شغب الأطفال من المشكلات التي تصيب الأبوين بالضيق والإزعاج والحرج، وتظهر المشكلة في صورة عناد أو رغبة من الطفل في التخريب أو التمرد والعدوانية والمشاغبة، وتتمثل عندما تطلب الأم أو الأب أمراً من الطفل فيرفض ويتشبث بالرفض، وربما ينفذ عكسه، ومرات تراه يشاكس أخاه الأصغر أو يخرب حاجات الأكبر، فننظر إلى مثل هذا الطفل في النهاية على أنه مشاغب ومزعج طوال الوقت. معنا خبيرة الطفولة الدكتورة إبتهاج طلبة. الأستاذة بكلية التربية للطفولة المبكرة؛ لتوضيح الأسباب وشرح طرق العلاج.
التربية والتعليم في الصغر
أجمع التربويون وأساتذة النفس وسلوك الطفل على أن أي مشكلة سلوكية يتعرض لها الطفل، ترجع أسبابها في الغالب إلى البيئة التي يعيش وسطها الطفل ويتربى بين جدرانها، والأسرة بالتحديد هي القاعدة التي تُبنى عليها شخصية الطفل، وأبرز أسباب سلوكيات العناد والعدوانية، والشغب لدى الأطفال هي نتيجة للمشاكل والضغوط الأسرية والخلافات الزوجية بين الوالدين التي يشاهدها الطفل ويتعلم منها ويكتسبها سلوكاً وتربية.
أسباب الشغب
إعطاء الأوامر للطفل بطريقة سلبية.
عقاب الطفل المستمر وبقسوة.
مقارنة الطفل بأصدقائه وإخوته.
عدم مراعاة واهتمام ومتابعة الطفل.
عدم وجود الدفء والحنان من الأسرة للطفل.
معاملته السيئة داخل المدرسة من معلميه وعدم الاهتمام بقدراته واحتياجاته وميوله.
عدم وجود نظام تربوي داخل المدرسة للطفل.
ما تقدمه وسائل الإعلام للطفل من أفلام كرتون كلها عنف وعدوان.
التدليل الزائد على الحد، والاستجابة لكل أوامره؛ مما يجعل الطفل يستخدم العناد أو الشغب وسيلة.
خمسة أسباب رئيسية للشغب
الأول: هناك احتمالية أن الأسرة تمنع طفلها من الخروج خارج المنزل؛ مما يضطره إلى محاولة إخراج هذه الطاقة الزائدة عن طريق اللعب والجري والحركة، فتصنفها الأسرة على أن الطفل مشاغب!
الثاني: أن الطفل دائماً يحب التقليد ويحاول في سنه الصغير أن يقوم بتقليد كل ما يراه؛ فإذا ما رأى أمامه من يقوم بإحداث المقالب أو المشاكل فإنه على الفور يحاول أن يقلده.
الثالث: محاولة الطفل جذب انتباه الناس حوله، بما اكتسبه من حركات ولعب في محاولة لإضحاكهم، معتقداً أن جميع الأمور متاحة، وفي الحقيقة هي محاولة لكسب الاهتمام.
الرابع: شغب الطفل يكون أحياناً انعكاساً لرغبة الطفل في الهروب مما يواجهه من مشاكل أو يعانيه من مشاعر؛ سواء كانت بين الوالدين أو في المدرسة، ووفقاً لدرجة المشكلة وقربها منه يخرجها الطفل في صورة لعب عنيف أو حركة تبدو مشاغبة ليهرب من الواقع الذي يعيش فيه، ويخرج الطاقة السلبية التي بداخله.
الخامس: أحياناً يعاني الطفل من مرض الفرط الحركي، وهو ما يجعل الأسرة تصنف حركة الطفل الزائدة بأنها شغب، مما يجعلهم يقومون بتوبيخه وأحياناً ضربه، وفي الحقيقة فإن الطفل مريض ويجب معالجته.
أسباب غير ظاهرة لشغب الطفل
تعرض الطفل للضرب من قبل والديه وبشكل متكرر مما يجعل مبدأه في الحصول على الأشياء هو أسلوب العنف.
الطفل يشعر بالغيرة من أخيه الصغير فيُحاول جذب الانتباه بكل الطُرق ومن بينها الشغب.
الشجار المتكرر بين الوالدين أيضاً هو من أحد أهمّ أسباب شغب الطفل، إضافة لمرافقة الطفل لأصدقاء السوء.
