عانت غالبيّة الناس، من مستويات عالية من القلق والتوتر والإجهاد جرّاء ملازمة المنازل للوقاية من وباء "كوفيد_19" ودفق الأخبار المُتعلّقة بالإصابات المرتفعة والوفيات وتراجع أحوال الاقتصاد العالمي... مع فكّ الحظر الوقائي في معظم الدول، سواء بصورة جزئيّة أو تامّة، يتحدّث كثيرون عن كيلوغرامات زائدة في أوزانهم جرّاء الشدّة (سترس)، الشدّة التي لا تزال تُلازمهم، فكيف يمكن خسارة هذا الوزن الزائد؟
معلومٌ أنّ الشدّة التي لا ينجح المرء في السيطرة عليها، تؤثّر في سلوكيّات الأكل التي يتبعها وكمّ الطعام المُتناول خلال النهار، مع الميل إلى "الأطعمة المريحة" عالية السعرات والغنيّة بالسكّريات والدهون، كالحلويات والوجبات المقليّة. ومن هنا، ولد مصطلح Stress eating أو "الأكل نتيجة السترس".
تؤدّي مستويات الشدّة العالية إلى ارتفاع هرمون الإجهاد، وهو الـ"كورتيزول"، الذي يمكن أن يزيد الشهيّة، ويتسبّب بترسّب الدهون في منطقة البطن.
ومع ملازمة المنزل، من المرجّح أنّ غالبيّة الناس لاحظت تناول الوجبات الخفيفة بشكل متكرّر، أو الأكل لتزجية الوقت، والتراخي في شأن النشاط البدني، والسهر لساعات متأخّرة والخمول. ويتصل بضعف جودة النوم، إفراز هرمون الـ"جريلين"، ممّا يزيد الجوع والرغبة الشديدة في تناول "الأطعمة المريحة".
تابعوا المزيد: كيف أحصل على جسم الكوريات؟
فقدان الوزن المكتسب جرّاء الشدّة
الشعور بالضغط جرّاء الجائحة أمر لا مفرّ منه بحسب اختصاصيّة التغذية والصحّة العامّة مليكة القطّان، وهو قد يلازم كثيرين حتّى مع التخفيف من إجراءات الحظر الوقائيّة.
سؤال "سيدتي. نت" الاختصاصيّة القطّان عن كيفيّة التخفيف من آثار الشدّة (سترس) على عقولنا وأجسادنا، من أجل إنقاص الوزن المُكتسب أثناء الحجر الصحّي، تجيب عنه، مُعدّدة الخطوات الآتية، التي تناسب المرأة بخاصّة.
• تُفيد تجربة تقنيّات إدارة الإجهاد، لمكافحة زيادة الوزن المرتبطة بالتوتّر، وفق الآتي: قبل تناول أي طعام، اسألي نفسكِ: "لماذا أرغب في تناول الطعام؟ هل أنا جائعة حقًّا أم أشعر بالتوتر أو القلق؟". إذا كنتِ تميلين إلى تناول الطعام عندما لا تكوني جائعةً، ابحثي عن وسيلة أخرى تلهيك. وقد تحتاجين أيضًا إلى الاحتفاظ بسجلّ تدوّنين فيه عاداتك في تناول الطعام للتعرّف إلى كيفيّة التغلّب عليها؟
• تأكّدي من تناول ثلاث وجبات رئيسة ووجبة خفيفة في اليوم، فقد بيّنت الدراسات أنّه إذا لم تخطّطي لوجباتك، فقد تأكلين بصورة تلقائيّة، ممّا يُساهم في زيادة الوزن. من جهة ثانية، ينفع استخدام الأطباق الصغيرة، ما يقود إلى تناول كمّ أقلّ من الطعام. إشارة إلى أنّ تجاوز وجبات الطعام ليس نافعًا، وهو لا يخفّض كمّ الطعام المستهلك على المدى البعيد. وإذا كنتِ في عجلة من أمرك، تناولي قطعة من الفاكهة. وضعي في حسبانك تضمين معظم مجموعات الطعام في وجباتك، مثل: الحبوب الكاملة والبروتينات والفواكه والخضروات.
• لا يزال البعض يحسب ألف حساب قبل طلب خدمة توصيل الطعام من مطعمه المُفضّل، خوفًا من العدوى. ينسحب الأمر على ارتياد أي مطعم. وفي هذا الإطار، تدعو الاختصاصيّة القطّان إلى التمسّك بذلك، والتركيز على الأكل المنزلي. وعند الرغبة إلى الخروج، مع بدء التخفيف من إجراءات الحظر في بعض الدول، يُفضّل اختيار المطاعم التي تُقدّم أطعمة كاملة وصحيّة؛ استهلّي وجبتك بطبق السلطة، مع اختيار تتبيلة خفيفة لها، مثل: الخردل أو عصير الليمون الحامض أو الخلّ البلسمي. في شأن الطبق الرئيس، ابحثي في لائحة الطعام على الطعام المشوي، أو ذلك المطهوّ على البخار، بعيدًا من المقلي منه، أو المطهوّ بالزبدة (الدسم).
• في المقهى، تدعو الاختصاصيّة القطّان إلى تجنّب شرب المشروبات التي تحتوي على الكريما ورقائق الشوكولاتة والكراميل، لأنها قد "تعجّ" بالسعرات الحراريّة. ومن النصائح أيضًا البعد عن طلب المشروبات الغازية وعصائر الفواكه. وبالمقابل، التزمي بالقهوة السوداء أو الشاي أو المشروبات العشبيّة، في المقهى.
• من المُفيد اتخاذ قرار المداومة على ممارسة النشاط البدني؛ ربّما صالة الجيم المفضّلة لديك لا تزال مغلقة، لكن الركض في الهواء الطلق أو الهرولة أو حتّى المشي يساعد في الحدّ من التوتر عن طريق إطلاق هرمونات جيّدة، وهو ما يُساعدك في فقدان الوزن عن طريق إحراق بعض السعرات الحراريّة.
• إلى الأكل الصحّي، من الهامّ النوم في الليل لساعات كافية، مع الخلود إلى النوم والاستيقاظ في الموعد عينه.
تابعوا المزيد: نظام غذائي للتخلص من الكرش