تأثير هرمونات الجنين الذكر على الأم

اعتاد البعض على التفرس في وجه الحامل للاستدلال على نوع الجنين الذي تحمله؛ هل هو ذكر أم أنثى؟! كما ظل الحمل بولد لأجيال طويلة هو رغبة كل عائلة اعتقاداً بأنّ المولود الذكر هو الأكثر فائدة لهم في المستقبل من الأنثى، إلّا أنّ هذه المعتقدات ظلت تقل رغم استمرارها في ثقافة البعض، ومع التقدم العلمي أصبحت الأمهات تبحثن عن إمكانية وجود وسائل طبية تضمن الحمل بالولد، أو علامات طبية تدل على الحمل بولد، ومع كل هذا التخبط ما زال الجدل كبيراً في الأوساط الطبية حول ما إذا كان الحمل بولد أو بأنثى له علامات يمكن ملاحظتها، أم أن الأمر مجرد خرافات وأساطير والسؤال الأهم؛هل هناك تأثير لهرمون الجنين الذكر على الأم؟ في هذا الشأن يحدثنا الدكتور إبراهيم حجي، أستاذ أمراض النساء والتوليد

مشيمة أنثى ومشيمة ذكر

قدم مجموعة من الباحثين البريطانيين بجامعة كمبريدج تفسيراً علمياً لدور نوعية جنس الجنين في التسبب بارتفاع احتمالات معاناة الأم من بعض الاضطرابات المرضية خلال فترة الحمل، وقد أجريت الأبحاث على أكثر من 4000 امرأة تحملن لأول مرة، وقاموا بتحليل عينات من المشيمة ومن دم الأم، حيث وجدوا أن الملف الوراثي للمشيمة من الحمل بالأجنة الذكور كان مختلفاً عن ذلك الذي لدى الحمل بالأجنة الإناث، أي وفق نوعية جنس الجنين وإلى التفاصيل.

اضطرابات صحية

أولاً: لاحظ الباحثون في نتائجهم أنه كان لدى مشيمة الإناث مستويات أعلى من السبي رمين في دمهن مقارنة بالأمهات الحوامل بالذكور، وأن الخلايا المشيمية للحمل بالذكور أكثر عرضة للتأثيرات السامة، كما أن احتمالات الحمل بالذكور قد ترفع من احتمالات حصول ضعف نمو الجنين، وأن الحمل بالإناث قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمتلازمة ما قبل تسمم الحمل.

ثانياً: المشيمة تختلف بشكل عميق حسب نوع جنس الجنين؛ هناك مشيمة أنثى وهناك مشيمة ذكر، وهذه الاختلافات تغير عناصر تكوين دم الأم، نجد أن بعض النساء قد يعرفن جنس الجنين الذي يحملنه من خلال مدى المعاناة من الغثيان الصباحي والوحم والأعراض الأخرى المرافقة في فترة الحمل.

ثالثاً: توصل الباحثون إلى أن إدراك جنس الجنين أحد العوامل التي قد تؤثر على كيفية استجابة جسم المرأة للتحديات المناعية اليومية، كما لاحظوا أن احتمالات حصول سكري الحمل هي أعلى بنسبة 4 في المائة لدى النساء اللواتي يحملن بذكر، واحتمالات حالات ما قبل تسمم الحمل هي أعلى بنسبة 8 في المائة عند الحمل بذكر. وكلها نوع من الملاحظة ولا تثبت أن العلاقة بين نوع الجنين واحتمالات حصول المضاعفات في الحمل هي من نوع السبب والنتيجة.

علامات الحمل بولد

الأولى: بيّنت بعض الدراسات والبحوث الإحصائية أنه: إذا كانت الحامل لا تعاني من أعراض غثيان الحمل الصباحي فإن ذلك قد يكون أحد علامات الحمل بولد، وقد دعمت بعض الدراسات الحديثة صحة هذا الأمر إلا أنه ليس مؤكداً تماماً بعد، وكذلك معدل ضربات القلب: حيث أشارت بعض الأوراق البحثية إلى أن قلب الجنين الذكر ينبض بمعدل أقل من 140 نبضة في الدقيقة، ولكن لم يثبت هذا الأمرَ أيُّ أبحاث أو دراسات دقيقة معتمدة.

الثانية : ظهور البثور وحب الشباب قد يكون علامة على الحمل بولد بسبب الزيادة في مستويات هرمون التستوستيرون في دم الأم، كما أن الحامل بولد تبدي رغبة كبيرة في تناول الأطعمة الحامضة أو الأطعمة المالحة، ولكن لم يتم إثبات هذا الأمر علمياً حتى هذا اليوم.

