تصدَّرت "سيدة الشاشة الخليجية" الفنانة حياة الفهد بمسلسلها "أم هارون"، الذي عُرِضَ في رمضان الماضي على شاشة mbc، الترند الخليجي في موقع "تويتر" في عددٍ كبيرٍ من حلقاته، حيث حقق العمل نسبَ مشاهدةٍ عالية، وتفاعلاً واسعاً معه في القناة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كذلك، أثار المسلسل كثيراً من ردود الفعل تجاهه، إيجابيةً كانت أم سلبية، حيث أشاد بعضهم بالعمل وفكرته الجديدة في الدراما الخليجية، في حين هاجمه آخرون متَّهمين "أم هارون" بالتطبيع مع إسرائيل.
"سيدتي" التقت حياة الفهد "أم سوزان" في حوار حصري وخاص عن المسلسل، والمنافسة الرمضانية، كما استفسرت منها عن جديدها الفني لرمضان المقبل.
بدايةً، نبارك لك بنجاح "أم هارون" وتربُّعك والعمل على عرش أغلب الاستفتاءات الفنية، في مقدمتها استفتاء "سيدتي" حول مسلسلات وبرامج رمضان 2020 الذي حصلتِ فيه على ثماني جوائز، كيف تصفين هذا النجاح؟
سعيدةٌ للغاية بالنجاح الكبير الذي حققه مسلسل "أم هارون"، هذا العمل الجميل والرائع الذي أسكت نجاحه كثيراً من الأفواه التي حاربته حتى قبل عرضه.
قدمتِ عملاً يتناول وجود بعض اليهود في منطقة الخليج، كيف بدأت فكرته لديكِ؟
أعشق المغامرة الفنية بصورةٍ عامة، والدرامية بشكلٍ خاص، وأخوضها عندما أقتنع بالفكرة، ويُعجبني النص، حينها لا يستطيع أي شيءٍ أن يمنعني من تنفيذ هذا العمل.
كل مغامراتي الفنية محسوبة، ففي الدراما التراثية، حققت أعمالي نجاحاً كبيراً على الرغم من أن غالبية الجمهور من الشباب، الذي يميل إلى الدراما العصرية، حيث استطعت جذبهم إلى التراث متخطيةً صعوبة تقبُّله من قِبل الشباب المعاصر.
كذلك الحال في الدراما الكوميدية، مع أنني لم أقدم الكوميديا إلا في أعمالٍ قليلة، إذ لم أخشَ أن يكون "دمي ثقيلاً" على الجمهور، وبفضل الله حققت مسلسلاتي الكوميدية نجاحات كبيرة، أما التراجيديا فهي ملعبي الأساسي.
ماذا عن "أم هارون"، هل تعدِّين المسلسل مغامرةً؟
"أم هارون" أكبر مغامرةٍ فنية في حياتي حتى إن كثيراً من الزملاء وممن حولي، قالوا لي قبل أن أشرع في تقديمه وتصويره إنني سأخسر الرهان على هذا العمل، وسأخسر جمهوري الكبير، وتاريخي الفني الطويل، وبالفعل راجعت نفسي كثيراً لأغيِّر العمل، لكنني وجدت أن لا شيء سأخسره، خاصةً أنني اقتنعت بالمسلسل للغاية، إذ إن فكرته جديدة، وتُطرح للمرة الأولى عبر الدراما الخليجية، وتتناول قضيةً عربية، لذا قررت دخول "أم هارون" وتصويره، وكنت مستعدةً لأن أنفق على إنتاجه وتنفيذه من حسابي الخاص وإن اضطررت إلى الاحتفاظ به في مكتبتي في حال لم تعرضه أي قناة تلفزيونية في رمضان.
إذاً كنتِ متخوفةً من عدم عرض المسلسل في رمضان على أي قناة فضائية؟
بالفعل، كان لدي تخوُّفٌ من ألَّا تقوم أي قناةٍ بشراء المسلسل لعرضه في موسم رمضان بسبب فكرته الجديدة التي قد تكون مثيرةً للجدل، لذا قررت الاستمرار في تنفيذ العمل، وأخذه لحسابي الخاص دون عرضه في هذه الحالة، إضافة إلى تخوُّفٍ طبيعي من ردة فعل الجمهور وطريقة استقباله فكرة المسلسل.
تقديم عملٍ يتحدث عن اليهود، ألم يثِر خشيتكِ؟
اليهود كانوا موجودين في أغلب أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الخليج العربي، ضمن أقلياتٍ بسيطة، تعيش في مجتمعاتٍ وأحياء خاصة بهم، غالباً ما كان يُطلق عليها اسم "حارة اليهود"، وكانوا يمارسون طقوسهم وتجارتهم وحياتهم، ويعرفون أوضاعهم الخاصة، ولا يدخلون في مصادمات مع المجتمعات التي يعيشون فيها، ومجرد الحديث عن اليهود في عملٍ فني ليس شبهةً فقد حدثت لهم كثيرٌ من القصص حول العالم، والتاريخ يشهد على ذلك.
