فاز المبدع محمد الموسى بجائزة MBC الأمل، لصناعة المحتوى المُلهم عن مسار الاندماج والتبادل الثقافي، وتم تتويج محمد الموسى خلال الحفل السنوي في العاصمة الرياض، بالإضافة إلى عدد من المبدعين الآخرين، وأُقيمَ الحفل تحت عنوان (أثر المحتوى الإعلامي على المجتمع)، وشكَّلت الجائزة بالنسبة له أجمل فصول حكاية الأمل، وحمَّلته مسؤولية كبيرة تجاه صناعة الأمل، وأصبح أكثر تصميماً على نشر ثقافة الأمل في كل مكان وزمان.
وكان لـ«سيدتي» معه هذا الحوار..
• كيف كان اشتراكك في جائزة الأمل لصُنَّاع المحتوى الملهم؟
- شاهدت أحد الإعلانات قبل شهر تقريباً، فاشتركت في الجائزة، وقبل الحفل بفترة بسيطة؛ تم إخباري عبر البريد الإلكتروني بترشيحي للجائزة، وتمت دعوتي للحفل.
تجربة اجتماعية ثقافية
• وعَمَّ تدور فكرة مشروعك، وما الذي يهدف إليه؟
- بدأت فكرة مشروعي بكل بساطة؛ حيث يعتمد على تجربة اجتماعية ثقافية سياحية، وتقوم الفكرة على خطين أساسيين في تنفيذها، والخطان هما: الدهشة والسياحة الصامتة، ويركز المشروع على تناول فجوة عدم معرفة أبناء المدن بالمدن الأخرى، في هذا الوطن الواسع مترامي الأطراف، لقد بدأت فكرة المشروع عام 2017، عند مشاركتي في أحد المشاريع العالمية، وفي الربع الأخير من 2018 بدأ العمل الفعلي على المشروع، وعند بداية 2019 تم إطلاق المشروع.
وعندما بدأ العمل والإعداد للمشروع، بدأتُ بتحسين الفكرة ومحاولة تبسيطها في الوقت نفسه، حيث كانت الفكرة هي استضافة ثلاثة أشخاص من مناطق مختلفة لهم صفات محددة تؤهلهم ليكونوا ضيوفنا في التجربة، وقررت آنذاك أن أجعلها تعتمد على العنصرين الأساسيين، وهما: الدهشة، والسياحة الصامتة.
والدهشة هي ألَّا أخبر الضيوف عن أي مُخطط أو جدول للمشروع، حيث أترك دائماً للدهشة مساحة كبيرة في محاولة جادة للبحث عن عنصر الدهشة الذي بدأ يُفقَد في الوقت الحالي؛ إيماناً بأهمية الدهشة وجمال تأثيرها.
ويُقصد بالسياحة الصامتة التزام الصمت خلال الجولات، فعلى سبيل المثال عند زيارة الكهف أكتفي بالصمت، وأترك المساحة للكهف للحديث عن نفسه، ولأنني أرى أن المرشدين السياحيين دائماً يحدُّون من جمال المكان ويختصرونه بالحديث الذي يتفوهون به أمام زوَّار المكان.
هُواة السفر والترحال
• ما الصفات المشتركة التي وضعتها لاختيار الضيوف؟
- أن يكونوا من هُواة السفر والترحال، وأن يكونوا ذوي مكانة اجتماعية في مدنهم، وكذلك أن يكونوا من مدن مختلفة بالسعودية، وأن يكون لديهم القدرة على الحديث والتعبير عن دهشتهم، وأخيراً ألَّا تكون لديهم معلومات كافية عن المدينة التي سوف يُقام بها المشروع.
• ما المدينة التي وقع اختيارك عليها لتنفيذ فكرتك الإبداعية؟
- اخترت محافظة الأحساء (واحة النخيل) لتكون المدينة الأولى للتجربة، واخترتها لأنني أشعر بالامتنان تجاه هذه الأرض، وتم اختيار ضيوف التجربة من الرياض ومكة والطائف، وتمت التجربة الأولى للمشروع في الأحساء، وحققت نجاحاً كبيراً جدًّا بالأثر الذي تركته خلفها، في إيصال صورة حقيقية عن المدينة بشكل غير اعتيادي.
تتويج لكل التجارب
• ماذا مثَّلت لك الجائزة؟
- الجائزة بالنسبة لي تتويج لكل التجارب المؤلمة التي تجاوزتها خلال السنوات الماضية، وفي الوقت ذاته مسؤولية حقيقية بالنسبة لي للعمل بشكل حقيقي على صناعة الأمل، وفي طريقي للعودة لبلدي بعد التكريم، كتبت رسالة وأنا في الطائرة: «الآن الساعة 1:15 وأنا فوق الغيوم عائد للساحل الشرقي، أحمل على عاتقي كنية جديدة؛ ألا وهي كنية صانع أمل، هنا فوق الغيوم حيث يرى الناس الأمل مجازاً، أعاهد نفسي وأعاهد الغيوم التي أتأملها أن أواصل مسيرتي في نشر الأمل، اللهم أعنِّي على ذلك».
• ما مشاريعك المستقبلية القادمة لصناعة الأمل؟
- أخطط حالياً للمواصلة بالمشروع نفسه؛ من خلال تنفيذه في عدة مناطق أخرى بالسعودية.
وتحرص الجائزة على تكريم أصحاب المحتوى المميَّز والبنَّاء من الشباب والشابات السعوديين والسعوديات، كما تحرص على توفير الدعم لخريجي MBC Edutain في مسيرتهم العملية.
وتركز MBC الأمل في المقام الأول على تمكين الشباب العربي وإعداده لمستقبل أفضل، وترتكز إستراتيجيتها على تصميم المبادرات وتنفيذها؛ تأكيداً على الالتزام المستمر تجاه تطوير التعليم، ودعم ريادة الأعمال والقضايا الإنسانية.