نشهد اليوم تزايد في عدد النساء اللاتي يفضلن اللجوء للولادة القيصرية بشكل كبير عن الولادة الطبيعية؛ وذلك تفاديًا لخوض تجربة آلام الولادة التي تشعر بها كل أم قبل الولادة الطبيعية وخلالها، ولتتمكن أحيانًا من تحديد موعد الولادة حسب ظروفها مع الطبيب المتابع لها، في الوقت الذي نسمع دائمًا أن الولادة الطبيعية هي الأفضل والأسلم..هذا إن كان لديك فرصة للاختيار، ولم تكن ظروفك الصحية أو صحة جنينك ووضعه تستدعي الولادة القيصرية. عن فوائد الولادة الطبيعية وعرض لبعض الطرق المساعدة الممهدة لها يحدثنا الدكتور عبد الحميد بهاء أستاذ أمراض النساء والتوليد بالجامعة
أفضلية اللجوء للولادة الطبيعية
إذا كنتِ ترغبين في الاحتفاظ بوعيك وتكونين عضواً فعّالاً أثناء الولادة، فالولادة الطبيعية دون تخدير ستكون هي الطريقة المثلى لذلك، فبالرغم من الآلام المتوقعة، فالكثير من السيدات يشعرن بالقوة والرضا بعد خوضهن للولادة الطبيعية
معظم عمليات الولادة الطبيعية لا تحتاج إلى أي تدخّل جراحي. لذا فإن فرصة تعرّضك أو تعرّض طفلك للأذى أو الآثار الجانبية قليلة جداً مقارنة بالطرق الأخرى
احتفاظك بالوعي والحسّ أثناء الولادة يمكّنك من الحركة بصورة أكثر حريّة، وبالتالي فإنه سيكون باستطاعتك إيجاد أكثر الأوضاع راحة لك وتستطيعين المشاركة في دفع طفلك حين يطلب من طبيبك ذلك
الولادة الطبيعية تقلل بنسبة كبيرة من احتياجك لبعض الإجراءات المساعدة أثناء عملية الولادة ،على عكس الولادة بالتخدير التي تتطلب في كثير من الأحيان الحاجة لتحفيز انقباضات الرحم عن طريق بعض العقاقير، أو الحاجة لعمل قسطرة بوليّة
كل تلك الأشياء يمكن تجنبها بنسبة كبيرة جداً أثناء الولادة الطبيعية ،كما سيمكنك الحصول على الدعم والمساعدة من زوجك أو أحد أفراد أسرتك أثناء الولادة وسيساعدك ذلك على تحمّل الألم بشكل أفضل
إرشادات خاصة تساعدك على الولادة الطبيعية
أن تحصلي على دعم معنويّ خلال عملية الولادة من الأشخاص المقربين. يساعد ذلك على تخفيف توترك وفزعك بشكل كبير
النساء اللاتي تحصلن على دعم متواصل أثناء الولادة، تستغرق العملية لديهن وقتاً أقل ونادراً ما يحتجن إلى تدّخل طبي أو تخدير أو مسكّنات للألم
هناك بعض التمرينات الهامة الخاصة بكيفية التحكم في التنفّس أثناء الولادة والقدرة على الاسترخاء، يجب أن تتعلميها ما إن اتخذت قرارك بخوض الولادة الطبيعية
قد ينصحك طبيبك أيضاً بأن تتخيلي مكاناً يشعرك بالراحة أو أن تستحضري شيئاً لتتأمليه ليساعدك على بث الطمأنينة بداخلك؛ حيث أثبتت بعض الدراسات أن طرق الاسترخاء تلك تخفف من حدة الألم وتقليل نسبة التدخّل الطبيّ
في غياب التخدير أثناء الولادة، يمكنك تجريب أوضاع مختلفة كالوقوف أو الجلوس أو السجود أو أي وضع تشعرين فيه بالراحة، وهناك بعض النساء يشعرن بالراحة أكثر عند المشي قليلاً حول سرير المستشفى
المشي أثناء المراحل الأولى من عملية الولادة يساعد على تقليل وقت الولادة بحوالي ساعة أو أكثر، وإذا كان غير مسموح لك بالحركة، فبإمكانك اتخاذ أوضاع مختلفة أيضاً أثناء استلقائك على السرير
