جدول المحتوى
كيف يفكر الطفل في عمر الـ 3 سنوات؟
قواعد لتربية الطفل في عمر3 سنوات
يمر الطفل في عمر ثلاث سنوات بعدد كبير من التغيرات في شخصيته وطريقة تفكيره.. أصبح شخصية مختلفة، وما يتبع هذا من تغيرات في طريقة تعاملكِ معه، إذ يجب أن تتعايشي معه بمنطق جديد وطريقة تربية مناسبة، مما يضمن له حياة صحية وقدرة على التعامل مع مختلف الظروف، حيث تتباين نفسيات الأطفال من عام إلى عام، ما يحتم علينا جميعاً الانتباه ووضع ذلك في الاعتبار طوال الوقت، انتبهي سيدتي، من المستحيل أن تجعلي طفلك الذي بلغ الثالثة من عمره يتصرف بالطريقة التي تريدينها طوال الوقت، وبدلاً من ضربه إذا ارتكب سلوكاً خاطئاً، ضعي قواعد بسيطة للتعامل معه وأفهميه إياها، واتفقي على أهمية عدم مخالفتها، معفرض عقاب معنوي لا بدني
حال مخالفتها. للتوضيح وإنارة الطريق معنا الدكتورة إبتهاج طلبة خبيرة الطفولة والأستاذة بكلية الطفولة المبكرة
كيف يفكر الطفل في عمر الـ 3 سنوات؟
يصبح الأطفال أكثر استقلالية وقوة ورغبة في فرض السيطرة، إلى جانب الشغف الكبير في معرفة تفاصيل كل شيء يدور حولهم، إذ يعتقد طفلك في هذا العمر - مثلاً - أن بإمكانك قراءة أفكاره ومعرفة ما يفكر به، لذا تكثر نوبات غضبه في حالة رفضك أو عدم فهمك لرغباته؛ لا يشعر وقتها إلا بالرفض ؛ لأنه يعتقد أنكِ تعلمين تماماً ما يفكر فيه دون أن يضطر لشرحه.
يبدأ الخيال الواسع للطفل في الظهور؛ يتخيل أشياء ويراها ويتعامل معها على أنها واقع ملموس، ويتوقع منكِ التعامل بالطريقة نفسها؛ طفلك لا يعي في هذه المرحلة العمرية مفهوم الصدق والكذب، فهو صريح للغاية ويعد الخيال صدقاً رغم أنه في الحقيقة غير موجود، يمكن لخياله هذا تزييف أمور خاطئة قام بها ليُخرج نفسه من الموقف.
يتميز في هذه المرحلة العمرية بالفضول، فالكلمة السائدة في هذا العمر هي: (لماذا؟)، ورد فعلك تجاه تساؤلاته سيكون له دور كبيرفي تكوين شخصيته، وقد يخاف طفلك في هذا العمر من أمور لا ترينها منطقية من وجهة نظرك، وفي الوقت الذي تعتبرينه أمراً طبيعيّاً يراه هو بشكل مختلف لاحتمال تخيله
كيف تكونين صديقة طفلك؟
أنصتي إليه: من أهم مبادئ التواصل في هذا العمر مع طفلك هو الاستماع الجيد لما يقوله والصبر إلى أن ينتهي من حديثه تماماً لتفهمي مراده وما يهدف إليه، التحدي الأكبر في هذه النقطة هو التوقيت الذي يتحدث فيه الطفل، فأحياناً تكونين مشغولة أو متوترة نتيجة فعل خاطئ صدر عنه، فلا تستطيعين الاستماع إليه بإنصات، وهذا خطأ يجب عليكِ تجنبه، انتظري لتهدئي واستمعي لطفلك.
أشبعي فضوله: الفضول غريزة في الإنسان باختلاف شخصياته، والأم الذكية هي من تُشبع فضول أطفالها وتشجعهم أكثر على التساؤل والتفكير في كل ما يدور حولهم، هذه الطريقة الوحيدة لتربية أطفال أذكياء ومستقلين ولديهم مستقبل مبهر، وإن لم تكوني مستعدة للرد فاذهبي للبحث وردي عليه في الوقت المناسب، فالأطفال في هذا العمر لا ينسون.
