يأخذ الطفل فترة طويلة لكي يتعلم التصرف الصحيح، وبالتوجيه والمساعدة والتشجيع من الآباء والمدرسين يتعلم وبسرعة ، حيث يصاب بعض الأطفال بنوبة غضب أو نوبات عدوانية أو تصرفات تؤدي إلى العنف، وهذا لا يوجب القلق إذ قد تكون ضمن الحدود الطبيعية؛أما الاضطرابات السلوكية لدى الطفل فدائماً ما تشير إلى مجموعة من المشاكل النفسيّة والسلوكيّة الخطيرة لدى الطفل.. فنجده يتصرف بطرق مقلقة ، وغير مقبولة اجتماعيًا، وغير قانونيّة. عن أسباب هذه الاضطرابات وأعراضها وعلاماتها على الطفل تحدثنا الدكتورة فؤاده هدية أستاذة طب نفس الطفل بمعهد الطفولة
ماذا يعني اضطراب السلوك؟
المشكلة الكبرى لهؤلاء الأطفال الذين يعانون اضطرابات سلوكية ..أنهم يشعرون بأن أفعالهم مبررة،ومن جانب الآباء يختلف الأمر ؛ حيث ينظرون إلى هؤلاء الأطفال على أنّهم أطفال غير منضبطين سلوكياً وأخلاقياً، ومن دون إدراك، و أنّ لديهم اضطرابًا سلوكياً عقليًا، والخوف أن تتطوّر الحالة لدى بعض الأطفال فتصبح اضطرابات شخصية معادية للأسرة والمجتمع ككل
الأطفال الذين لديهم اضطراب السلوك قد ينغمسون في عراك بالأيدي مع الآخرين أو السرقة والكذب، وبدون شعور بالندم أو الذنب وهذه بداية خرق القانون، وقد يقضي الطفل الليل خارج البيت أو يتهرب من المدرسة أو يتناول الأدوية المخدرة أو يقوم بتصرفات بصورة غير مقبولة اجتماعياً
أسباب الاضطرابات السلوكية التي تصيب الطفل
غالباً ما تبدأ باضطرابات نفسية تترجم إلي اضطرابات سلوكية... كحالات الهرب والكذب والانطواء والعزلة والخجل
عدم التركيز والنسيان عند المذاكرة ، وحالات اضطراب النوم والتبول اللاإرادي
تعكر المزاج ..معاناة الطفل من مشاكل بالتعليم والقراءة
الإحساس بالكآبة ..الاستغلال من قبل الآخرين بكافة أنواعه
فرط الحركة ..الإساءة للأطفال
الإشراف الضعيف للوالدين ..السلوك الأبوي القاسي أو غير العاطفي
الآباء والأصدقاء غير الاجتماعيين ..الصدمات النفسيّة والفقر
العيش في حي ذي معدل جريمة مرتفع
الذهاب لمدرسة بها طلّاب يفتعلون المشاكل أو يرتكبون الجرائم
أعراض اضطراب السلوك على الطفل
السلوك المندفع، والتهوّر من جانب الطفل تجاه من حوله
التحصيل الدراسيّ المنخفض وملاحظة معلميه ذلك
وقد يرفض الأطفال تلبية أي طلب من ذويهم رغم التكرار
وقد يكون الطفل عنيداً أو يغضب بصورة حادة
قد يقوم بسلوك عدواني تجاه البشر والحيوانات
ويشمل التنمّر، أو العنف الجسديّ
أو استخدام السلاح، أو القسوة الجسديّة
تدمير الممتلكات، ما يخصه أو ما يخص الآخرين بما في ذلك إشعال الحرائق والتدمير المتعمد للمنشآت
السرقة والخداع، بما في ذلك الكذب، أو اقتحام ممتلكات شخص آخر بنية السرقة، وسرقة المحلات
الخرق الجسيم للقواعد، بما في ذلك كسر قواعد العائلة، والهروب من المنزل، وكثيرًا ما يترك المدرسة قبل سن الثالثة عشرة
ماذا لو استمر الطفل في اضطراباته السلوكية؟
إذا كان التصرف خارج الحدود الطبيعية، مع انتهاك صارخ للأعراف والقيم - من أجل تشخيص حالة اضطراب سلوكيات الطفل الأسرية والاجتماعية، يجب حدوث هذه السلوكيات على الأقل خلال العام