يساعدك التدليك على الاسترخاء وتقليل إحساسك بالألم أثناء الولادة لذلك تلجأ بعض النساء إليه إلى جانب الدعم المعنوي من أحد أفراد الأسرة مما يقلل حدة توترهن
وتلجأ أيضاً الكثير من النساء لعمل الكمّادات الباردة أو الساخنة أو مزيج من الاثنتين لتخفيف آلام الظهر أو أسفل المعدة
قد تشعرين بالراحة إذا غمرت نفسك بالمياه عند بداية إحساسك بآلام الولادة، فالمياه تساعدك على الاسترخاء وتخفيف الألم بشكل كبير
ولكن إذا بدأ السائل الذي يحيط بالجنين في الخروج، فلا يجب أن تغمري نفسك بالمياه؛ لأن هذا يعرّضك للعدوى
فوائد الولادة الطبيعية..وما بعدها
تعد فترة التعافي التي تحتاجها الأم بعد الولادة أقل في حالات الولادة الطبيعية مقارنة بالولادة القيصرية، على رغم ما تشعر به من آلام قبل الولادة وخلالها
حيث تغادر الأم المستشفى بعد الولادة مباشرة أو بعد 24 ساعة، وتستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعي
تحتاج الأم في حالة الولادة القيصرية من 3 إلى 5 أيام. كما تحتاج إلى 3 أسابيع تقريبًا حتى يكتمل التئام الجرح، وتتمكن من ممارسة حياتها الطبيعية مرة أخرى
تساعد الولادة الطبيعية على تكوين رأس الجنين، وتساعد عظام الجمجمة على أخذ الشكل المناسب، كما تزيد الولادة الطبيعية من الارتباط ما بين الأم وطفلها
احتمالات التعرض للعدوى تقل في حالة الولادة الطبيعية، لعدم التدخل بأدوات جراحية أو تعريض أنسجة الجسم للهواء على عكس الولادة القيصرية
تساعد التقلصات الرحمية التي تحدث خلال المخاض على تهيئة رئتي المولود ليتنفس الهواء، كما تقل لديه فرص الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي
على عكس مواليد العملية القيصرية فهم معرضون بشكل أكبر لحدوث مشكلات في التنفس
تعزز الولادة الطبيعية الجهاز المناعي للطفل، حيث يلتقط بعض أنواع البكتيريا المهبلية الجيدة من الأم، التي تساعده على تحضير وتدريب جهازه المناعي، وتكون سببًا في رفع مناعته ووقايته من الأمراض
تعزز الولادة الطبيعية نمو الدماغ ووظائفه، وتؤثر على السلوك الفكري للأطفال، كما لا تجعلك الولادة الطبيعية عرضة لتكون الجلطات التي قد تحدث أحيانًا بعد الولادة القيصرية
نتيجة للمكوث فترات طويلة في الفراش، ما يؤدي لركود الدم في أوردة الساق فيصبح أكثر عرضة لتكون الجلطات
تحافظ الولادة الطبيعية على الشكل الجمالي للبطن دون خطوط أو آثار جرح الولادة القيصرية، كما تقلل الولادة الطبيعية من التعرض لاكتئاب ما بعد الولادة
والذي يعد أهم أسبابه شعور الأم بأنها غير قادرة على الحركة، أو الرجوع إلى نمط حياتها الطبيعي والاعتناء بطفلها
ولكن في حالة الولادة الطبيعية يقل هذا الشعور لديها بل قد تشعر بالقوة، لأنها كانت قادرة على تحمل ألم الولادة، ويمكنها أن تتحرك دون الشعور بآلام جرح الولادة القيصرية
والآن عزيزتي الحامل هل لديك إضافات جديدة عن أهمية الولادة الطبيعية؟ اكتبيها في المربع أدناه وشاركينا الرأي