الطفل الكاذب هو من يتجنب قول الحقيقة، هو من يبتدع ما لم يحدث. مع المبالغة في نقل ما يحدث؛ والطفل يكذب لأسباب كثيرة؛ قد يكذب دفاعاً عن نفسه، أو هرباً من المواجهة، وكثيراً ما يكذب نتيجة لعدم وفائه بالوعد، أو ليكسب في اللعب أو المزاح. وقد يغش ويزور أيضاً. هذه الشكوى تتردد على ألسنة عدد كبير من الأمهات وتسبب لهن حرجاً كبيراً. مع الدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة علم النفس كان لقاؤنا؛ حيث وضحت لنا الأسباب ووضعت طرقاً للعلاج
علامات الطفل الكذاب
- ينظر مباشرة في وجه الآخرين، ويكون نظره مائلا إلى الجهة اليسرى
- يصبح الحلق جافا عند الكذب، لذا يحاول الطفل بلع لعابه للتخلص من هذا الجفاف
- تتبدل ملامح وتعبيرات وجهه، إضافة إلى الصوت المنخفض عند الكلام، وتغير النبرة
- يحك جسمه بشكل مستمر.. خاصة الرأس
- كثرة البكاء والهروب من المواجهة، اختلاق قصص لم تحدث، أو المبالغة في شرح القصة مع الخيال الواسع
- الطفل الكذاب يقوم بالغش والتزوير، يقوم بالخيانة، وعدم الوفاء بالوعد، يغش في اللعب وتحت ستار المزاح
أسباب كذب الطفل كثيرة
- منها؛ الخيال الواسع، ضعف القدرات العقلية لدى الطفل، والتباس الحقيقة بالخيال عنده، الدفاع عن نفسه بتجنب فعل شيء معين أو إنكار مسؤوليته عن حدوث أمر ما
- لفت الانتباه بالمبالغة في سرد القصة، الكذب لحماية أسراره الخاصة، الشعور بالنقص أو الحرمان؛ فيكذب في بيان حالته لزملائه ليرفع قدره بينهم، وأحياناً يكذب ويدعي المرض ليغيب عن المدرسة
- يكذب لإرادة الحصول على مال ؛ فيدعي حاجته إليه لسبب غير حقيقي، كما أن عدم العدل بين الأبناء يضطر الطفل المظلوم للكذب حتى ينتقص من قدر الآخر، ويرفع قدر نفسه
- وأحيانا يكذب الطفل لتقليد أحد أبويه أو أحد أصدقائه، اعتياد الطفل على الكذب ولو بدون أسباب، انفصال الوالدين وقد يضطر الطفل للكذب لتسهيل أموره مع زوجة أبيه أو زوج أمه
-
كيف يتعلم الطفل الصدق؟
- يتعلمه الطفل من البيئة؛ إذا كان الكبار يراعون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم، عكس من يتربى في بيئة تتصف بالخداع وعدم المصارحة والتشكك في صدق الآخرين. فأغلب الظن أنه سيتعلم نفس الاتجاهات السلوكية والأساليب في مواجهة مواقف الحياة وتحقيق أهدافه
- الطفل الصغير يستطيع التفريق بين الكذب والصدق خصوصاً فيما يتعلق بالأمور والرغبات الخاصة به، والطفل الذي يعيش في وسط لا يساعد على تكوين اتجاه الصدق يسهل عليه الكذب خصوصاً إذا كان يتمتع بقدرة كلامية ولباقة لسان وكان -أيضاً- خصب الخيال
- على هذا الأساس الكذب صفة أو سلوك مكتسب يتعلمه الطفل كما يتعلم الصدق، وليس صفة فطرية أو سلوكاً موروثاً، والكذب في النهاية بسبب دوافع وقوى نفسية تجيش في نفس الطفل
نصائح لمحاربة كذب الابن
- الكذب عرض قد يكون مصحوباً بأعراض أخرى كالسرقة أو شدة الحساسية أوالخوف أو العصبية الزائدة ونوبات الغضب، ومحاربته تتم بالبحث عن الدوافع والحاجات النفسية التي تسببت في ظهوره
- لا بد من أن يتبين الوالدان هل الكذب عارض أم أنه متكرر مزمن؟ وما الدافع إليه؟
- لا فائدة من علاج الكذب بالعقاب والتهديد والتشهير والسخرية، لن يردعوا الطفل وسيؤثر هذا على شخصية الطفل
- العلاج يبدأ وسط البيئة التي يعيش فيها الطفل؛ من حيث أسلوب المعاملة والحياة الاجتماعية، وأن تشعره بأنه محبوب وتمده بالثقة في نفسه
- يجب أن يتيح الآباء لطفلهم فرصاً للمغامرة المعقولة والاستمتاع بحياة مشوقة.