مع حدوث واحد منها على الأقل خلال ستّة الأشهر السابقة للتشخيص، ويحدّد عدد الأعراض الظاهرة، ودرجة الإصابة أو الضرر الواقعين
بعدها يحدد إذا ما كانت حالة اضطراب السلوك خفيفة، أو متوسطة، أو شديدة
طرق كثيرة للعلاج
يمكن معالجة اضطراب السلوك بالرعاية السليمة، ونظام الدعم الجيّد، مع الأخذ في الاعتبار أنّه كلما كان التشخيص مبكرًا، كان العلاج أكثر نجاحًا
العلاج غالبًا علاج نفسيّ وسلوكيّ طويل المدى؛ لمساعدة الطفل على تعلّم وإتباع طرقٍ صحيّة وأكثر قبولًا في التفكير والتصرف
في بعض الحالات، يمكن استخدام العلاج الدوائيّ لعلاج اضطراب السلوك، وأي حالة أخرى تصاحبه يمكن تشخيصها
قد يساعد إعطاء الأهل تدريباً قصير المدى؛ حتى تستطيع الأسرة تفهم طبيعة المشكلة، وتعلّم طرق جديدة للتعامل مع الطفل، وإعادة بناء العلاقة بين الآباء والأطفال
دور الآباء في العلاج
يجب أن يتفق الأب والأم على طلب المساعدة أولاً، وإدراك أن كل الصغار يحتاجون إلى المدح والمكافأة عندما يحسنون من تصرفاتهم
يجب أن يتصل الآباء بالمدرسة ليعرفوا سلوك أبنائهم، وهل سلوكهم في المدرسة مثل سلوكهم في البيت؟
وقد يحتاج الطفل هنا إلى تعليم إضافي أو خاص، وقد يحتاج إلى مساعدة الباحث الاجتماعي أو الطبيب المختص في بعض الحالات
قواعد الأطباء المعالجين
علاج طبي كيمائي
الاستفسار التفصيلي عن تطور ونمو الطفل منذ لحظة ولادته حتى بداية حدوث الاضطراب، وذلك يتم بسؤال الوالدين أو المعنيين بتربية الطفل
بعد المعرفة يتم فحص الطفل عضوياً وعصبياً لاستبعاد وجود أي مرض عضوي جسماني مسبب للاضطراب الملحوظ
من الممكن إجراء اختبار للذكاء للمساعدة في تشخيص الحالة، ثم يتم فحص الطفل نفسياً بالمواجهة والحديث المباشر معه إذا كان في عمر يسمح بذلك
ينقسم العلاج بعد التشخيص إلى علاج عضوي كيميائي؛ يشمل عقاقير مهدئة مطمئنة، أو أدوية تؤثر على الجهاز العصبي وتساعد على كفاءته، وأحياناً يعطى الطفل بعض المنشطات
وهناك العلاج النفسي
من خلال جلسات نفسية مع الطفل، وعلاج سلوكي للمساعدة على تعديل السلوك الشاذ والمنحرف
مرات كثيرة يستخدم العلاج باللعب كوسيلة لتعديل السلوك ولتفريغ الشحنة العاطفية والصراعات الداخلية الكامنة داخل الطفل
هناك أيضاً أطباء تربويون يعقدون جلسات علاج أسري؛ يضم الطفل المريض مع والديه وأحياناً مع بقية إخوته؛ للتخفيف من أزمة الطفل ومساعدته
لابد من الحرص على أن يكون هناك مساواة في المعاملة بين الإخوة والأخوات بقدر المستطاع، والاتفاق على وسيلة واحدة يعامل بها الآباء أبناءهم
وذلك حتى لا يحدث خلل لدى الطفل من الاختلاف في أسلوب المعاملة، يجب ألا يهمل الوالدان إعطاء جرعات ممكنة من الحنان والعطف لأطفالهما على الأقل خلال السنوات الأولى
يمكن تطبيق سياسة العقاب والثواب بدقة وحزم، وباتفاق تام بين الوالدين، مع مراعاة عدم التعرض لتعديل أي سلوك للطفل بالعقاب أمام الآخرين
والآن عزيزتي الأم ..هل لديك استفسارات حول الاضطرابات السلوكية للطفل؟ اكتبيها لنا واتركيها في المربع أدناه..وسوف يجيب عليها خبراء سيدتي
ا