الاكتئاب أثناءالحمل..كيف؟ وما هي أسبابه؟

الاكتئاب أثناء الحمل يعّد من أكثر المشاكل التي تواجه عدداً كبيراً من النساء أثناء فترة الحمل، رغم أن فترة الحمل من أجمل وأسعد الأوقات التي يمكن أن تمر بها المرأة بحياتها، انتظاراً لتحقيق حلمها في الإنجاب وممارسة دورها العظيم.. الأمومة، ومع ذلك تسبب هذه الفترة لبعض النساء الخوف، الضغط العصبي، الارتباك، والذي يصل أحيانا إلى درجة الاكتئاب، عن الأسباب والعلامات وطرق العلاج تحدثنا الدكتورة نعيمة السكري أستاذة طب النساء والتوليد

ماذا يعني الاكتئاب أثناء الحمل؟

الاكتئاب نوع من عدم التوازن الهرموني، لذا نجد العديد من حالات اكتئاب الحمل لا تُشخّص خلال الحمل، إذ قد يعتقد العديد من الأشخاص أنّها مجرّد أعراض ناتجة عن اضطراب الهرمون الذي يحدث خلال هذه الفترة، إلّا أنّ هذا قد يكون خطيرًا على الأمّ والطّفل

ويشبه الاكتئاب أثناء فترة الحمل.. الاكتئاب ألسريري، وتعد تلك الاضطرابات المزاجية أمراضاً بيولوجية تشمل تغييرات في كيمياء المخ، ولكن يمكن معالجته والسيطرة عليه

حيث تؤثر التغيرات الهرمونية أثناء الحمل على المواد الكيميائية في المخ والمرتبطة بشكل مباشر بالاكتئاب والقلق، وتتفاقم تلك الأمور أثناء مواقف الحياة الصعبة أثناء الحمل

وتحدثنا الأرقام بأن حوالي 14-23% من النّساء الحوامل قد يعانين من أعراض الاكتئاب، الذي قد يكون مقلقًا ومخيفًا ومربكًا، لذلك ليس من المفاجئ أن يحدث الاكتئاب خلال فترة الحمل

يُعدّ اكتئاب الحمل من الأمراض القابلة للعلاج والتي يمكن السيطرة عليها، ويتشابه اكتئاب الحمل مع الاكتئاب العادي، كما من الممكن أن يزداد الوضع سوءًا نتيجة تعرّض الحامل للظروف الصّعبة والضّغوطات اليومية

أعراض اكتئاب الحمل

الاكتئاب..فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية

الشّعور بالتّعب والإرهاق أو اضطرابات النوم تعدّ طبيعيّةً أثناء الحمل، لكن عندما يترافق ذلك مع الشّعور بالحزن أو اليأس أو فقدان الاهتمام أو المتعة في الأمور التي كانت تستمتع بها الحامل من قبل يختلف الأمر

إذا كانت الحامل غير قادرة على العمل في حياتها اليوميّة، قد تكون الحامل مصابةً بالاكتئاب، وقد تُشخص الحامل بالاكتئاب في حال عانت من خمسة أو أكثر من الأعراض الآتية معظم اليوم ولكلّ يوم تقريبًا لمدّة أسبوعين على الأقلّ

(( فقدان الاهتمام بالأنشطة اليوميّة، أو الشّعور بأنّه لا يوجد شيء ممتع أو سعيد بعد الآن، الشّعور بالحزن أو الفراغ لمعظم اليوم وكلّ يوم، البكاء طوال الوقت، الشّعور بالغضب الشديد

الشّعور بالقلق، إيجاد صعوبة في التركيز، امتلاك طاقة منخفضة، أو التّعب الشديد الذي لا يخفّ مع الرّاحة، حدوث تغييرات في أنماط الأكل أو النّوم، مثل: الرّغبة بتناول الطّعام، أو النّوم طوال الوقت، أو عدم القدرة على تناول الطّعام

أو عدم النّوم على الإطلاق، وجود مشاعر غامرة من الشّعور بالذّنب، أو عدم الجدوى، أو اليأس، الشّعور بأنّ الحياة لا تستحق العيش))

عوامل تزيد من خطر اكتئاب الحمل

توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الحامل باكتئاب الحمل، ومن هذه العوامل:

القلق، ضغوطات الحياة، وجود تاريخ مرضيّ متعلّق بالإصابة بالاكتئاب، ضعف الدّعم الاجتماعي، الحمل غير المقصود، وعنف الشّريك في العلاقة

علاج اكتئاب الحمل

السيطرة على اكتئاب الحمل بالعلاج السلوكي

قد يكون بالأدوية، أو العلاج السّلوكي، أو كليهما، ومن الطّبيعي أن تشعر الحامل بالقلق حيال تناول أدوية الاكتئاب خلال الحمل، لذلك عادةً ما يوازن الطّبيب مخاطر تناول الدّواء خلال فترة الحمل وفوائده

وفي حال كانت الحامل تتناول أدوية الاكتئاب قبل الحمل يجب عليها عدم التوقّف عن تناولها قبل استشارة الطّبيب

في حال كانت السيدة الحامل تعاني من حالة خفيفة إلى متوسّطة من الاكتئاب، قد يكون من الممكن السّيطرة على الأعراض من خلال العلاج السلوكي وحضور مجموعات الدّعم النفسي

لكن في حال كان الاكتئاب الذي تعاني منه الحامل شديدًا يجب علاجه باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب والعلاج السلوكي معًا، ويجب على الحامل أن تعرف أنّ أيّ دواء مضاد للاكتئاب تتناوله خلال فترة الحمل سيعبر المشيمة ويصل إلى الجنين

وللأسف لا توجد معلومات كافية حول أمان هذه الأدوية على الطّفل، لكن في حال علاج حالات الاكتئاب الشّديدة فإنّ الفوائد تفوق المخاطر

بالإضافة إلى العلاج الدوائي والسلوكي مثل، ممارسة الرياضة؛ إذ إنّ ممارسة التّمارين الرّياضية تزيد من مستويات هرمون السيروتونين، وتقلّل من مستويات هرمون الضّغط الكورتزول طبيعيًا

الحصول على قسط كافٍ من الراحة: إذ إنّ قلّة النّوم قد تؤثّر على الجسم وقدرته على التّعامل مع الضغوطات والتحديات اليومية، لذلك يجب على الحامل الحصول على قسط كافٍ من النوم

الاهتمام بالنظام الغذائي: هناك ربط بين الأطعمة وتغيّرات المزاج، والقدرة على التعامل مع التوتر والوضوح العقلي

ويمكن أن تؤدّي الوجبات الغذائية الغنية بالكافيين والسكر والكربوهيدرات المصنعة والإضافات الاصطناعية والبروتين المنخفض إلى حدوث مشكلات تتعلّق بالصّحة العقلية والبدنية