شاع بين الناس استعمال الفول السوداني كنوعٍ من أنواع المكسّرات، وفي الحقيقة يعتبر من البقوليّات التي تضمّ كلّاً من الفول، والعدس، والصويا، ويعود أصله إلى أميركا الجنوبيّة، ويمكن تناوله نيئاً، أو محمّصاً مع الملح، أو بدونه، كما شاع استخدام زبدة الفول السوداني أيضاً، وهناك العديد من المنتجات التي يمكن تصنيعها من الفول السوداني مثل زيت الفول السوداني، أو طحين الفول السّودانيّ، كما يمكن استهلاكه ضمن الوجبات الرئيسيّة، أو الوجبات الخفيفة مع الحلويات، والصّلصات، ويحتوي الفول السوداني على الكثير من الفيتامينات الضرورية لصحة الإنسان، مثل البروتين النباتي والزيوت النباتية، إضافة إلى الأملاح المعدنية، ومن المعادن: اليود والبوتاسيوم والحديد والفسفور والصوديوم. ما يجعله من المأكولات المفيدة جداً على الصحة بشكل عام وصحة الحامل بشكل خاص مع خبيرة التغذية الدكتورة نهى ياسين كان لقاؤنا للتعرف على المزيد من فوائد الفول السوداني ومضاره أيضاً.
دراسات عن الفول السوداني
الفول السوداني يعتبر الحل السحري للحامل في الشهر التاسع، حيث أنه يحتوي على مجموعة من الفيتامينات والبروتينات والأحماض الأمينية والأحماض المعدنية في تركيبته الطبيعية ، يعود الفول السوداني بالكثير من الفوائد على صحة الحامل، حيث أثبتت دراسات أخيرة أجريت في الأكاديمية الأميركية للغذاء: أن الأم الحامل إذا تناولت الفول السوداني خلال فترة حملها تُخفف من إصابة طفلها مستقبلاً بالحساسية، فسوف يصبح للجنين مناعة كافية لمقاومة الحساسية.
وفي المقابل أُجريت العديد من الدراسات الأخرى التي توصلت إلى نتائج عكس الدراسات الأولى ، حيث أثبتت هذه الدراسات أن تناول الأم الحامل للفول السوداني يسبب لها الحساسية في فترة الحمل، وهذه الأعراض تزيد من مناعة الطفل مستقبلاً من الإصابة بها، مع بقاء الأم مُعرضة مدى الحياة للإصابة بحساسية الفول السوداني
وانطلاقاً من هاتين الدراستين يشدد العلماء على ضرورة الاعتدال في تناول الفول السوداني في خلال تسعة أشهر الحمل، خوفاً من أي تأثيرات سلبية على صحة الجنين في المستقبل، وعلى أن يترافق هذا الأكل مع ممارسة التمارين الرياضية باعتدال، الأمر الذي يعود بالفائدة على صحة الحامل من جهة وعلى صحة الجنين من جهة أخرى
فوائد الفول السوداني للحامل
يعتبر من أفضل المصادر النباتية الغنية بالبروتين، والذي يمد جسم المرأة الحامل بالحيوية والطاقة والقوة التي تلزم للتغلب على مشاعر الإرهاق والتعب، والتي تعتبر نتيجة للحمل. كما يساعد في إمداد الجسم بجميع الفيتامينات التي تحتاج إليها المرأة الحامل خلال هذه المرحلة، بالإضافة لأنه يحتوي على نسبة من المواد المضادة للأكسدة كبيرة، والتي تعمل على حماية الجسم من مشاكل صحية كثيرة والتي من شأنها أن تهدد صحة كل من الأم والجنين.
كما أنه عامل وقائي من كل الأمراض التاجية نظراً لاحتوائه على حمض الأوليك، ويضم الفول السوداني مجموعة من الأحماض الدهنية أحادية الشعبة، والأحماض الأمينية التي يحتاج الجنين إليها حتى ينمو بشكل صحي وسليم، والتي تحمي من الإصابة بالعيوب والتشوهات، ويضم نسبة كبيرة من المعادن، والتي من ضمنها الكالسيوم، الذي يعمل على حماية جسم الحامل من التعرض لضعف الأسنان والأظافر وهشاشة العظام ومشاكل الشعر وعلى مقدمتها التساقط أثناء تلك المرحلة.