لا تستخفي بكلامه: بل صدقيه إن اتسع خياله واختلط بالواقع، حيث إنه أمر محبط للغاية له ويؤدي لنتائج سلبية كثيرة، أهمها قلة الثقة بالنفس والإحباط وعدم القدرة على التعبير عن مشاعره وأحلامه معكِ مستقبلاً، خذي حديث طفلك على محمل الجد دائماً، ففي هذا العمر لا يعلم الطفل معنى الخداع أو الهزار بالكذب.
الطفل في هذا العمر لديه استعداد كبير لمعرفة القواعد العامة في كل شيء والالتزام بها، لذا يجب التركيز في هذه المرحلة على الآداب العامة في الطعام واللعب مع الأصدقاء والمواصلات وزيارة الأقارب وغيرها، في حالة عدم التزام طفلك بعض الأوقات فالحل هو الصبر وليس التعنيف.
أربع خطوات لتتواصلي مع طفلك
إن الوالدين هما أول من يقلده الطفل ويكتسب منهما أهم صفاته وأفعاله بسبب وجوده المستمر معهما، وفي سن الثالثة هناك أمور تربوية يمكن اتباعها لاحتواء الطفل، والتعامل معه وتلبية حاجاته، منها التواصل معه والصبر عليه، والاستماع الجيد لما يقوله، حتى ينتهي من حديثه كلياً، فذلك يساعد على فهم مراد الطفل وحاجته.
الأم الذكية هي التي تقدر على إشباع فضول أطفالها، وتشجعه على البحث والسؤال والتفكير في كل ما يدور حوله، إذ إن إشباع فضول الطفل يعد من أفضل الطرق لتربية أطفال أذكياء طموحين ومستقلين، فلا ينبغي أبداً تجاهل تساؤلات الطفل، وإن لم يكن الجواب حاضراً لدى الوالدين، فعليهما البحث عنه.
تأسيس علاقة سليمة بين الطفل ووالديه ليس بالأمر الهين، إذ إن ذلك يتطلب الكثير من الوقت والجهد، والكثير من العادات الحسنة التي لا بد من تعليمها للطفل، حتى نصل إلى مستوى تلك العلاقة السليمة والصحية المرغوبة.
ينبغي أن يكون تحدث الوالدين مع الطفل يحتوي على العبارات الجميلة، فإنها تُساهم في بناء الثقة بين الطفل والوالدين وتقوّيها وتزرعها في الأطفال منذ فترة الصغر، مع احترام المشاعر الخاصة بالأطفال الصغار والتعامل معها تعاملاً جدياً؛ إذ إن الطفل الصغير يمتلك مشاعر مثل الشخص الكبير تماماً.
مكافأة الطفل من دون مبالغة
من المهم أن يوضح الآباء لأطفالهم القواعد والحدود التي يجب عليهم الالتزام بها، وما عليهم فعله في بعض المواقف، وإذا ما أساؤوا التصرّف عن غير قصد فيجب تذكيرهم بالقواعد فحسب دون تعريضهم للعقوبة، كما يجب أن يكونوا على علم بالعواقب -دون مبالغة- على سوء تصرّفهم إن حدث وتجاوزوا تلك الحدود عن قصد
مكافأة السلوك الجيد للطفل كما يترتب على السلوك الخاطئ عقوبة ما فإنّه يجب أن يترتب على السلوك الحسن مكافأة يستحقّها الطفل، ويمكن أن تشمل هذه المكافأة عناقاً أو ثناءً أو منحه وقتاً إضافياً للعب أو أي شيء آخر يحبه الطفل
عندما يريد الآباء توجيه أطفالهم لسلوك محدد عليهم تركيز كلماتهم على ذلك السلوك الذي يريدون تغيره لا أن تكون كلماتهم موجّهة للطفل، فالطفل في هذا العمر من المهم أن يشعر بأنّه محبوب دون قيود أو شروط
تطوير مهارات الطفل
ويتم ذلك بعدة طرق: مثل التواصل مع الأطفال وهو من أكثر النشاطات الأبوية متعة، فكلّما حرص الآباء على محادثة أبنائهم واللعب معهم وقراءة الكتب والقصص لهم؛ تطور مخزونهم اللغوي وتطورت مهارات الاستماع والتواصل لديهم
الحديث مع الطفل حول ما فعله خلال يومه، وما يريد القيام به في اليوم التالي، ممارسة الطفل لبعض الألعاب المناسبة لسنّه، قراءة الكتب والقصص وتكرارها للطفل، وهناك خطأ كبير يتمثل في إشراك الأطفال وإقحامهم في العديد من النشاطات اليومية ليصبح جدولهم ممتلئاً تماماً بهدف وصولهم لساعة النوم متعبين والنوم فوراً.