حب الاستطلاع والاستكشاف للأشياء قد تدفع الطفل للبعثرة، مثل أن يسكب كوب الماء أو يعبث بدولاب الملابس ليعلم ما خلف الملابس في الدولاب
وقد يكون التخريب والشغب بسبب مرض في الغدد الصماء المؤثرة على الأعصاب.
خطوات علاج شغب الأطفال
عبري عن انزعاجك من تخريب الطفل بالإشارات أو تعبير الوجه، وحذريه من تكرار هذا الفعل مع شرحك لسبب منعك له.
تحدثي معه بلطف، واشرحي له أن ما يقوم بتخريبه يُكلف الكثير مادياً، مع تنبيه الطفل على عدم تخريب أملاك الآخرين.
عاقبي طفلك عن طريق جعله يُشارك بمصروفه في إصلاح ما خرّبه من ممتلكات.
فرقي ما بين الأخطاء الصغيرة العفوية، والتي تكون بسبب الاستكشاف، وما بين الأخطاء والتخريب المُتعمّد.
اعتدلي في معاملة الطفل ما بين اللين والحزم.
أنصفي في معاملة أبنائك ولا تهتمي بواحد دون الآخر.
الفرق بين الشغب وفرط الحركة
يمكن تمييز الطفل المريض بالفرط الحركي عن طريق مشاهدة حركات الطفل الفجائية؛ وتعتبر الفاصل بينه وبين الطفل المشاغب، حيث إن الطفل في هذه الحالة يقوم بعمل بعض الحركات اللاإرادية المفاجئة مثل: الصراخ بصوت عالٍ أو ضرب أحد الأشخاص فجأة دون مقدمات.
وعلى كل أم أن تقوم بمتابعة طفلها جيداً، وإذا ما رأت أنه يقوم بحركات كثيرة مبالغ فيها فإنها عليها الرجوع إلى مختص؛ لتتمكن من معرفة ما إذا كان نجلها يعاني من مرض الفرط الحركي، أم أنه مجرد حركات عادية خاصة بكل طفل قد يعاني أيضاً من قلة التركيز واللامبالاة التي يعاني منها مريض الفرط الحركي.
هناك ضرورة على أن تهتم الأم لشغب الطفل سواء كان حركات عادية أو نتيجة حركات لا إرادية، بالاحتواء النفسي للطفل والاستماع له ولرغباته، وأن يكون لدى الأم صدر رحب في كل التصرفات التي يقوم بها الطفل.
وأن تتوخى الحذر في تعنيفها للطفل، وألا تقوم بذلك سواء كان بالتعنيف الكلامي أو بالضرب أمام أصدقائه أو أمام أي شخص؛ لأن ذلك يؤدي إلى حدوث اضطرابات للطفل.
طرق علاج الطفل المشاغب
أن تلجأ الأمهات لمعاقبة الطفل بطريقة الحرمان العاطفي، وألا تقوم بتنفيذ كلمة طفلها على كلمتها دائماً؛ لأن ذلك سيعود الطفل على العناد وتحكيم الرأي.
أن تقوم الأم بالاستفادة من هوايات الطفل وشغبه وحركاته الزائدة بأن تدمجها مع محتوى تعليمي، وتنظيم الوقت وتوفير المناخ الملائم للطفل؛ لكي يستمتع بنومه ولعبه.
أن تتحلى بالصبر في التربية؛ لأنها إذا كانت صبورة فستتمكن من إخراج الطاقة الموجودة لدى الطفل وتوظيفها في أمور جيده تعود بالنفع عليه.
لا بد من وجود الدفء والحنان داخل الأسرة.
تدريب الوالدين على معاملة الطفل بأسلوب إيجابي؛ حتى يستجيب الطفل، وبعدها يعتدل للأفضل.
لا بد من احترام أفكار الطفل وتركه يعبر عن ذاته بحرية.
ادفعيه لممارسة الأنشطة
سواء في النادي أو المدرسة لتخريج الطاقة السلبية بطريقة سليمة؛ لكي يستجيب ويتعلم.
لا بد أن نعلم الطفل أن يكون مسؤولاً عن تصرفاته وكيف يحل مشكلاته ويتعامل معها بإيجابية.
نحضر له الألعاب التربوية لتنمي أفكاره.
عدم مقارنة الطفل بأصدقائه وعدم وصفه بالعنيد أو المشاغب أو المخرب.
أن نحترم أفكار أطفالنا ونعطيهم الحرية ونشعرهم بمدى أهميتهم في حياتنا، ونقوم بتعزيزهم ومكافأتهم على أي عمل إيجابي يقومون به.