ويحتوي أيضاً على البروتينات والفولات، فمن المعروف أنّ الفولات من أهمّ الفيتامينات لفترة الحمل؛ حيث إنّه يدخل في عملية نموّ وتطوّر الدماغ والحبل ألشوكي، وعليه فإنّه يمنع حدوث العيوب لدى الجنين، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الأشخاص قد يعانون من حساسيّة تجاه الفول السّودانيّ، ولذلك على المرأة الحامل التي تعاني من هذه الحساسية تجنّب الفول السوداني وجميع منتجاته في هذه الحالة، أما الأمهات غير المصابات بحساسية الفول السوداني واللاتي كنّ يتناولنه خلال فترة الحمل فنجد أن فرصة إصابة أطفالهن بحساسية تجاه أنواع الطعام قد قلت.
الفول السوداني لصحة الجنين
إن الفول السوداني شديد الأهمية بالنسبة للمرأة خلال فترة حملها، بالإضافة لأن البحوث العلمية الطبية أثبتت أنه يقلل من فرص إصابة الجنين بمرض الحساسية مستقبلاً، رغم أن أطباء النساء والتوليد يحذرون قديماً من تناول الحامل له، حيث إنه يصيب الأم والجنين بالحساسية الصدرية والربو، وأكد على ضرورة تناول المرأة الحامل للفول السوداني بمشتقاته سواء زبده أو حبوب، بالإضافة لتناول الأطعمة المحتوية عليه؛ لأنه يحافظ على صحة الجنين من الإصابة بالربو والحساسية، وبالتالي حتى تحصل الحامل على فوائده الصحية كافة في التخلص من الوزن الزائد وعلاج مشاكل القلب، وتنظيم مستوى السكر في الدم.
الفوائد العامة للفول السوداني
بداية هو يعمل على تنشيط الأعصاب في الدماغ، يقلل من تقلب المزاج، يساعد في محاربة حالات الاكتئاب والقلق، حيث إنه يعمل على تحفيز الجسم لأن ينتج مادة السيروتونين، كما يعمل على تسهيل عملية امتصاص النشويات والدهون في الدم، بالإضافة لأنه يحافظ على نسبة السكر في الدم حيث إنه يحتوي على المنغنيز، ويخفف من الإصابة بسرطان القولون، ويعمل على التقليل من الدهون المتراكمة في الجسم ويقي من الزيادة في الوزن
ثانيا: يحافظ عل صحة البشرة والجلد حيث يحمي البشرة و يمنعها من الجفاف ويحد من ظهور الجذور الحرة التي تضر البشرة، يحمي من التعرض لخطر الإصابة بسرطان المعدة، حيث إنه له فاعلية في تقليل إفرازات المواد المتسرطنة في الجسم، وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من مضاد الأكسدة «بولي الفينول»، والذي له القدرة في تخفيف فرص الإصابة بمشاكل الالتهاب ومشاكل من الممكن أن تصيب الأعصاب، إضافة إلى مختلف أمراض القلب.
ثالثا: يساعد في بناء العضلات وتكوين أنسجة الجسم حيث إنه يحتوي على العديد من الأحماض الأمينية ، كما أنّ تناول الفول السّوداني كبديلٍ لمصادر الدّهون في نظامٍ غذائي منخفض الدهون على مدى ستة أشهر، قد يؤدّي إلى خسارة ثلاثة كيلوغرامات عند النساء
يحمي من الأمراض ويقلل من تأثيراتها
رابعا : يساعد على تحسين صحّة القلب؛ حيث يحتوي الفول السوداني على الكثير من الفيتامينات والمعادن المهمّة لصحّة القلب، كفيتامين ب3. والمغنيسيوم، والنّحاس، وحمض الأوليك، ومضادّات الأكسدة المختلفة، مثل ريسفيراتول، كما تشير بعض الدراسات إلى أنّ استهلاك الفول السوداني، إلى جانب بعض المكسّرات، قد يقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب التي تعتبر المسبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم
خامساً: التقليل من خطر الإصابة بحصوات المرارة التي تتشكل معظمها من الكولسترول، ولكنّ الفول السّوداني يملك تأثيراً مخفّضاً للكولسترول، مما قد يقلّل من خطر تشكّل هذه الحصوات، ومن الجدير بالذكر أنّ حصوة المرارة تصيب 10 - 25 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة الأميركية.
