فرض الله -تعالى- صيام شهر رمضان المبارك على كلّ مسلم بالغ عاقل مُستطيع، وأباح -سبحانه- للمُكلَّف الفِطر إذا كان له عُذر، أو طرأ عليه عارضٌ من العوارض المُبيحة للفِطر؛ فأسقط عن أهل الأعذار وجوب الصيام؛ تخفيفاً عليهم، ودَفعاً للمَشقّة عنهم، بل أوجبه عليهم في بعض الحالات المخصوصة التي يُخشى فيها وقوع ضرر عليهم، وقد اصطلح العلماء على تسمية العوارض المُبيحة للفطر بـ(رُخص الفِطر)، أو (الأعذار المُبيحة للفِطر)، وتختلف هذه الأعذار من شخص إلى آخر بحسب الأحوال التي يتعرّض لها؛ فمنها ما يختصّ بالمرأة، كالحمل، والرضاع، ومنها ما هو عامّ للناس جميعهم، كالمرض، وكبر السنّ، والسفر المُباح.
قال الدكتور محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء، إن الفقهاء يفرقون بين إفطار الحامل خوفاً على جنينها، وبين إفطارها لمصلحتها خوفاً على مصلحتها.
موضحاً أن إفطار الحامل إذا كان خوفاً على مصلحتها؛ فإنه لا يجب عليها الفدية (إطعام مسكين)، لكن يجب عليها القضاء فقط عن كل يوم، يوم مثله، لافتاً إلى وجوب الفدية والقضاء إذا كان إفطارها خوفاً على جنينها.
طالما أن الطبيب أمرها بالإفطار فيجب عليها أن تفطر طالما أن هناك خطراً على صحة الأم أو الجنين، أما قضية الصوم أو الإفطار قضية فيها تنفيذ الأمر، فهناك بعض النساء تمتنع عن الإفطار، قائلة: كيف أفطر في رمضان وهو فرصة عظيمة تأتي في العام مرة واحدة فقط؟، وتابع قائلاً: أنه كما أنتِ مأمورة بالصوم كذلك تكونين مأمورة بالحفاظ على صحتكِ ولا يجوز لكِ أن تضرِي نفسكِ وإن ضررتِ نفسكِ فأنتِ آثمة.
أشار إلى أنه طالما أن الحمل ضعيف وتخافين على الجنين أو كان الطبيب أمركِ بالإفطار لضعف الحمل فيجوز لكِ الإفطار ولا كفارة عليكِ، وإنما عليكِ القضاء بعد ذلك إذا استرددتِ صحتكِ وعافيتكِ.
هل يجوز إخراج كفارة صيام الحامل بدلاً من قضاء الصيام عن إفطار رمضان بسبب الحمل؟
بما ورد في قوله تعالى: «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ» الآية 184 من سورة الــبقــرة.
وأوضح أن الحمل هو عذر مؤقت للإفطار أيام من رمضان، ولـأن الــعــذر مـؤقـــت؛ فيجب القضاء متى زال هذا العذر، ولا يُنْتَقل إلى الإطعام إلا في حالة العجز الدائم عن القضاء بوجود مرضٍ مزمنٍ يتعذر معه الصوم مثًلًا، أعاننا الله وإياكم على طاعته، وتقبل منا ومنكم.
كفارة صيام الحامل
- شباب وبنات
- سيدتي - نت
- 27 أبريل 2020