مظاهر لإبداع الله فى الكون.. لا حصر ولا عد لها، لكن المتأمل معنى إبداع الله في كونه، كيف نعمل كل شيء فى حياتنا بإبداع وبإحسان؟
عمرو خالد: "من أسماء الله الحسنى البديع"
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي: إن من أسماء الله الحسنى البديع، الذي يتجسد معناه في خلق الكون على غير مثال سابق، «بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..»، مشيراً إلى ما يتمتع به من خصائص فريدة، إذ من قال إن الأرض ينبغي أن تكون كرة؟، ولماذا تدور حول نفسها؟، من خلق الضوء؟، من جعل الشمس مصدراً للحرارة؟، من أعطى الماء خصائصه؟، من أعطى الهواء صفاته وخصائصه؟
وعرّف خالد معنى الإبداع، أن تصنع شيئاً على غير مثال سابق ومن دون أن يعلمك أحد.
ولفت إلى أن الإنسان يقلد ويحاكي، ضارباً العديد من الأمثلة على ذلك، إذ إن «الغواصة تجربة غير مكتملة من السمك.. الطائرة تجربة غير مكتملة من الطائرة.. السيارة تجربة غير مكتملة من الفرس.. الكاميرا «العين»، الكمبيوتر «المخ»، كل صنع الإنسان تقليد لما في الطبيعة من إبداع».
وتطرق خالد إلى مظاهر إبداع الخالق في الكون، قائلاً: «لو أن العناصر كلها انصهرت في درجة حرارة واحدة، لرأيت الكون كله غازاً أو صلباً أو مائعاً… ألوان ورائحة الفاكهة.. آلاف الأنواع.. يُسقى بماء واحد.. وكل نوع منه مئات الفصائل.. أوراق الأشجار وأشكالها.. لو أردت أن ترسم كل أنواع الأوراق ستحتاج إلى كل فناني العالم وينفد إبداعهم».
في حين أشار إلى التنوع الذي ميز به الله مخلوقاته، لافتاً إلى «وجوه البشر.. 6 مليارات كلٌ له وجهٌ مختلف وبصمة مختلفة وضحكة مختلفة وصوت مختلف ورائحة خاصة.. الطيور.. الأسماك… النمل.. الأزهار والورود.. جسم الإنسان».
وأوضح أن «البديع هو بديع في ذاته.. ليس كمثله شيء.. بديع في خلقه.. خلق الخلق على غير مثال سابق.. بديع في أفعاله.. تسيير شؤون الكون.. بديع في شرعه.. بديع في إعداد الجنة: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».
واستدعى خالد مقارنة بين أحد مظاهر الدنيا، ونعيم الجنة في الآخرة، مؤكداً أن «ألوان الدنيا سبعة فقط «الطيف»، شُكِّلت منها مئات الألوان، فما بالك بالجنة لو جعلها ألفاً لا نعرفها.. خلق القمر وضوءه والنجوم.. «فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ».. من تكريم الله للإنسان أن ألهمه حب الإبداع ليتصف بصفات الله.. الإحسان.. إبداعه لا يمل ولا يقوم».