بالرغم من مرور مئات السنين على قصة الأصمعي الشهيرة مع العاشق الذي قال: «يا معشر العشاق بالله خبروا.. إذ حل عشق بالفتي كيف يصنع» فرد عليه الأصمعي «يداري هواه ثم يكتم سره»، فقال العاشق «وكيف يداري والهوى قاتل الفتى»، فرد الأصمعي «فليس له شيء سوى الموت ينفع»، إلا أن تلك القصة التى حدثت في الماضي تتكرر مجدداً مع اختلاف الأشخاص والمكان والزمان، ففي محافظة الشرقية انتحر شاب بسبب رفض أسرته عودته لحبيبته بعد أن تفرقا في أول خلاف دب بينهما.
وبذات الطريقة التي نفذها العاشق وانتحر فوجد الأصمعي شاباً ملقى على الأرض في اليوم التالي، بعد أن كتب آخر كلماته قائلاً: «سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا.. سلامي إلى منْ كان في الوصل يمنع»، ومع الفارق في كيفية الانتحار إلا أن الشاب الذي انتحر مؤخراً في الشرقية تخلص من حياته بحبة غلال، بعد انفصاله عن حبيبته، حيث كشفت التحريات أن الضحية انتحر بسبب رفض أسرته إتمام زواجه من حبيبته.
كشفت مصادر أمنية وقضائية تفاصيل الواقعة لسيدتي أن اللواء إبراهيم عبدالغفار مساعد وزير الداخلية لمديرية أمن الشرقية تلقى إخطاراً من المستشفى العام بمركز شرطة الإبراهيمية يفيد بوصول الشاب «وائل. ك» 26 عاماً، جثة هامدة، وتبين من التقرير الطبي المبدئي أن سبب الوفاة هو حالة تسمم، وأن الضحية تناول حبة قرص كيماوي سام مخصص لحفظ الغلال.
وأوضحت المصادر أن المجني عليه غافل أسرته، وتناول الأقراص السامة، بعد أن أصيب بحالة نفسية سيئة بعد إلغاء حفل زفافه قبل موعده بقرابة 25 يومًا، بسبب رفض أسرته الزواج من فتاة كان يحبها وتطورت العلاقة إلي عقد قرانه عليها لكن الخلافات الأسرية ساهمت في الطلاق.
وقررت النيابة العامة انتداب الطب الشرعي لتشريح جثمان المجني عليه لبيان أسباب الوفاة، وكلفت المباحث بإعداد تحرياتها في الحادث وثبت من جهود البحث الجنائي أن الواقعة خالية من أي شبهة جنائية.