لكن هناك مَن اتَّهم المسلسل بالتطبيع، ما ردكِ؟
أرفض اتهام المسلسل بالتطبيع. أي تطبيع يتحدثون عنه، والعمل يناصر القضية الفلسطينية من الأساس، ويأتي بشكلٍ عام ضد الصهيونية وقيام دولة إسرائيل؟! كما أنه يناصر القضايا العربية، وهذا ما ورد في حوارٍ، دار بيني، من خلال الشخصية التي قدمتها في العمل، والحاخام اليهودي المتعصب، حيث ذكرت له أنهم يعيشون في مجتمعٍ، ومن الواجب عليهم الإخلاص له لا أن يكون إخلاصهم ودعمهم للصهيونية وإسرائيل، كذلك تضمَّن العمل مظاهرات ضد إسرائيل، وأبرزنا فيه "عداوة العرب ضد المسلمين والعرب في إسرائيل، وأظهرنا الخبث في بعض شخصيات العمل اليهودية، والمكائد التي كانوا يحيكونها ضد العرب، مقابل بعض الشخصيات المسالمة.
تابعوا المزيد : حياة الفهد تعليقاً على فوزها في استفتاء "سيدتي" الرمضاني 2020: أشكر جمهوري و"سيدتي" بيت الفن والفنانين
توقَّعت نجاح "أم هارون" قبل عرضه
هل توقَّعتِ نجاح "أم هارون"؟
نعم، توقَّعت نجاح المسلسل قبل عرضه، وكان لدي إحساسٌ قوي بأنه سينال إعجاب ومتابعة الجمهور في موسم رمضان، وكنت أدعو الله أن ينجح، وأثق في أنه سيُوفِّقنا.
توقَّعتِ نجاحه قبل العرض على الرغم مما تعرَّض له من هجومٍ وانتقاداتٍ واتهاماتٍ من بعضهم، كيف ذلك؟
للعلم، توقَّعتُ شخصياً الهجوم على العمل، لكنْ ليس من البداية وقبل العرض، وبهذا الشكل، وعلى الرغم من ذلك إلا أنني بقيتُ ثابتةً على موقفي ولم أهتز لثانية، ورددتُ على كل مَن هاجموا العمل وانتقدوه بشكلٍ متزن وعاقل وقوي، وحرصت على ألَّا أنزل إلى مستوى بعض الذين تدنوا كثيراً في انتقاداتهم.
في رأيك، لماذا تلقَّى العمل كل هذا الهجوم؟
بعض الذين هاجموا العمل كانوا ضد حياة الفهد شخصياً، وطالما حاربوني، وآخرون كانوا ضد اليهود والصهيونية بشكلٍ عام، لذا انتقدوا المسلسل بمجرد طرح فكرته عبر وسائل الإعلام وقبل التنفيذ والتصوير، وبالطبع مع بداية العرض اشتد الهجوم من قِبل هؤلاء.
أعداء النجاح
مَن الذي يحارب حياة الفهد؟
أعرف جيداً مَن الذين يحاربونني بشكلٍ مستمر. هم أشخاصٌ تحرِّكهم الغيرة والحسد من نجاح حياة الفهد. إنهم أعداء النجاح.
حدِّثينا عن هذه الخلطة الفنية المميزة التي جمعت النجوم الكبار والشباب، كيف تمَّ تكوينها؟
أحمدُ الله أنني وصُنَّاع العمل وُفِّقنا في عمل خلطةٍ فنيةٍ متميزة في "أم هارون"، ونجحنا في اختيار نجوم وأبطال المسلسل.
قبل أن نشرع في التصوير مع يوسف الغيث، المشرف العام على المسلسل، والفنان أحمد الجسمي، عقدنا عدداً كبيراً من البروفات على الطاولة، وكانت اجتماعاتٍ طويلة، استعرضنا خلالها أسماء أغلب الفنانين لترشيح بعضهم للمشاركة في العمل، كما تباحثنا، وتحاورنا حول ذلك، وفي النهاية اتفقنا على هذه المجموعة المتميزة الذي قدمت المسلسل، وجميعهم أبدعوا في أدوراهم بشكلٍ لافت، سواءً على مستوى كتابة النص من قِبل علي ومحمد شمس، أو الممثلين ونجوم الدراما الخليجية، ومنهم: أحمد الجسمي، عبدالمحسن النمر، فاطمة الصفي، محمد جابر، إلهام علي، فخرية خميس، وسعاد علي.
ماذا تُحضِّر حياة الفهد للموسم الدرامي الرمضاني المقبل؟
ما زلتُ في مرحلة التحضير لعملي الفني المقبل، وهناك فكرةٌ لعملٍ كوميدي مطروحةٌ علي، وحالياً أنا في مرحلة القراءة، لكنها ستتبلور بشكل أفضل مع فتح المطارات، وبدء تسيير الرحلات الدولية، حيث سأتمكَّن من السفر وترتيب الأمور، والتناقش والتباحث حول هذا العمل بصورة فعلية.
كذلك، عُرِضَت علي فكرة تقديم مسلسل اجتماعي جديد، وإلى الآن لم أستقر على أي مسلسلٍ منهما سأبدأ تنفيذه ليُعرض في رمضان المقبل.
