من المعتاد أن النساء الحوامل يشعرن بالتعب، ففي نهاية المطاف، يعمل جسمك بجهد إضافي لنمو الطفل. لكن الشعور بالضعف أثناء الحمل غالباً ما يكون أكثر بكثير من مجرد النعاس. فالأمر يتعلق بعدم القدرة على الحركة أو العمل بشكل طبيعي، على سبيل المثال، قد تشعرين بالدوار أو الإغماء، خاصة عند الوقوف. قد تصابين بالرعشة أو التعرق أو الارتباك أو الانفعال. لا تستبعدي الصداع أو الرؤية غير الواضحة أيضاً، حتى لو حصلت على نوم جيد خلال الليل، فقد تشعرين بالإرهاق الشديد بحيث لا تتمكنين من ممارسة جميع أنشطتك العادية. وقد يبدو هذا مخيفًا، لكن الضعف العرضي أثناء الحمل هو في الواقع أمر شائع جدًا، ولحسن الحظ، من السهل التحكم فيه. حيث تتسبب زيادة إفرازات هرمونات الحمل وعلى وجه الخصوص هرمون البروجيسترون، بالتعب والإرهاق للحامل، وأحياناً قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وانخفاض نسبة السكر في الدم، وعادة يستمر تأثير هذا الهرمون حتى الأسبوع التاسع أو العاشر، وبعد ذلك تخف معاناة الحامل بعض الشيء، حيث يؤكد الأطباء والاختصاصيون أن الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل تكون متعبة للحامل، بالذات الحوامل الجدد اللائي لم يسبق لهن الحمل، وأوردوا لقارئات "سيدتي وطفلك" بعض الدراسات.
متى تكون ذروة الألم
تخبرنا السيدة مروة عبدالقادر عن تجربتها في الشعور بالضعف أثناء الحمل، مستندة على دراسة بريطانية أظهرت أن 60 إلى 65% من الحوامل يعانين من مراحل التعب خلال الحمل بالذات خلال الأسابيع الأولى وتصل ذروة الألم والمعاناة في الأسبوع العاشر، حيث تبدأ المشيمة في التكون، إلى جانب زيادة الضغط على منطقة أسفل البطن يرافق ذلك آلام في الظهر، وكثرة تردد الحامل على الحمام ما يزيد من معاناتها بالذات ليلاً، لعدم القدرة على النوم المتواصل. كما أشارت إلى أن 80% من السيدات الحوامل يعانين من الغثيان في الشهور الأولى من الحمل وأن 50% منهن يعانين من الغثيان والتقيؤ وتنخفض هذه النسبة بشكل كبير بعد الأسبوع 14 من الحمل أي بعد اكتمال الثلث الأول للحمل.
لماذا قد تشعرين بالضعف أثناء الحمل؟
هذا السؤال راود مروة كثيراً عندما عرفت بحملها، وبدأ الوهن يسكنها، وهو أول ما طرحته على الطبيب، متسائلة هل هي ضريبة المولود الجديد، أم هناك مشاكل وعثرات لا بد من الاهتمام بها، وهي موجودة أصلاً في جسدي، واتضح أمرها مع حدوث الحمل؟ هناك مجموعة من الحالات يمكن أن تسبب الضعف أثناء الحمل ويمكن أن تحدث في أي وقت خلال تلك الأشهر التسعة.
انخفاض نسبة السكر في الدم
أول المتهمين الذين يتسببون بالشعور بالضعف أثناء الحمل هو انخفاض نسبة السكر في الدم. لأنه، كما أخبرني الطبيب، عندما يرتفع معدل التمثيل الغذائي لديك وتتغير مستويات الهرمونات لديك في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ومع ذلك تتقلص شهيتك، بسبب الغثيان والنفور من بعض الأطعمة والروائح - ينتهي بك الأمر إلى تناول سعرات حرارية أقل مما تحتاجينه، ويمكن أن يحدث نفس الشيء في الثلث الثالث من الحمل عندما يختفي غثيان الصباح ولكن الطفل يضغط على معدتك، مما قد يسلب شهيتك أيضًا. مهما كانت الحالة، فإن عدم تناول ما يكفي من السعرات الحرارية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، والذي بدوره يمكن أن يجعلك تشعرين بالضعف أو التذبذب.