سادسا: تقليل خطر الإصابة بالسّرطان؛ إذ يحتوي الفول السوداني النيئ على مادة تُعرف بالبيتا سيتوستيرول ومركبات الفايتوستيرول، وتُعرف هذه المواد بدورها المهمّ في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون، والبروستاتا، والثدي، ويذكر أن تركيز هذه المواد في الفول السوداني يقلّ خلال عمليات التحميص والمعالجة
أضرار الفول السّودانيّ
قد يسبب تناول الفول السوداني بعض الأضرار كالتسمم؛ حيث إنّ تخزينه في بيئة رطبة ودافئة تسبب مشاكل في الكبد، وتظهر على المصاب بهذه السّموم بعض الأعراض مثل فقدان الشهيّة، واليرقان أو اصفرار العينين، ومن الجدير بالذكر أنّ تناول هذه السّموم بكمياتٍ كبيرة قد يسبب فشل الكبد أو سرطانه
يحتوي الفول السّوداني على بعض المواد التي تساهم في تقليل امتصاص المعادن من الجسم، ولذلك فإنّ الإفراط في تناوله قد يسبب نقصاً في هذه المعادن مع مرور الوقت، ورغم ذلك فإنّ تناوله باعتدال ضمن حمية غذائيّة متوازنة لا يشكّل أي خطر.
تعتبر حساسيّة الفول السّوداني أكثر أنواع الحساسيّة شيوعاً، وترتبط بظهور بعض الأعراض، كالشّعور بوخز في الفم، وانتفاخ اللّسان، والعطاس، وانسداد الأنف أو السّيلان، والحكّة في العينين، والإسهال، والدّوخة، والغثيان، أو القيء، والقشعريرة، وصعوبة في التنفس، كما أنّها قد تسبب ما يسمّى بصدمة الحساسية والتي تعدّ حالة خطيرة جداً وقد تؤدي إلى الوفاة.
القيمة الغذائيّة للفول السّودانيّ
يحتوي الكوب الواحد من الفول السّوداني المحمّص، والمملّح على القيمة الغذائيّة التالية: السّعرات الحراريّة 854 سعره حراريّة، الكربوهيدرات 31 غراماً، البروتين 35 غراماً، الدّهون 72 غراماً، الألياف 12 غراماً، فيتامين هـ 11 مللغراماً، فيتامين بـ1 0.6 مللغرام، فيتامين ب2 0.1 مللغرام،
فيتامين ب3 ما قيمته 20 مللغراماً، الكالسيوم 79 مللغراماً، البوتاسيوم 961 مللغراماً، الصوديوم 974 مللغراماً، النحاس 980 ميكروغراماً، الحديد 3 مللغرامات، المغنيسيوم 257 مللغراماً، الفسفور 523 مللغراماً.
الجرعة الآمنة لتناول الفول السوداني
يعتمد تناول الجرعة الآمنة من زيت الفول السوداني على عدة عوامل ومن أبرزها؛ عمر الشخص الذي يتناول الفول السوداني، وصحته العامة، وبعض الحالات الطبية الأخرى مثل الحمل والرضاعة أو وجود حساسية مفرطة للفول السوداني أو فول الصويا والنباتات ذات الصلة، إذ إنه قد يُسبب ردود فعل تحسسيه خطيرة، لكن من جهة أخرى يُعد الفول السوداني آمناً لمعظم الأشخاص عند تناوله عن طريق الفم أو استخدامه على الجلد مباشرة بكميات طبية، وتستخدم بعض شركات الأدوية الفول السوداني في منتجات العناية بالبشرة ومنتجات العناية بالأطفال كما يُستخدم لعلاج الأكزيما