الثالثة : يعد وضع البطن من العلامات الشائعة التي يمكن أن يحدد جنس المولود من خلالها، فإذا كان موضع الجنين الرحم في الأجزاء السفلية فإن هذا قد يشير إلى الحمل بولدتغيرات الشخصية والمزاج: يؤثر جنس الجنين في الغالب على بعض التغيرات السلوكية، ومن المرجح أن المرأة التي تتغير شخصيتها لتصبح ذات طبيعة عدوانية وجريئة ومهيمنة أثناء الحمل قد تكون حاملاً بولد، ويمكن ربط هذه التغيرات السلوكية بمستويات هرمون التستوستيرون.

لون البول وبرودة الأطراف علامة

الرابعة: لون البول: على ما يبدو فإن تغير لون البول أثناء الحمل إلى الغامق قد يكون أحد علامات الحمل بولد على الأرجح، وكذلك حجم الثدي: خلال فترة الحمل يتضخم الثدي ويزداد حجمه استعداداً لإمداد الطفل بالحليب، ولكن بعض الاعتقادات القديمة تحكي أن زيادة حجم الثدي اليمين علامة للحمل بولد إلا أنّ هذا الأمر ليس له أي دليل علمي

 الخامسة: برودة الأطراف: إن الإحساس الدائم ببرودة القدم أو اليد أثناء الحمل هو أحد مؤشرات الحمل بولد الأكيدة في معتقدات الطب الصيني مثلاً، وأيضاً نمو الشعر: حيثُ يزداد معدل نمو الشعر ليصبح أسرع إذا كان جنس الجنين ذكر الخامسة: .

السادسة: وضعية النوم خلال فترة الحمل، غالباً ما تشعر الحامل بالإرهاق والتعب بسهولة، وفي مثل هذه الحالة تلجأ الحامل للنوم لأوقات طويلة، وإذا نامت الحامل على الجانب الأيسر فإن ذلك قد يكون علامة للحمل بولد السادسة: .

السابعة : يعتقد البعض أن جفاف وتقشر البشرة واليدين خصيصاً هو أحد علامات الحمل بولد، وكذلك زيادة الوزن، كما يشير تمركز الوزن الزائد في الحامل إلى جنس المولود بشكل كبير، إذ يعتبر تمركز السمنة في منطقة البطن والمعدة علامة للحمل بولد، بينما توزيع زيادة الوزن على كل أنحاء الجسم علامة للحمل بأنثى.

علامات الحمل بأنثى

(1) هناك أيضاً بعض المعتقدات والعلامات التي يتداولها الناس التي تدل على الحمل بأنثى أشهرها: غثيان الصباح الشديد، ووجدت دراسة أجريت عام 2017 أن النساء اللواتي يحملن البنات يعانين من التهاب أكثر عندما تتعرض أنظمتهن للجراثيم مقارنة باللواتي يحملن بأولاد.

(2) التقلبات المزاجية الحادة؛ إذ يمكن للتغيرات الهرمونية خلال الحمل أن تسبب تقلبات مزاجية، ويعتقد بعض الناس أن النساء الحوامل بفتيات لديهن مستويات أعلى من الأستروجين وبالتالي يكنّ أكثر عصبية نتيجة لذلك.

(3) تمركز زيادة الوزن حول الخصر: إذا اكتسبت المرأة الكثير من الوزن حول خصرها أثناء الحمل، فيعتقد بعض الناس أن هذا يعني أنها حامل بفتاة، تمركز الحمل في الجزء العلوي من البطن: يعتقد الكثيرون أنّ تمركز الحمل في الجزء العلوي من البطن دليل على الحمل بأنثى، إلا أنه لم يتم إثبات هذا الأمر طبياً.

(4) الرغبة الشديدة في السكر: غالباً ما تعاني النساء من الرغبة الشديدة في صنف معين من الطعام أثناء الحمل، ويعتقد البعض أن الرغبة الشديدة بالطعام الحلو والسكر هو علامة للحمل بأنثى، إضافة إلى أن الحامل لو كانت تعاني من التوتر والإجهاد العصبي والنفسي قبل الحمل فإن هذا يرفع من فرصة أن يكون الجنين أنثى.

(5) البشرة الذهنية: يعتقد بعض الناس أن البشرة الذهنية عند الحامل تدل على أن الجنين أنثى، إلا أنه طبياً لا يوجد أي دليل على ذلك، فالبشرة الدهنية عند الحامل هي نتيجة عدم التوازن الهرموني الذي يرافق الحمل بغض النظر عن جنس الجنين، كذلك يعتقد البعض أن نبض قلب الجنين بسرعة قد يكون دليلاً على الحمل بأنثى. 

