تتعرّض المرأة الحامل في فترة الحمل إلى الكثير من التغيّرات الجسمانيّة والنفسيّة، وتواجه مجموعة من الاضطرابات والمُشكلات الصحيّة المُرافِقة لهذه الفترة الحسّاسة، والتي تنتهي إمّا بعد الولادة مُباشرة أو تدريجيّاً؛ فالمرأة الحامل غالباً ما تُعاني من ضيق التنفس - وهو موضوعنا- خلال شهور الحمل، وأعراض أخرى للشرح والتوضيح معنا الدكتور بهاء عبد العظيم أستاذ أمراض النساء والتوليد بالجامعة.
ثلاث معلومات طبية عن ضيق التنفس
- أحياناً تشعر المرأة الحامل بضيق في التنفس، وهو أمر طبيعي وشائع ويحدث لكل النساء الحوامل، خصوصاً في بداية وآخر فترات الحمل.
- في الفترات الأخيرة من الحمل ونتيجة الزيادة في حجم الجنين يزداد الضغط على الحجاب الحاجز فتشعر الحامل بضيق في التنفس، أو إذا كانت حاملاً في توأمين، أو إذا كان السائل الذي يحيط بالجنين كميته كبيرة.
- في الأسابيع الأخيرة إذا نزل الجنين في الحوض تشعر الحامل بتحسن في التنفس، وهذا الضيق في التنفس عادة لا يكون مضراً للجنين، ولكن لا بد للمرأة الحامل أن تخبر طبيبها إذا وجد أي عرض آخر مصاحب لضيق التنفس.
النصائح للتغلب على ضيق التنفس للحامل
- هذا الشعور لا يصاحبه أعراض أخرى؛ فهو شعور طبيعي وغير مؤذٍ، ولكن للتخفيف منه لا بد من أنك تصبحين أكثر بطئاً في كل أمورك وتحركاتك، وإذا كنت نشطة لا بد أن لا تدفعي نفسك بسرعة في تحركاتك.
- يفضل أن تجلسي وظهرك مستقيم مع الحفاظ على إسناد كتفيك إلى الوراء لإعطاء رئتيك الفرصة للتمدد بأكبر قدر ممكن، في وضع النوم يفضل وضع بعض الوسائد الإضافية، فذلك يعطيك شعور الراحة أكثر.
- يمكنك ممارسة تمرين التنفس أثناء الحمل، وذلك إذا كنت لا تعانين من أي مرض تنفسي مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية؛ فهو مفيد لضيق التنفس وأيضاً يقلل من آلام الحمل والتوتر العصبي ومفيد للغاية أثناء فترة المخاض، وهذا التمرين يمكن أن تمارسيه في وضع مريح، إما أن ترقدي أو تقفي أو تجلسي على كرسي مع استقامة ظهرك، وكوني مسترخية ثم خذي نفساً بطيئاً وعميقاً مع مراعاة ارتفاع صدرك بقدر المستطاع حتى تتمدد الرئتان بأكبر قدر ممكن، ثم أخرجي النفس ببطء تماماً، وكرري ذلك عدة مرات ولكن ببطء.
هل ضيق التنفس للحامل .. مشكلة خطيرة؟
- نعم إذا كانت الحامل تعاني من مرض تنفسي مثل الربو أو الالتهاب الرئوي، وأحياناً تحدث تغيرات في تخثر الدم أثناء فترة الحمل، فمن الممكن أن يحدث انسداد رئوي نتيجة تجلط الدم الذي يصل إلى الرئتين، وهذا الأمر نادر الحدوث، ولكنه خطير جداً.
-
من أعراضه
-
أن يحدث ضيق في التنفس فجأة أو بشكل شديد، وفي هذه الحالة لا بد من مراجعة الطبيب على الفور، وأيضاً إذا صاحب ضيق التنفس أي من الأعراض. التالية مثل: تفاقم الربو، سرعة التنفس، سرعة النبض وخفقان القلب، والضعف العام.
- ألم في الصدر أو ألم عند التنفس، ازرقاق حول الشفاه والأصابع مع شحوب الوجه، السعال المستمر أو سعال مع حمي وقشعريرة، شعور بالخوف والترقب من قلة الحصول على الأوكسجين.
ضيق التنفس أحد أعراض الحمل
- يبدأ عادة لدى المرأة الحامل في الأسبوع الثالث مثل: الغثيان والتقيُؤ، الشّعور بالإرهاق، التبوّل المُتكرّر، النّفور من الطّعام، آلام الثّدي وانتفاخه.
- أعراض أُخرى تبدأ في الأسبوعين السّادس والسّابع، مثل: الاضطرابات المزاجيّة، فضلاً عن الضّغط النفسي المُتعلّق بالقلق المُصاحِب لعدم معرفة ما سيكون عليه الحال بعد الولادة، الغثيان الصباحيّ، الدّوار، زيادة حجم الرّحم، التبّول المُتكرّر.
