ألزم فيروس الكورونا المستجد غالبية الناس بالبقاء في بيوتهم، والخطر القادم –للأسف- هو زيادة الوزن؛ حيث كشف تقرير الهيئة الصحية الوطنية البريطانية أن ما يقرب من ثلثي مرضى الفيروس التاجي كورونا بوحدة العناية المركزة يعانون من زيادة الوزن، مؤكدة أن الوزن الزائد على الصدر يجعل من الصعب على العضلات سحب نفس عميق، كما يسمح الجهاز المناعي الضعيف لـcovid 19 بالانتشار إلى الرئتين ويسبب الالتهاب الرئوي. في إطار حملة «سيدتي» (مرحباً بيتي) كان لقاؤنا والدكتور مجدي بدران أستاذ المناعة والحساسية؛ للحديث عن السمنة والكورونا والحامل في نقاط مبسطة.
حقائق عن الجهاز المناعي
الجهاز المناعي يُستهلك أثناء محاولة مرضى الجهاز التنفسي حماية وإصلاح الضرر الذي يسببه الالتهاب للخلايا، وتفسير هذا أن الجهاز يستخدم كل طاقته لصد الالتهاب؛ فيبقى نظام الدفاع في الجسم لديه القليل من الموارد المتبقية للدفاع ضد عدوى جديدة مثل covid19.
الغذاء لدى أصحاب السمنة المفرطة يحتوي على القليل جداً من الألياف ومضادات الأكسدة التي تحافظ على صحة الجهاز المناعي والموجودة في الفواكه والخضروات، والوزن الثقيل يزيد من صعوبة توسيع الحجاب الحاجز والرئتين واستنشاق الأكسجين؛ فتحرم الأعضاء من الأكسجين، ولذلك تميل رئة الأشخاص البدناء إلى التدهور بشكل أسرع عند إصابتها بالكورونا مقارنة بالشخص السليم
90% على الأقل من المحتجزين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً ويخضعون لأجهزة التنفس الصناعي ويعانون من زيادة في الوزن، وفرصهم أقل للخروج أحياء من العناية المركزة، ومن المعروف مقدماً أن السمنة بوابة الأمراض المزمنة، والوزن الزائد هو القاسم المشترك الأعظم في ظاهرة الأمراض المتعددة الموجودة حالياً، وعالمياً الوفيات بسبب زيادة الوزن والسمنة تفوق الوفيات بسبب نقص الوزن.
الحامل والوزن الزائد
السمنة اليوم متهمة بأنها وراء زيادة معدلات الوفاة نتيجة الإصابة بفيروس الكورونا المستجد، وكذلك مرضى القلب وأمراض الرئة والفيروس، حيث إن معدل السمنة في الولايات المتحدة 42% مقارنة بـ6% في الصين، و10% في إيطاليا، والحالات المتقدمة من مرضى فيروس الكورونا تعاني من زيادة الوزن بنسبة 95%.ء زيادة معدلات الوفاةة معدلات الوفاة
من الطبيعي أن تكتسب الحامل بعض الكيلوجرامات خلال أشهر حملها، ومعدل الزيادة يختلف اعتماداً إذا ما كانت المرأة لديها وزن طبيعي أم تعاني من السمنة، وإن كانت تعاني من الوزن الزائد فعليها التحكم بتناول طعام صحي، واتباع نظام غذائي متوازن، مع ممارسة الرياضة، أو محاولة اكتساب وزن أقل بإشراف طبي متخصص. طالما أن الجنين ينمو بشكل جيد.
لابد من التعرف على
لابد من التعرف على السعرات الحرارية التي يجب أن تتناولها الحامل يومياً؛ فصاحبة الوزن الطبيعي عليها أن تزيد من السعرات الحرارية إلى حوالي 300 كالوري يومياً خلال فترة الحمل، وتناول أكل صحي مقسم إلى وجبات صغيرة يساعد على التحكم في الوزن، 3 وجبات رئيسية متوسطة الحجم، يتبع كل واحدة منها وجبة صغيرة في اليوم، فلا تشعرين بالغثيان حالة تناولك وجبة كاملة.
السمنة تنشأ نتيجة عدم التوازن بين السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد والسعرات الحرارية التي يفقدها، وزيادة استهلاك الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية بدون زيادة ملائمة في النشاط البدني، وبالتالي زيادة الوزن بشكل غير صحي، قلة الحركة تسبب خللاً في توازن الطاقة مما يسبب زيادة الوزن.
عوامل تزيد من السمنة
عدم تناول وجبة الإفطار يزيد من السمنة، السكر الزائد يسبب ارتفاع معدلات السمنة خاصة في منطقة البطن، وزيادة تراكم الأنسجة الدهنية الحشوية مما يزيد من فرص مرض السكر وأمراض القلب والأوعية الدموية، إدمان السكر يسبب مقاومة الأنسولين، ومقاومة الأنسولين يعتبر الآن مشكلة أساسية في السمنة، وهناك أيضاً المخلل والملح الزائد من مقبلات السمنة.
قلة النشاط والحركة تسببان اختزان السعرات الحرارية في الجسم، حيث ترمي بالإنسان في دهاليز أمراض العصر من نقص مناعة، إلى حساسيات أمراض القلب وشيخوخة مبكرة وسرطانات والوفاة المبكرة، قلة الحركة تقتل مليونين من البشر سنوياً، وتمرض مئات الملايين، وهناك بعض الأشخاص لديهم الاستعداد الوراثي للسمنة.
حافظي على نحافة خصرك
نعم وكلما زاد محيط خصر السيدات على المعدلات الطبيعية زادت معدلات الربو حتى لو كان الوزن مثالياً، البدناء أكثر عرضة للحساسية الصدرية، والسمنة تزيد معدلات الأزمات الربوية خمسة أضعاف، وتزيد من انقطاع النفس أثناء النوم، وهذا يزيد من ضيق النفس وصعوبة التنفس وقلة الأوكسجين.
قلة النوم أيضاً تسبب السمنة بسبب زيادة هرمون الجوع الفاتح للشهية الذي يسبب الجوع، كما أن التعرض للملوثات الجوية لفترات طويلة يزيد من هرمون التوتر وكيمياء الالتهابات، وزيادة إفراز هرمون الكورتيزول وزيادة مستوى السكر في الدم وزيادة الوزن والدهون.
السمنة للمرأة والحامل على وجه الخصوص تزيد من ارتجاع الحمض المعدي، وهذا يسبب إعادة برمجة خلايا الجهاز المناعي نحو الحساسية الصدرية، ومن ثم زيادة خلايا الحساسية مما يسبب ضيق الشعب الهوائية وبالتالي الربو والكحة المزمنة.
ثقافة ممارسة الرياضة
لمحاربة السمنة يجب نشر هذه الثقافة، فالحركة بركة وصحة ومناعة، وممارسة الرياضة في كل وقت وأي مكان تقلل من اختزان السعرات الحرارية، كما يفيد أيضاً تناول أغذية تساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية مثل: التوابل خاصة القرفة وشرب الماء بوفرة، وشرب الشاي الأخضر، فكل كوب يحرق حوالي 20 سعراً حرارياً، والألبان قليلة الدسم، وتناول الجريب فروت، وبياض البيض والسمك والتونة، وصدور الدجاج المنزوعة الجلد والعظام.
أطعمة عليك تناولها
ويفيد أيضاً في إنقاص الوزن تناول عش الغراب، وزيت الزيتون وزيت بذور الكتان، والحصول على قسط وافر من النوم، والألياف تقلل من الوزن وتفيد في حرق الدهون. وهي متوفرة في الخضروات والفواكه الطازجة والردة والبقول، مع تجنب السكر الزائد والملح الزائد ونمط الأغذية السريعة الغربي