أي الأعمال الفنية التي تابعتها "أم سوزان" في رمضان الماضي؟
بشكلٍ عام لا أتابع أعمالي في رمضان، فقط أحرص على الاطمئنان على المسلسل بصورةٍ إجمالية، ومتابعة ردود الأفعال عليه، وبالطبع لا أتابع أعمال الفنانين الآخرين، لأنني أكون مشغولةً مع أسرتي في الشهر الفضيل، فأنا إنسانةٌ "بيتوتية"، وأحبُّ الجلوس في بيتي وعدم الخروج منه إلا للضرورة القصوى، والاستمتاع بقضاء وقتي مع أسرتي وعائلتي في أجواءٍ روحانية وعائلية رائعة، كما أحرص على دخول المطبخ وتجهيز بعض الأكلات الشعبية والشهيرة في رمضان.
أبارك لنفسي بفيلم "نجد"
احتفل صناع فيلم "نجد" الذي تقومين ببطولته، بتدشين عروضه في المملكة مؤخرًا، كأول فيلم سعودي يعرض في دور العرض السينمائي بالمملكة. كيف رأيت ذلك؟
أبارك لنفسي ولكل صنّاع العمل، وللجمهور وعشاق السينما في المملكة، افتتاح العروض للأفلام السعودية بدور العرض في مملكتنا الحبيبة، وإن شاء الله سيكون "نجد" باكورة الأعمال التي ستليها الكثير من الأفلام سواء لي أو لزملائي الفنانين الذين احتضنتهم السعودية وفتحت لهم الأبواب، وأتمنى أن يحوز العمل على رضاكم.
وبالطبع لي عظيم الشرف أن أكون بطلة لفيلم سعودي، مثل هذا الفيلم الجميل "نجد"، وما يحمله من قصة رائعة تحمل الكثير من الأبعاد للكاتب والمنتج خالد الراجح. وكنت أتمنى أن أكون أول الحضور في هذا الحدث الفني المميز في المملكة، ولكن ظروف جائحة كورونا وما تفرضه من تباعد اجتماعي حالت دون ذلك.
تابعوا المزيد : إطلاق أول فيلم سعودي في دار سينما محلية.. وصنّاع "نجد" لـ "سيدتي": حدثٌ يدعو للفخر
الغيرة الفنية لا تعنيني
ماذا تمثِّل لكِ المنافسة الفنية والألقاب الجماهيرية؟
طوال مشواري الفني لم أضع نفسي في منافسةٍ مع أي فنانٍ، أو أي عملٍ فني، ولا أفكر في المنافسة الفنية إطلاقاً، فقط أجتهد في تقديم عملٍ فني يليق بي وبجمهوري المحترم، كذلك لم أسعَ في حياتي كلها إلى تقديم عملٍ بشكل معين لضرب أحدٍ. أنا أبذل جهدي في عملي دون النظر لأي اعتبارٍ آخر.
هل يعاني الوسط الفني من الغيرة؟
بالطبع، الغيرة موجودة في الفن، لكنَّ هذا الأمر لا يعنيني في شيء، فأنا بشكلٍ عام بعيدةٌ عن الوسط الفني والشللية، ومع وجود كورونا وحتى قبل هذه الجائحة، لم أختلط كثيراً بالوسط الفني، وليست لدي علاقاتٌ مع الفنانين، ولا زياراتٌ، ولا صداقات مع أي أحدٍ منهم، وجميعهم زملاء لي، وتجمعني بهم علاقاتٌ طيبة، وأفضِّل الجلوس في بيتي على الخروج منه.
تابعوا المزيد : حياة الفهد توجه رسالة قاسية إلى مخرج "أم هارون" محمد جمال العدل
كيف تختارين أدواركِ وأعمالكِ الفنية؟
أجتهد كثيراً في اختيار أعمالي الفنية، والحمد لله، وُفِّقت في كافة اختياراتي حتى الآن، فهي في مجملها كانت صحيحةً ومناسبة ونظيفة، وبصورةٍ عامة أثق في اختياراتي.
في البداية أحرص على اختيار نصٍّ قوي، وفكرةٍ متميزة، مع وجود ممثلين ونجومٍ كبارٍ وعلى مستوى فني عالٍ، كذلك لا أبخل في الإنفاق على إنتاج أعمالي من خلال إنتاجٍ ثري، ومن المعروف عني أنني أنفق كثيراً من المال على إنتاج أعمالي، وهذا ما يميِّزني في اختياراتي وعملي، عكس الحال مع بعضهم إذ يختارون نصاً ضعيفاً، ويتعاملون مع ممثلين ضعافٍ، ويرضون بإنتاجٍ وتصويرٍ ضعيفَين.
ما الدور الذي تتمنين تقديمه؟
ليس هناك دورٌ محدد، لأنني قدمت كافة الأدوار، ولعبت جميع الشخصيات تقريباً، ما عدا بعض الأدوار التي لم أجسِّدها بسبب المحاذير والخطوط الحمراء في الفن الخليجي.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي