعلم من والديه ومن حوله كيفية التعامل مع أحداث الحياة اليومية، فحاول بقدر الإمكان تبني عادات إيجابية سليمة ليتعلم منك.