مشكلة الجفاف
الجفاف يمكن أن يجعلك تشعرين بالضعف أثناء الحمل. حيث تزداد احتياجاتك من الماء عندما تكونين حاملاً، حيث تحتاج الحامل إلى (2.7 لترًا) من السوائل يوميًا، فالماء ضروري لنمو المشيمة التي تغذي الطفل وتحميه طوال فترة الحمل. والترطيب الكافي يساعد في ضمان حجم دم صحي، ما يسهل نقل العناصر الغذائية والأكسجين من الأم إلى الطفل.
انخفاض ضغط الدم
قد تشعرين أيضًا بالضعف أثناء الحمل عندما تكونين محمومة، وغالبًا ما يكون هذا الشعور مصحوبًا أيضًا بالدوار والغثيان، ما يؤدي فقط إلى الرغبة في الاستلقاء في أي مكان. والأكثر من ذلك، أن ضغط الدم ينخفض بشكل طبيعي أثناء الحمل، حيث إن التحولات الهرمونية تريح نظام القلب والأوعية الدموية، وتتسبب في توسع الأوعية الدموية، وهي أعراض تؤدي إلى تفاقم أي شعور بالضعف.
نقص الحديد
نقص الحديد يمكن أن يكون السبب أيضا. فمتطلباتك لهذا المعدن المهم ترتفع بشكل كبير عندما تكونين حاملاً. عدم الحصول على ما يكفي مع مرور الوقت يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم (المعروف أيضًا باسم نقص الحديد)، وهي حالة تتميز بالتعب، والدوخة، أو الضعف. والمشكلة أنه قد تتشابه أعراض نقص الحديد عند الحامل مع أعراض الحمل، مثل الدوخة، ويختلط الأمر على المرأة ويتأخر تشخيصها بنقص الحديد، حيث تعاني من التعب عند القيام بأي مجهود بسيط، وضيق التنفس. خصوصاً عند الحمل بتوأم.
ويجب تمييز مستوى الحديد أثناء الحمل عن مستوى الهيموجلوبين المحتوي عليه - تحديد نسبة الهيموجلوبين هو العنصر الأكثر شيوعًا في تعداد الدم المستخدم لتقييم استقلاب الحديد. وقد نصحني الطبيب، وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية (WHO)، أن يبدأ فقر الدم أثناء الحمل عند مستويات Hb أقل من 11 جم / ديسيلتر.
ماذا تفعلين حيال الضعف أثناء الحمل؟
علمني الطبيب قواعد معينة لإزالة الضعف، حيث قال لي:
اجلسي واسترخي وخذي نفساً عميقاً
عندما يبدأ هذا الشعور بعدم الاستقرار في الظهور، لا تحاولي تجاوزه، بل اجلسي، واستلقي على جانبك الأيسر، أو إذا كنت تقودين السيارة، فتوقفي بحذر على جانب الطريق". "خذي نفساً عميقاً وازفريه ببطء." إذا استطعت، فإن رفع قدميك يمكن أن يساعد هذا في تدفق المزيد من الدم إلى دماغك والبدء في تخفيف الدوخة.
ابقي جالسة لمدة 15 أو 20 دقيقة على الأقل. وبمجرد أن تشعري بعودة طاقتك، انهضي ببطء. في بعض الأحيان، الوقوف بسرعة كبيرة قد يجعلك تشعر بالدوار مرة أخرى.
قسمي وجباتك اليومية واشربي المزيد من الماء
أدخلي بعض الطعام والسوائل إلى نظامك (أو الأفضل من ذلك، إذا كان هناك أشخاص بالقرب منك، فاطلبي منهم المساعدة). المشروبات الرياضية هي وسيلة رائعة للترطيب. وتحتوي الوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات مثل البسكويت أو الفاكهة على سكريات سهلة الهضم توفر الطاقة لجسمك لاستخدامها على الفور.
ولتلافي حدوث هذا الضعف المفاجئ معك، تناولي الطعام بشكل متكرر، وحاولي أن تأكلي وتشربي الماء كل ساعتين للحفاظ على ثبات مستويات السكر في الدم أثناء الحمل. احملي معك وجبات خفيفة في جميع الأوقات، حيث تعتبر حفنة من المكسرات والتفاح وزبدة الفول السوداني مثالية. ولا تنسي أن تشربي الكثير من الماء، يجب على النساء الحوامل تناول 10 أكواب يوميًا.