- أمّا في الأسبوع الثّامن فتزداد الأعراض من حيث العدد، مثل: مغص في الرّحم، حرقة المعدة، الانتفاخ، الصّداع، الإمساك، الاحتقان الأنفيّ، دوالي السّاقين، ضيق التنفّس وغير ذلك.
أسباب ضيق تنفس الحامل
- كبر حجم الجنين داخل الرّحم، وبالتالي فهو يضغط على منطقة الحجاب الحاجز عند الأم، فتشعر بضيقٍ وصعوبة في التنفّس.
- زيادة نسبة السّائل المُحيط بالجنين، مما يضغط على المنطقة العلويّة ويضعف القدرة على التنفّس السّليم
- إن كانت الأم حاملاً بتوأمين فهذا يتسبب بكبر حجم الرّحم بصورة مُضاعفة، ما يتسبب بضيق النَفَس.
- الإصابة باضطرابات نفسيّة أو التعرّض لمشاكل عصبيّة، والتي غالباً ما تُرافق مراحل الحمل.
ضيق التنفس أحد الأمراض النفسية ..للحامل
- وكذلك الاكتئاب والقلق وحتّى التوتّر الذي لا يُعدّ مرضاً بحدّ ذاته، وإنّما هو حالة مُؤقّتة تنجم عن سبب مُعيّن وتزول بزواله.
- وجود مرض في الجهاز التنفّسي لدى الحامل؛ كالرّبو الشعبي التحسسي، أو التهابات القصبات الهوائيّة.
- نقص في مستوى هرمون البروجيسترون لدى المرأة؛ وهذا الهرمون مسؤول عن تحفيز مراكز التنفّس في الدّماغ أثناء الحمل لزيادة كميّة الأكسجين لدى الأم.
- ورغم أنّ كل نَفَس لا يجلب الكثير من الهواء إلى الجسم، إلا أنّ الهواء يبقى لمدّة أطول في الرّئتين ليتمّ استخلاص الأكسجين منه بحيث يحصل الجنين على ما يحتاجه منه.
متى يصبح ضيق التنفس مشكلة؟
- عند الإصابة بضيق شديد بالتنفّس يزداد سوءاً مع الوقت، وعندما يزداد الرّبو سوءاً لدى الحامل المُصابة به، وحالة تسارع الأنفاس والنّبض.
- وجود ألم في الصّدر عند التنفّس، تلوّن ما حول الشّفتين أو أصابع القدمين أو اليدين باللّون الأزرق الباهت، مع شحوب الوجه.
- السّعال المُستمرّ أو المُصاحِب لخروج الدم.
للتغلب على ضيق التنفس
- أولاً: على الحامل ممارسة الأعمال اليوميّة بحركة بطيئة ومُتّزنة مع التخفيف من النّشاط والسّرعة في الأداء؛ حتى لا تزيد مشكلة ضيق التنفّس؛ فالسّرعة تزيد الأمر سوءاً، كونها تجعل المرأة الحامل بحاجة للمزيد من الهواء.
- ثانياً: على الحامل الاستماع لنداءات جسدها والتي تُخبرها بأنّها قد تجاوزت الحدود فيما يتعلّق بالسّرعة، الجلوس بصورة سليمة، ورفع الظّهر بشكل مُستقيم مع إسناد الكتفين إلى الخلف للسّماح للرّئتين بالتمدّد المُضاعف للحصول على الكميّة الكافية من الأكسجين.
- ثالثاً: الاستعانة بوسائدَ إضافيّة خلال النّوم لرفع منطقة الرّأس والرّقبة لتحسين عمليّة التنفّس وتخفيف ضغط الرّحم على المنطقة العلويّة، مع ممارسة تمارين التنفّس خلال فترة الحمل، ففوائدَها عديدة مثل: تخفيف التوتّر والضّغط النفسي المرافقين للحمل، والمساعدة على الاسترخاء.
- رابعاً: تحسين عمليّة التنفّس وتجنّب الشّعور بالضّيق بتطبيق هذا التمرين، وهو الجلوس على كرسي أو الوقوف بشكلٍ ثابت مع أخذ نَفَسٍ عميق من الأنف مع نفخ منطقة الرّئتين لأقصى مدى، ثمّ إخراج كامل النَفَس ببطء من الفم، وتكرار هذه الطّريقة عدّة مرّات حتى تشعر الحامل بالرّاحة التامة.
- القيام بممارسة التمارين الرياضيّة، ويُنصَح بالبدء بذلك مُبكّراً في أول الحمل، فهو يزيد من كفاءة الجهاز التنفسي والجهاز الدوري، كما يُنصَح بممارسة الرياضة الهوائيّة.