القراءة من أهم المهارات الأساسية التي يجب أن يتعلّمها الطفل، وتُعتبر خطوته الأولى نحو التعليم، والطفل القارئ الممتاز هو طفل واثق بنفسه، جريء، يحترم نفسه إلى حد بعيد، قادر بكل سهولة على الانتقال من نجاح تعليمي أو وظيفي إلى نجاح أكبر. للتعرف على المزيد من أهمية القراءة في نمو شخصية الطفل يحدثنا كاتب الأطفال المعروف يعقوب الشاروني ..الحائز على العديد من الجوائز المحلية والعالمية في أدب الأطفال
كيف نشجِّع الطفل على القراءة؟
- تعلّم الطفل القراءة عن طريق التشجيع، وفي إمكان كل أهل مساعدة الطفل ليصبح قارئاً جيداً، من دون إجباره على القراءة؛ لأنّ الإجبار يؤدي إلى كره الطفل للقراءة، واعتبارها مهمة روتينية شاقة وبغيضة
- وقراءة قصة ممتعة للطفل ليلاً قبل النوم، هي الخطوة الأولى ليتعلم الطفل القراءة ويستمتع بها، فالطفل منذ لحظة ولادته وإلى أن يصبح في سن الخامسة يظهر فضولاً قوياً للتعرُّف إلى كل شيء وأي شيء
- وهذا يُعتبر فرصة جيدة لتعريفه إلى الكتب، والقراءة ليلاً للطفل تخلق روابط قوية بين الأُم والطفل، وتساعد على تخليصهما من الشعور بالإجهاد، وتساعد الطفل على النوم
- يجب البدء في تعليم الطفل القراءة في سن مبكر؛ الطفل في هذا السن يكون توّاقاً للحصول على اهتمام الآخرين والتأثير في مشاعرهم، لذلك على الأُم انتهاز الفرصة وإبداء الاهتمام بطفلها
- أن تبدأ الأم بقراءة القصص القصيرة ، تقوم بتمثيل كل شخصية من شخصياتها بتغيير نبرة صوتها ، بما يتناسب مع الشخصية، فهذا يساعد الطفل على الاستمتاع بهذه التجربة الممتعة
-
طرق اختيار القصص الصحيحة للطفل
- احرصي على أن تكون الكلمات والعبارات المستخدمة سلسة وسهلة على طفلك عند اختيار قصة ما قبل النوم في حال أردتِ قراءتها له، أو رغبتِ في مساعدته على القراءة
- كلما كانت الكلمات بسيطة، فهم طفلك القصة بسهولة أكبر، واستمتع بها، مما يساعده على الاسترخاء أكثر، والنوم براحة وهدوء
- اختاري قصصاً تستمتعين بقراءتها لطفلك؛ لكي تستطيعي بهذه الطريقة أن توصلي إليه المغزى من القصة بأسلوب مميز وجذَّاب، وتحثيه على الاستمتاع والاستفادة منها أكثر
- ركزي على انتقاء قصص غنية بالصور والرسومات التوضيحية؛ لما لها من أهمية في جذب انتباه طفلك واهتمامه
- حاولي أن تختاري قصصاً تعكس المواضيع التي يفضلها طفلك، أو تعرض الشخصيات التي تهمه وتجذبه، ستساعده هذه النقطة حتماً على الاستمتاع بالقصة قبل خلوده إلى النوم
أهمية القراءة وتفاصيل المتابعة
- بالقراءة تتطور لغة الطفل ومهارته على التواصل، من المهم ألا يغيب عن ذهن الأُم أنّه من الضروري أن تكون تجربة القراءة ممتعة للطفل
- على الأُم أن تشجِّع طفلها على القراءة بصوت عالٍ؛ لأنّ القراءة بصوتٍ عالٍ تساعد الطفل على فهم النص، وتُعزِّز قدرته على التركيز، وتُحسِّن مهارته الكلامية واللفظية
- أن تتبع الأُم برنامجاً يومياً للقراءة لطفلها: لا شيء يشجِّع الطفل على حبّ القراءة، وعلى اعتماد الكتاب رفيقاً دائماً إلا القراءة له خاصة بصوت عالٍ
