أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي، هل أصبحت كلمات الراحل محمود درويش تصف حال الأزواج المعاصرين الذي أصبحوا يشتهون أكلات الأمهات التي قد تفشل بعض الزوجات في إعداد مثيل لها؟ حيث أظهر استطلاع في بريطانيا أنّ معظم الرجال يفضلون الطعام الذي تعده والداتهم على طعام زوجاتهم.
"سيِّدتي نت" يستطلع بعض الآراء في التحقيق الآتي.
الكاتبة بدرية البليطيح تخبرنا عن قصة إحدى صديقاتها قائلة: "لم تكن صديقتي تجيد الطبخ في بداية زواجها، وزوجها لا يعلم بذلك، وبعد شهر العسل كانت تتفق مع والدتها لترسل لها الغداء يومياً حتى لو تغيبت عن العمل، وذات يوم قابل زوجها السائق عند الباب حاملاً طعام الأم، فاكتشف اللعبة، وقرر أن يتذوق طبخها، وعندما اكتشف أنها لا تجيد غير قلي البطاطس والسندوتشات غضب، وأصبح يأكل يومياً عند والدته، وكلما صنعت له شيئاً قال لها: "ليس مثل طبخ أمي، فالثاني له طعم آخر"، وما زالت المسكينة تحاول تقليد طبخ حماتها".
وتحكي لنا الإعلامية عائشة الفلاتة عن حكاية طبخة مميزة أعدتها في إحدى النزهات على شاطئ البحر كانت نتيجتها مفزعة، وحيث بدا الأرز كبير الحبة بشكل مفزع، وحينما تذوقه الزوج وجده مالحاً جداً لدرجة أنه طلب أن يتم غسله، لكن الكارثة الحقيقية ظهرت حينما تذوق الدجاج ووجده مالحاً جداً هو الآخر، ليتم اكتشاف الخدعة، وهي أنّ الطعام بالكامل تم طبخه بماء البحر المخصص لغسيل الأرجل قبل دخول الخيمة بدلاً من الماء العادي".
ويقول الإعلامي محمد حمدان ضاحكاً:" في بداية زواجي، لم أكن أهتم بالفرق بين طبخ زوجتي وأمي إلا فيما يتعلق بعمل "كبسة اللحم والدجاج"، وهي أكلتي المفضلة، لذا أخبرتها بأن تتعلمها من أمي حتى تعدها بالطريقة نفسها، وبالفعل أتقنتها، أما بقية الأكلات فالجائع يأكل أي شيء".
وعلى العكس تخبرنا رائدة عثمان "مسؤولة تسويق" بأنّ الأمر ليس قاعدة، فزوجها أصبح يدمن على طبخها حتى أنه يطلب منها حينما يذهبون لزيارة والدته أن تقوم هي بإعداد الطعام المفضل لديه.
في حين يرى المترجم محمد العقيل أنّ طبخ الأم لا يضاهيه أي طبخ في العالم، وأنّ هذا الرأي لا يمكن البوح به لزوجته، فالموقف حساس جداً، لذا فالحل الأمثل عدم إخبارها، والزمن كفيل بتدريب الزوجة على تحسين أدائها في المطبخ.
وتخبرنا فاطمة العبد الله عن إحدى تجاربها الأولى في المطبخ حينما أرادت عمل بيضة مقلية صنعتها بطريقة تختلف عن طريقة والدته تماماً، حيث قامت بخلط البيض والزيت في طبق، ومن ثم وضعهما على النار، فكانت النتيجة مؤسفة وغريبة، مما جعل زوجها يقول لها مازجاً:" أول وآخر مرة تقومين بعمل البيض"، وتضيف: " لكن بعد فترة من الزواج، أنا تعلمت، وهو بدأ يعتاد على الاختلاف بين طريقتي في الطبخ وطريقة والدته".
الرأي النفسي
ترى الدكتورة عصمت الجميعي، أستاذة التمريض النفسي بجامعة الملك سعود، أنّ الأمر يرجع لعملية الاعتياد ليس إلا، إضافة إلى الارتباط الذهني بين طعم طبخ الأم وبين ذكريات الشخص في هذه الفترة، خاصة فيما يتعلق بالمناسبات الاجتماعية، وتضيف: "قد يأخذ الزوج فترة، وهي تختلف من شخص لآخر حتى يعتاد على الطعام الجديد، وقد يفضل الزوج طعام زوجته على طعام أمه، فالأمر لا تحكمه قاعدة نفسية واحدة".