- أن يدرك الآباء أنهم قدوة، فالطفل يتقمص سلوك من حوله، وعلى البيئة أن تكون مرنة متسامحة
- علموا أطفالكم الفرق بين الواقع والخيال؛ الأمانة والصدق، كيف يكون فيما يقوله ويفعله، مع عدم المبالغة والقلق على تنشئة الطفل على الصدق
- الطفل إذا نشأ في بيئة شعارها الصدق قولاً وعملاً ينشأ صادقاً وأميناً، ولا يعاني الشعور بالنقص ..ومن ثم يلجأ إلى التعويض أو المراوغة أو الانتقام أو العناد عن طريق الكذب
7 طرق لعلاج الطفل الكذّاب
- على الوالدين تفهم السبب المؤدي لكذب الطفل، والتعامل معه بما يناسبه
- مراعاة سن الطفل؛ فالصغير لا يعرف شيئا اسمه الكذب ... أنه الخيال الواسع
- لا بد من تلبية حاجات الطفل النفسية والجسدية والاجتماعية؛ حتى لا يلجأ إلى الكذب لإشباعها، مع المرونة والتسامح لأسلوب الأطفال وبناء علاقة ودية معهم
- التعامل بقوة وخشونة مع الطفل تلجئه للكذب أحياناً، وما أجمل اللين في غير ضعف والحزم في غير عنف
- على الآباء عدم استحسان الكذب لدى الطفل ولو كان مازحاً، مع الابتعاد عن أسلوب المحقق ومحاصرة الطفل إذا حدث شيء
- لا تعاقبي طفلك على كذبه أو على صدقه إذا اعترف بأنه مرتكب الخطأ، فالقسوة في المعاملة تلجئ الابن إلى الكذب لينجو من العقاب
- لا بد من الحديث مع الطفل حول مساوئ الكذب، وتدعيم ذلك بآيات من القرآن الكريم وأحاديث النبي الكريم والقصص الهادفة
للتربية في المنزل تأثير كبير
- تربية الطفل على الوفاء بالوعد، وعدم الغش والتزوير وعدم الكذب ولو مازحاً وذلك بالموعظة والقصة والتطبيق العملي
- توفر القدوة الصالحة بحسن اختيار الصديق وصدق الأب والأم؛ فلا تكذب ولو بالمزاح، ولا تكذب لتعتذر عن غياب ابنك
- احذر أن تطلق لفظ «كذاب» على الابن مهما كان السبب، ولا تقتحم عالمه الخاص فجأة دون تمهيد، ولا تفتش أغراضه أمامه أوافعلها دون أن يشعر
- إذا ظهر ما يسوء في أغراض ابنك الخاصة المخبأة فلا تواجهيه ولكن عالجي المشكلة بحسب ما رأيته فيه
- إذا تأكدت من أن الابن يكذب كثيراً فاطلبي منه أن يستغفر ربه أولاً، وضعي خطة زمنية متدرجة ليكتسب فيها الابن صفة الصدق
اطلبي المساعدة لعلاج كذب طفلك
- اتفقي مع الجد أو الجدة أو معلم المدرسة أن يقص للأولاد قصصاً عن الكذب ومساوئه وعن قيمة الصدق ونتائجه، مع عدم إشعار الابن بالشك دائماً في أقواله
- قومي بتشجيع خيال طفلك واقرئي معه القصة والشعر وشجعيه على الكتابة والإبداع، ودربيه على حكاية أحداث يومه بكل دقة، بل وكتابة ذلك أحياناً
- إن ظننت أن هناك ضعفاً في قدرات طفلك العقلية، وأن الحقيقة عنده تتلبس بالخيال فيجب اللجوء إلى اختصاصي لتشخيص حالته وعلاجه