تخصيص وقت محدد يومياً للأطفال وإعطاؤهم الأولوية خلال اليوم، وبذلك يشعر الطفل بأهميته عند والديه، وبأنه محبوب، فيساهم ذلك في بناء جسور من المحبة والود بينه وبين والديه، تحديد مشكلة الطفل يساهم كثيراً في حلها والتعامل معها
قواعد لتربية الطفل في عمر 3 سنوات
اشرحي لطفلك السلوك السليم: لا تتوقعي من طفلك القيام بالسلوك الصحيح دون تعليمه قواعده، على سبيل المثال، أخبريه بأنه لا يجوز له الحصول على أي طعام من المتجر دون أن تدفعي ثمنه أولاً، واشرحي له عواقب عدم الالتزام بذلك.
إذا حاولتِ أن تشرحي لطفلك خطورة القيام بسلوك خاطئ، فربما لن يقتنع إلا إذا مارسه بنفسه، مثلاً لو أخبرته بعدم الاقتراب من الشمعة..فقد لا يستجيب ويمد يده للشمعة، فراقبيه دائما عن قرب
عندما يتصرف طفلك بطريقة لا تحبينها، خذي نفساً عميقاً وعالجي سلوكه بحكمة وتحدثي معه بهدوء عن خطورة ما قام به، يحتاج طفلك في هذه المرحلة العمرية إلى من يستمع إليه، ويفهم مخاوفه، ويقدر احتياجاته، حتى لو لم تتمكني من تلبية جميع ما يطلب
امنحي طفلك فرصة التوصل إلى اقتراحات للتعامل مع المشكلات، واشرحي له عواقب كل تصرف، وخذي برأيه لو كان صواباً، حافظي على روتين يومي ثابت مع طفلك، مثل التوجه إلى السرير في ميعاد محدد، أو الأكل وفقاً لمواعيد ثابتة، كي تعوديه النظام والالتزام
أساليب عقاب الطفل
المشكلة أننا نربي أطفالنا على سياسة العقاب فقط دون الاهتمام بمكافأة الطفل عندما يفعل شيئاً صحيحاً، ضرورة البعد عن العنف بكل صوره، ويمكن للأم أن تضغط بشكل خفيف على كتف الطفل كنوع من الإشارة إلى أن الأم لها سلطة أكبر من الطفل، والنظر في مستوى عينيه ولومه على ما فعل حتى يعترف بخطئه.
تتوقف طريقة العقاب على طبيعة طفلك، مثل منع الطفل من مشاهدة كارتون معين يحبه أو الخروج في إجازة آخر الأسبوع أو حرمانه من ممارسة النشاط الذي يحبه، اتركي طفلك يجلس في مكان منعزل عن باقي أفراد المنزل «ركن العقاب»، ولكن انتبهي بحيث تكون المدة متوسطة بمعنى ليست طويلة جداً أو قصيرة جداً، وبعد ما تنتهي مدة العقاب يجب أن تراجع الأم السبب الذي دفع الطفل للقيام بذلك
على الأم أن تعلّم طفلها أن يصلح خطأه؛ فإن قام بكسر قلم صديقه فعليه أن يقدم له قلمه كبديل، أو يقوم بإصلاح شيء قام بإفساده، عليك اختيار عقاب مؤثر بحيث تختارين نشاطاً يكون بالفعل الطفل يحب ممارسته بشكل معتاد
مثل عدم لعب كرة القدم في النادي مع أصدقائه أو منعه من مشاهدة الكارتون الذي يحبه، أكدي للطفل أن سبب العقاب ليس لأنه شخص سيئ ولكن لأن تصرفه كان سيئاً