هل الرغبة بالجماع من علامات الحمل بولد؟

 انتشرت الأقاويل التي تشير إلى أن الرغبة الجنسية تزيد عند المرأة الحامل بولد، وإذا كنت حاملاً ببنت فلا تكونين في مزاج رائق من أجل ممارسة الجماع مع الزوج، والأفضل الانتظار حتى الشهر الرابع والخضوع لفحص بالموجات فوق الصوتية وهي الوسيلة المضمونة لنتأكد ما إذا كان هذا الأمر صحيحاً أم لا، إذ لم يتم إثبات هذه المعلومة علمياً

بعض الناس يمكنهم التنبؤ بجنس الجنين من خلال الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة، إذ تتردد بعض الأقاويل بأن زيادة الرغبة الجنسية من علامات الحمل بولد، والحقيقة أن هذا الأمر ليس له أساس علمي، فوفقاً لتجارب العديد من النساء أشرنَ إلى أن الرغبة الجنسية انخفضت لديهن في كلتا الحالتين، لذا فإن فكرة أن الحمل بصبي قد يزيد من رغبتك في الجماع أمر ليس مؤكداً، ولا يمكن الاعتماد عليه في تحديد جنس الجنين

أعراض أخرى

تشير إلى الحمل بولد مثل: زيادة الهالات السوداء تحت العين، زيادة حجم الثدي الأيمن، تغير لون البول حيث يصبح داكناً أكثر، تأخر وحام الحمل، يكون البطن متجهاً نحو الأسفل، لكن نعيد ونكرر أن هذه الأعراض غير مضمونة ولا تشير دوماً إلى الحمل بولد؛ قد تخبركِ والدتك أنكِ حامل في صبي إذا لاحظت أن أعراض غثيان الصباح لديكِ خفيفة، وتشير بالفعل بعض الدراسات إلى أن الحمل في الإناث يكون مصحوباً بقيء شديد، نتيجة ارتفاع مستوى هرمون الأستروجين مقارنة بالحمل بصبي الذي يكون فيه الغثيان أقل حدة.

إذا لاحظتِ أن شعرك بدأ يستعيد رونقه في أثناء الحمل وأصبح أكثر كثافة، وأن بشرتك أصبحت صافية، فربما قد يعني هذا أن طفلك القادم سيكون صبياً، والتفسير العلمي لذلك هو أن ارتفاع مستوى هرمون الأستروجين في أثناء الحمل بفتاة يسبب ظهور الحبوب بالبشرة، بينما ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون بسبب الحمل في صبي سيمنحكِ شعراً أكثر كثافة ونعومة.

قد يبدو الأمر غريباً ولكن تشير بعض الدراسات إلى أن زيادة الوزن في الفخذين والمؤخرة مع بطن عريض هي من علامات الحمل ببنت، والسبب في ذلك هو ارتفاع مستوى هرمون الأستروجين، بينما إذا لم يزد وزنكِ كثيراً، مع بروز البطن للأمام فأنت حامل بصبي.

كما أن الرغبة في تناول الأطعمة المالحة: تختبر معظم الحوامل الوحم في الشهور الأولى من الحمل، ومن الأمور المتوارثة أن اشتهاء الأطعمة المالحة يحدث عندما تكونين حاملاً بصبي، بينما إذا كان وحامك للأطعمة السكرية والحلوى فأنت حامل ببنت، شهية مفتوحة طوال الوقت: يبدو أن مقولة إن الحمل بصبي يجعلكِ تتناولين المزيد من الطعام صحيحة، فقد أشارت دراسة أميركية أُجريت على 244 امرأة، إلى أن النساء اللاتي يحملن بصبي لديهنّ شهية أكبر بنسبة 10 في المائة من اللاتي يحملن ببنت.

متابعة الحمل طبيا وصحيا الأهم

الحمل بولد قد يجعلكِ عصبية وأكثر توتراً، بينما الحمل ببنت يجعل الأم عاطفية وتميل للبكاء والشعور بالحزن، وبعض الباحثين فسّر هذا الأمر بأن الحمل بصبي يصحبه ارتفاع في مستوى هرمون التستوستيرون، ما يجعل الأم عدوانية وعصبية، بينما ارتفاع مستوى هرمون الأس تروجين في الحمل ببنت يجعلها أكثر عاطفية، ورغم تفسير الأمر، فإنه لا يمكن الجزم به؛ فاضطراب الهرمونات وتغير الحالة المزاجية والانفعال جميعها أمور طبيعية في الحمل سواء بولد أو بنت.

لا يمكن الاعتماد على هذه العلامات لتحديد جنس الجنين، ويظل السونار أو فحص الموجات فوق الصوتية هو الوسيلة الأكثر حسماً لتحديد نوع جنينك، لذا حاولي الانتظار عزيزتي حتى نهاية الشهر الرابع من الحمل، كي يخبركِ الطبيب بنوع جنينك بسهولة دون الحاجة لتنبؤات قد تصيب أو تخيب.

ما يهم: هو متابعة الحمل والالتزام بالتغذية الصحية الجيدة والحفاظ على وزن صحي خلال فترة ما قبل الحمل، وخلال مراحل الحمل، والامتناع عن التدخين والحفاظ على مستوى اللياقة البدنية.