كان شعب الفايكنج ذا شهرة واسعة بفضل حروبهم وغزواتهم، وقد جابوا العالم وغطوا مساحات واسعة، بشكل لم يسبقهم إليه أحد؛ حتى وصفهم الإدريسي بأن حملاتهم امتدت من غرب أوروبا حتى آسيا الوسطى. فالفايكنج قوم اشتهروا بركوب البحر والقرصنة، وقد ظهروا وسيطروا على شمالي أوروبا في القرون الوسطى، كما أنهم جالوا في المحيط الأطلسي، ووصلوا إلى أمريكا قبل أن يصلها كريستوفر كولمبوس، وعاشوا بالتحديد في بلاد إسكندينافيا «السويد، النرويج، الدانمارك»؛ لذلك عندما صمم زوجان في شمالي النرويج على تزويد أرضية بيتهما بطبقة عازلة إضافية، عثرا أثناء أعمال الترميم على خرزة زجاجية وفأس حديدي تبين أنهما من آثار حقبة الفايكنج.
ولم يستبعد علماء الآثار الذين أبلغتهم ماريان كريستيانسن وزوجها بالأمر، وجود قبر قديم كامل تحت منزلها في مدينة سيفاغ، حسبما أفاد موقع The Local السويدي الناطق باللغة الإنجليزية.
وقالت ماريان للصحافيين، إنها وزوجها فوجئا بفكرة أن بيتهما يخفي قبراً قديماً للفايكنج، ولم يفهما على الفور ماهية ما عثرا عليه نتيجة أعمال الترميم.
وقال عالم الآثار النرويجي، مارتينوس هاوغليد من إدارة مقاطعة نورلاند، الذي زار البيت، إن الأخير بني فوق قبر يعود إلى عصر الفايكنغ أو حتى إلى العصر الحديدي، وأوضح أن الفأس صنع في الفترة ما بين العامين 950 و1050 الميلاديين، أما الخرزة المصنوعة من الزجاج الأزرق؛ فالأرجح أنها من آثار أواخر عصر الفايكنج.
وبيّن الباحث في حديث لموقع The Local، أن الخرزة والفأس تم العثور عليهما تحت الحجارة التي كانت موضوعة على شكل هرم تحت ألواح الأرضية، وأشار هاوغليد الذي يمارس مهنته على مدار 30 عاماً، إلى أنه لم يسمع أبداً من قبلُ عن حوادث اكتشاف أشياء كهذه في بيت خاص، وقدر الخبير عالياً تصرفات الزوجين اللذين أبلغا الخبراء فوراً باكتشافهما، وتوقع أن تخصص الحكومة مكافأة مالية معينة لهما.
وقالت كريستيانسن إن والد جدها بنى هذا البيت في العام 1914، لكنها لم تسمع أبداً من أفراد عائلتها عن «قبر للفايكنج» فيه.
وسلم الزوجان الفأس والخرزة إلى متحف مدينة ترومسو، أما علماء الآثار فيواصلون حفرياتهم في البيت.