تأخذ جميع الحيوانات قرارتها؛ بدايةً من النمل إلى الأفيال، وتفاجئ مخلوقات الطبيعة البشر باستمرار بقدراتها على التفكير.
من الصعب إجراء تصنيف نهائي لذكاء الحيوانات؛ لأن قياس ذكاء الحيوان يمثل مشكلة، يعد حجم الدماغ والمفردات واستخدام الأدوات والتعلم الاجتماعي، مقاييس شائعة لذكاء الحيوانات، على الرغم من صعوبة المقارنة بين الأنواع؛ نظراً لأن معظم اختبارات الذكاء أو المهام مصممة لحيوانات معينة.
قالت فيرجينيا موريل، مؤلفة كتاب «Animal Wise» لموقع Business Insider، إن الحيوانات تطور أنواعاً معينة من القدرات المعرفية للتعامل مع الضغوط في بيئتها الطبيعية، الشمبانزي على سبيل المثال، يمكن أن يصنع أدوات للصيد، قد لا تستخدم الكلاب الأدوات، لكنها لا تجعلها أقل ذكاءً، إنها تجيد أشياء أخرى.
نميل أيضاً إلى التقليل من أهمية القوة العقلية للحيوانات، من خلال الاعتماد كثيراً على اختبارات الذكاء التي تعتمد على قدرة البشر، في الوقت الحالي، يرى معظم الناس أن الكلام هو الشيء الرئيسي الذي يفصل البشر عن الحيوانات الأخرى، «لكن من الواضح أن الببغاوات والدلافين والحيتان والفيلة لها أجزاء من اللغة أكثر بكثير مما عرفناه»، وأضافت موريل أن هناك الكثير من الأمور المجهولة، نحن نتفهم أن مقارنة الدماغ بحجم الجسم هي إحدى طرق قياس الذكاء، لكن «العلماء ليسوا متأكدين مما إذا كان ذلك يعني أنك بحاجة إلى دماغ كبير، أو مجرد القدرة على تجميع الكثير من الخلايا العصبية».
وقالت موريل، إن الخبر السار هو «أننا نحصل على فكرة أفضل عن كيفية تفكير الحيوانات وتجربة العالم». «إنها لا تتجوّل فقط وهي لا تشعر بأي شيء، نحن نعلم أنها تفعل أشياء بنواياها، ولديها أماكن تذهب إليها، وأشياء للقيام بها، ولا يمكنها الاسترخاء أبداً، إن إحساسنا بالتفوق عليها في غير محله».
إليك بعض الحيوانات التي فاجأت البشر بقدراتها على التفكير..
الشمبانزي أفضل من البشر في بعض مهام الذاكرة
توج عالم الرئيسيات فراس دي وال، من جامعة إيموري، شمبانزي صغيراً يُدعى أيومو، في المرتبة الأولى في قائمته «جائزة الحيوان العشرة النبيلة للذكاء الكلي» لتفوقه على البشر في مهمة الذاكرة، تذكر أيومو الترتيب الصحيح لسلسلة من الأرقام عندما ظهرت عشوائياً لمدة 210 مللي ثانية فقط على شاشة تعمل باللمس؛ مما أدى إلى تغلبه على البشر في نفس المهمة.
تتمتع الماعز بذاكرة طويلة الأمد ممتازة
أذهلت الماعز العلماء مؤخراً من خلال حل «لغز ميكانيكي» سريعاً، أدى إلى فتح صندوق، وتقديم قطعة من الفاكهة.
وقالت الدكتورة Elodie Briefer، المؤلفة المشاركة في ETH زيورخ، في بيان إن الماعز تذكرت المهمة أيضاً بعد 10 دقائق؛ مما يشير إلى أن لديها «ذاكرة ممتازة طويلة المدى».
يمكن أن تعمل الأفيال معاً
الفيلة حيوانات كبيرة ذات أدمغة كبيرة، تعتبر ذكيةً لعدة أسباب: تقطع العصي مع جذوعها، ولديها ذكريات لا تصدق، ويبدو أنها قادرة على التعاطف.
تعمل الأفيال أيضاً معاً لحل الألغاز؛ وفقاً للباحث جوشوا بلوتنيك من جامعة كامبريدج في إنجلترا، في إحدى التجارب، اضطر فيلان إلى سحب حبال مثبتة على كلا الجانبين إلى طاولة تحتوي على وعاءين للطعام، تطلب هذا التعاون أن سحب فيل واحد فقط لم يكن كافياً.
تستطيع الببغاوات إعادة إنتاج أصوات اللغة البشرية
نعلم جميعاً أن الببغاوات يمكنها إعادة إنتاج أصوات اللغة الإنجليزية «أو لغات أخرى»، لكن البعض يفهم معنى هذه الكلمات.
والمثال الأكثر إثارة للإعجاب على هذه القدرة هو أليكس، ببغاء أفريقي رمادي، عرف الألوان والأشكال وتعلم أكثر من 100 كلمة إنجليزية، تم تدريبه من قِبل إيرين بيبربيرج، عالمة نفس مقارن في جامعة برانديز وهارفارد.
تستطيع الدلافين التعرف إلى نفسها في المرآة
إذا استخدم العلماء حجم الدماغ كمقياس «للذكاء»؛ فإن الدلافين ستكون «الثانية في الذكاء بالنسبة للإنسان الحديث»، هذا ما قالته لوري مارينو، المحاضر الأول في علم الأعصاب وعلم الأحياء السلوكي الذي يدرس الثدييات البحرية - بما في ذلك الدلافين - في جامعة إيموري ديسكفري.
في عام 2012، قالت مارينو لوكالة أسوشيتد برس: «هذه الثدييات تتعرف على نفسها في المرآة ولديها إحساس بالهوية الاجتماعية؛ فهي لا تعرف فقط من تكون، ولكن لديها أيضاً إحساس بمن وأين وما هي مجموعاتها؛ فهي تتفاعل وتفهم صحة ومشاعر الدلافين الأخرى بسرعة كبيرة، كما لو كانت متصلة ببعضها البعض».
وقالت موريل أيضاً، إن الدلافين يمكنها «تقليد المواقف البشرية»، وهو نوع من التقليد «يتطلب معرفًه».
تفهم غربان كاليدونيا الجديدة علاقات السبب والنتيجة
أظهرت الدراسات السابقة أن الغربان تمثل أعلى معدل ذكاء بين الطيور؛ حيث تمثل غربان كاليدونيا موطنها الأصلي جزيرة كاليدونيا الجديدة في المحيط الهادئ، مؤخراً قدرتها على فهم أو تعلم علاقات السبب والنتيجة المماثلة لقدرة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات.
تلاحظ موريل في مقال لصحيفة ناشيونال جيوغرافيك: «تعد غربان كاليدونيا الجديدة من بين أكثر الطيور مهارة في صنع الأدوات واستخدام الأدوات، وتشكل مجسات وخطافات من العصي وسيقان الأوراق لتتغلغل في تيجان أشجار النخيل».