افحصي كمية الحديد في دمك
انتبهي إلى كمية الحديد التي تتناولينها. تحتاجين إلى 27 ملغ من الحديد يوميًا أثناء الحمل (مقارنة بـ 18 ملغ عندما لا تكونين حاملاً). وتعد اللحوم الحمراء والفاصوليا والدواجن والخضروات الورقية والحبوب المدعمة مصادر جيدة وغنية بالحديد، ولكن إذا كانت مستويات الحديد لديك منخفضة، فقد يوصي طبيبك بتناول مكملات غذائية.
عادات يومية لا تنسيها
ارتدي ملابس خفيفة الوزن وفضفاضة إذا كنت تميل إلى الشعور بالحرارة، في الأيام الدافئة والصعبة، فكري في البقاء بالداخل خلال الجزء الأكثر حرارة من اليوم وحصني نفسك عندما تكونين بالخارج.
حيث يمكن لبعض العادات الجيدة أن تقطع شوطاً طويلاً نحو مساعدتك على الشعور بأنك أقوى وأكثر ثباتاً وأكثر نشاطاً، لذلك قومي بتغيير طريقة جلوسك، وانهضي ببطء. يمكن أن يؤدي الوقوف أو الجلوس في اتجاه واحد لفترة طويلة إلى تجمع المزيد من الدم في قدميك وساقيك بعيدًا عن دماغك.
لا تثقي بكل المعلومات التي تسمعينها
إن المرأة وقبل فترة الحمل يجب أن تكون مهيأة للحمل من جهة الاطلاع على المعلومات، والتغيرات المترافقة للحمل منذ اللحظة الأولى، ما يساعدها على الاستعداد الجيد والابتعاد عن الخوف من أعراض الحمل، وهذا من شأنه أن يعزز من قدرتها على تحمل أي متاعب مترافقة للأسابيع الأولى منه.
فنسبة كبيرة من الحوامل وبالذات الجديدات يلجأن إلى الاستماع إلى صديقاتهن وعدد من السيدات اللاتي يقدمن نصائح تختلف من سيدة لأخرى ويتجهن لأخذ المعلومات من مصادر غير موثوقة على السوشيال ميديا، ما يزيد من قلق الحامل ويجعلها في حالة من التوتر، وهذا بدوره يضاعف من متاعب الحمل خلال الأسابيع الأولى، ومن هنا يجب على الحامل عدم الاستماع لأي نصائح من الصديقات عند الشعور بأي متاعب، وضرورة التأكد من مصدر المعلومات وضرورة التوجه للطبيب المختص الذي بدوره يحدد الحالة الصحية للحامل والطريقة الصحيحة للتعامل مع أي متاعب قد تشعر بها.
هل تدركين حالة الحمل الضعيف.. أسبابه وكيف تتخطينه؟
حلول لمتاعب خلال الأسابيع الأولى من الحمل
- ابتعدي عن تناول الأغذية ذات الزيوت والبهارات الكثيرة، لتجنب الغثيان الذي يسبب نوعاً من الإحباط.
- ابتعدي عن تناول الكافيين أثناء الحمل تماماً، وبالذات ليلاً لتجنب الاستيقاظ بكثرة الذي يسبب لها إزعاجاً ومتاعبَ.
- اهتمي بممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي، وتجنب الجلوس ساعات طويلة، والحرص على المشي قليلاً كل ساعتين لدوره في تخفيف التوتر.
- احصلي على دعم الأهل، فهو مهم في توفير الجو الملائم للحامل بعيداً عن أي توترات قد تزيد من معاناتها.
- ابتعدي عن التوتر والخوف، ومراقبة فقر الدم وأي أمراض مرتبطة بالحمل مثل سكري الحمل والضغط التي تزيد من معاناة وقلق الحامل وتوترها.
- راجعي طبيب الأمراض النسائية والولادة طوال فترة الحمل دورياً للتأكد من سلامتك وسلامة الجنين، لكن أي آلام حادة أو أي نزيف تشعر به الحامل عليها فوراً مراجعة الطبيب المختص.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص