بذلت وزارة التعليم السعودية جهودًا كبيرة من أجل إنجاح عملية التعليم عن بعد، في ظل الظروف الراهنة التي تسببت بها جائحة فيروس كورونا، وللتعريف عن هذه الجهود قامت المشرفة العامة على الإدارة العامة للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد في وزارة التعليم "الدكتورة عهود الفارس" باستعراض منجزات وجهود المملكة في التعليم عن بُعد، والحلول التي قدمتها وزارة التعليم في مواجهة جائحة كورونا؛ لضمان استمرارية التعليم، والمحافظة على سلامة الطلاب والطالبات، جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقتها ضمن مشاركة وزارة التعليم في الملتقى الذي أقامته اليونسكو بعنوان: "أسبوع التعليم عن بُعد"؛ للتعرّف على مجهودات مجموعة من الدول حول تجربة إغلاق المدارس أثناء جائحة COVID-19.
وبحسب الموقع الرسمي لوزارة التعليم قالت الدكتورة عهود الفارس:" إنّ دول العالم مرت بواقع جديد ومختلف بسبب الجائحة التي أسهمت في إحداث نقلة نوعية على كافة الأصعدة في العالم أجمع، وما ترتب على ذلك من استراتيجيات وتوجهات وفق رؤية حديثة، والنظر للحلول الابتكارية، مشيرةً إلى الانطلاق المباشر نحوَ أفق أرحب من المعالجات لمواجهة الجائحة بشكل مباشر للحدّ من خطورتـِها، إضافةً إلى تشكيل الواقع التعليمي الجديد، والاستفادة من التقنيات التعليمية؛ لكي تقوم بالدور التعليمي المنشود".
مبينة أنّ وزارة التعليم نهضت بقطاعاتها كافة لمواجهة فيروس كورونا كبقية مؤسسات الدولة، مستظلةً بتوجيهات القيادة الرشيدة -حفظها الله-، ودعمها غير المحدود لقطاع التعليم، مؤكدةً أنّ المسؤوليات التي تتحمّلها وزارة التعليم فرضت البحث المستمر عن الفرص كافة، والممكنات للحدّ من خطر تفشي الجائحة، ومواجهة تداعياتـها التي طالت التعليم في دول العالم، والبحث عن الحلول والبدائل الميسّرة لتقديم التعليم بوجه عام، والتعليم العالي بوجه خاص.
يذكر أنّ الفارس أشارت في كلمتها إلى سرعة تجاوب وزارة التعليم في الانتقال إلى مرحلة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد ضمن خطة محكمة؛ للخروج بالأهداف التعليمية لكافة أعضاء العملية التعليمية (الطالب، المعلّم، ولي الأمر، قائد المدرسة، المشرف التربوي)، مشيرةً إلى الدراسة التي أعدها المركز الوطني للتعلم الإلكتروني في المملكة بالشراكة مع عدة جهات مثل اليونسكو ISTE ، OECD ، OLC تحت عنوان: "الــــدراســــــة التوثيقيـــــــة الشاملـــــة للتعليــم الإلكتـرونــي للتعليــم العــام بالمملكــة"، والتي أبرزت فيها مجهودات المملكة في التحوّل الرقمي للتعليم مقارنةً مع 36 دولة؛ وفق مجموعة من المعايير التي تقيس الانتقال الاستراتيجي نحو التعليم عن بُعد، وتوفيرها لعدة أدوات وقنوات للتعليم مثل المنصات الإلكترونية، وقنوات اليوتيوب، والفضائيات، حيث خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات التطويرية التي عملت عليها الوزارة لاستئناف العام الدراسي وفق العناصر الأساسية في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، مثل: القيادة، والسياسات، والتشريعات، وتصميم المحتوى الإلكتروني، والتقنيات التعليمية، والتدريب والدعم والتقييم والتحسين، مؤكدة أنّ الوزارة تعمل ضمن إطار تطويري لتحليل الأبعاد المهمة لعملية التعليم الإلكتروني، بالإضافة إلى تحسينها بشكل مستمر بما يضمن تجويد التعليم الإلكتروني والتعلّم عن بُعد.