حكاية قبل النوم عادة جميلة تحرص عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، وتسعد بها الابنة وتنتظرها فرحة بقربها من والدتها، وحتى يكبر قلبها بالمعاني الجميلة، وقصة سر حزن عم"صابر" واحدة من القصص التي تهدف إلى توعية الطفل بحب الحيوانات والعطف عليهم
عم "صابر" رجل طيب وحنون يبلغ عمره -40 عاماً- ، يحب أسرته الصغيرة ويحب عمله، يمضي معظم ساعات يومه وسط حديقة الحيوانات؛ حيث يعمل حارساً للزرافة زوزا، يطعمها ويعد وجباتها وينظف الأرض التي تتجول وتجري بين أشجارها.
عم "صابر" يسعد بكل يوم من أيامه التي يمضيها في رعاية الزرافة، وخاصة حين يقدم للصغار- زوار الحديقة- قطعاً من الجزر أو حزمة من الأعشاب؛ ليضعوها في فم الزرافة بأصابعهم الصغيرة، فتمدّ الزرافة رقبتها الطويلة لهم ..وكان يشاركهم فرحتهم.
وفي يوم ما شعر عم "صابر" بالزرافة زوزا على غير عادتها؛ لا تتحرك كثيراً، لا تمد رقبتها لتقطع أغصاناً من الشجرة وتأكلها، لا تقرب المياه، ولا ترغب في الاقتراب من الأطفال، فاستدعى طبيب الحديقة الذي كتب لها أدوية ومشروبات، وكانت مهمة عم " صابر"؛ إعداد الخليط الدوائي الشافي ليضعه في صحن شراب الزرافة زوزا
أنهى عم "صابر" عمله بالحديقة ، ورجع إلى بيته ، وكان قلقاً حائراً بسبب مرض الزرافة ، الحزن يغطي ملامح وجهه؛ لا يريد طعاماً ولم يقبل على شراب ، وظل على صمته وحزنه ، لدرجة انه لم يجب على إلحاح زوجته عندما سألته عن سر حزنه، أوحين أخبرته: ابنتنا في صحة وعافية..والبيت لا ينقصه شيئا ..فلماذا أنت حزين؟!
ظل عم "صابر" مشغول عقله بالزرافة زوزا التي رآها تُولد أمام عينيه.. وأمضى سنوات طويلة في رعايتها، ولم تمرض يوماً ! واليوم تركها ..وحدها.. مريضة: تُرى هل تعافت أم لا زالت تتألم؟ هل تشكو من شيء؟ متى يأتي الصباح؟
وفي الليل غلب التعب عم " صابر" وراح في نوم عميق، بعد أن شعر بالخجل من أن يخبر زوجته بمرض الزرافة وسر حزنه، ومع إشراقه نور الصباح وتسلل ضوء الشمس إلى غرفته ، ترك عم" صابر" ابنته "زوزو" في حضن أمها ليذهب ويطمئن على "زوزا" ابنته الثانية ، وكان أول من دخل من باب ..حديقة الحيوان