- وأثناء قراءة الأُم لطفلها، عليها أن تُحرِّك إصبعها في اتجاه الكلمة التي تقرؤها؛ فهذا يساعد الطفل على الربط بين الكلمتين المقروءة والمطبوعة
- على الأُم أن تتأكّد من استعداد طفلها للقراءة؛ ويبدو ذلك إذا أظهر الطفل اهتماماً في تعلُّم الحروف وفي تصفُّح الكتب أو المجلات، فقد يدل ذلك على استعداده للبدء في تعلُّم القراءة
- إنّ تعلُّم القراءة لا يتم بين ليلة وضحاها، وإذا حاولت الأُم تعليم طفلها قبل الأوان أو بسرعة، فسينتهي بها الأمر هي وطفلها إلى الإحباط
- إذا لم يُبدِ الطفل رغبة في تعلُّم الأحرف، فعليها الانتظار مدة شهر أو شهرين، ثمّ تعود وتحاول مرّة أخرى
تأثير القراءة على نمو شخصية الطفل
- زيادة الروابط العاطفية بين الطفل والوالدين: عندما يبدأ الطفل باستكشاف البيئة المحيطة به، فإن القراءة تعد من أهم الوسائل التي ستزيد من ارتباط الطفل بوالديه، فالقراءة تعمل على التسريع في فهم الطفل للمزيد من الأشياء وتضيف لحياته طابعاً مشوقاً بعيداً عن الملل
- التفوق الدراسي: إن القراءة للطفل قبل سن المدرسة تعزز القدرة والاستعداد عنده للتعلم، ولا سيما أن الطفل قد استمع لحصيلة من الجمل والكلمات التي ستفيده بالمدرسة، وتجعله يستوعب الدروس أكثر من أقرانه
- زيادة مهارات التعبير: فالقراءة تجعل مفردات الطفل أكثر مرونة، فلديه مجموعة من الكلمات التي تعبر عن مشاعره وعن المواقف التي يمر بها، لذا فمن السهل عليه التعبير عنها، وبزيادة مهارات التعبير تزداد مهارات التواصل مع الآخرين أيضا
- تشكيل هواية القراءة: عندما يكبر الطفل في جو من القصص والكتب والقراءة فإنه سيفضلها عن الكثير من النشاطات الأقل فائدة مثل مشاهدة التلفاز أو ألعاب الفيديو، فتكون وسيلته الأولى في الترفيه هي القراء
- القراءة من أبرز المهارات التي تساعد على نمو الذكاء العاطفي والفكري للطفل، ففهم العلاقة بين الأحرف وربطها وتخزين مفاهيم مجردة من أهم المهارات التي تساعد الطفل على فهم العلاقات بين الأشياء
القراءة تنمي الذكاء وتصقل شخصية الأطفال
- أكدت دراسة جديدة أن متابعة القراءة منذ الصغر يمكن أن يزيد من مستويات الذكاء العام عند الطفل، ويقوّي القدرات المعرفية العامة لدى الإنسان فيما بعد
- القراءة منذ الصغر تساعد في التدريب على التفكير المجرّد لدى الأطفال؛ لأنهم عادة ما يضطرون لتخيّل الأشخاص والأماكن والأشياء الغريبة بالنسبة لهم أثناء القراءة
- القراءة منذ الصغر تساعد على حلّ المشكلات العامة، وتساعد على تحسين نتائج الطفل القارئ في اختبارات الذكاء، مما يُتيح له الحصول -مستقبلاً- على مسار وظيفي ناجح
- وقد أبرزت النتائج أن كل طفل توأم يواظب على القراءة بشكل أكبر من توأمه، حصل على نتائج أفضل في اختبارات الذكاء العام
- القراءة تعود بنفع معرفي كبير، ما دامت تساعد على إثراء المعارف اللغوية، وتمكّن الإنسان من ثقافة عامة
- الأطفال الذين يطالعون باستمرار، يزيد نهمهم للمعرفة، مما يحفزهم على التفوّق في مسارهم الدراسي
ا