تعد صلاة التراويح في رمضان سنة مؤكدة للرجال والنساء، وسنّها رسول الله بقوله وفعله، حسبما رواه أبو هريرة أن رسول الله قال: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه.
سبب تسميتها بالتراويح:
أدار الافتاء المصرية، أوضحت في تقرير لها، أن التراويح في اللغة: جمع الترويحة؛ يقول العلامة ابن منظور في «لسان العرب»: الترويحة في شهر رمضان سميت بذلك؛ لاستراحة القوم بعد كل أربع ركعات، وفي الحديث صلاة التراويح؛ لأنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين.
والتراويح في اللغة: جمع ترويحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، تفعيلة منها؛ مثل تسليمة من السلام.
عدد ركعات صلاة التراويح
وتتضمن صلاة التراويح أكثر من ثماني ركعات، لأن الترويحة الواحدة بعد أربع ركعات، فلو كانت ترويحتين للزم أن يكون عدد الركعات اثنتي عشرة ركعة.
والأمة أجمعت على أن صلاة التراويح عشرون ركعة من غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهو معتمد المذاهب الفقهية الأربعة: «الحنفية، والمالكية في المشهور، والشافعية، والحنابلة».
وهناك قول نُقل عن المالكية خلاف المشهور أنها ست وثلاثون ركعة، ولم تعرف الأمة القول بأن صلاة التراويح ثماني ركعات إلا في هذا الزمن، وسبب الوقوع في تلك المخالفة: «الفهم الخطأ للسنة النبوية، وعدم القدرة على الجمع بين الأحاديث، وعدم الالتفات إلى الإجماع القولي والفعلي من لدن الصحابة إلى يومنا هذا».
واستشهد أصحاب هذا الرأي، بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ حين قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة: يصلي أربعاً، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً»، كما قالت رضي الله عنها: «فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ فقال: «يا عائشة، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي».
فما عليه الأئمة والعلماء والمذاهب الفقهية على مر العصور سلفاً وخلفاً شرقاً وغرباً أن صلاة التراويح عشرون ركعة، وهي سنة مؤكدة وليست واجبة؛ فمن تركها حرم أجراً عظيماً، ومن زاد عليها فلا حرج عليه، ومن نقص عنها فلا حرج عليه، إلا أن ذلك يعد قيام ليل، وليس سنة التراويح.