تعتبر متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال (MIS-C) نادرة، إلا أنَّ معظم الأطفال الذين يصابون بها يمكنهم الشفاء بعد التشخيص السريع، وعند حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة للحدّ من تفاقم الحالة وتحقيق الشفاء التام. وتتميز هذه الحالة الصحية بمجموعة من العلامات والأعراض، دون أن توصف كداء بحد ذاتها. إذ إن معظم الأطفال الذين يصابون بفيروس كوفيد- 19 يصابون بأعراض طفيفة فقط.
سُجلت العديد من الحالات بين الأطفال في لبنان الذين تفاقم وضعهم الصحي بعد عدة أسابيع من الإصابة بكوفيد-19، وأصيبوا بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة، حيث تعرّضت بعض الأعضاء والأنسجة لديهم، مثل القلب أو الرئتين أو الأوعية الدموية أو الكلى أو الجهاز الهضمي أو الدماغ أو الجلد أو العينين إلى التهاب شديد. وتتعاون مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها ومعاهد الصحة الوطنية مع الأطباء والباحثين في جميع أنحاء العالم، من أجل معرفة المزيد عن عوامل الخطورة المرتبطة بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال وتبادل البيانات وتحسين وسائل تشخيص هذه المتلازمة وعلاجها.
إنقاذ حياة الطفل إبن الثماني سنوات
وفي هذا الإطار أعلن المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت AUBMC ، عن تمكنه من إنقاذ حياة طفل بلغ من العمر ثماني سنوات تمَّ تشخيص حالته بما يعرف بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال (MIS-C) وهي من الحالات الأوائل التي يتم تسجيلها في لبنان، والتي ترتبط مباشرةً بفيروس كوفيد-19 وتصنّف خطيرة، حيث تمَّ تسجيل عدد من الحالات بين أطفال الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
وأكدَّ المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على أهمية نشر وتعزيز الوعي حول متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال (MIS-C)، لا سيما أنه من المتوقع أن نشهد المزيد من هذه الحالات في ظل استمرار انتشار جائحة كوفيد-19.
وأشار الأطباء المعالجون إلى أهمية التشخيص السريع لمثل هذه الحالات، حيث يُعتبر اعتماد نهج متعدد التخصصات، أمراً ضرورياً لإنقاذ حياة الطفل من خلال المتابعة الدقيقة بدءاً من غرفة الطوارئ وصولاً إلى فريق العناية المركزة والأمراض المعدية وطب القلب للأطفال.
وقالت الدكتورة ماريان مجدلاني، رئيسة قسم العناية المركزة للأطفال: "يُعد الـ MIS-C من المضاعفات الخطيرة لكوفيد-19؛ يتعافى معظم الأطفال دون الحاجة إلى رعاية مركزة ولكن يجب أن يكون الأطباء واعين لمثل هذه الحالات، وعند الشك، فإنَّ الإحالة المبكرة إلى المراكز المتخصصة ضرورية للمباشرة بالعلاج المناسب".
وأكد المركز على أهمية تعزيز الوعي بين العائلات والطواقم الطبية، للتنبه من الأعراض الخطيرة التي قد يشعر بها الأطفال المصابون بفيروس كوفيد-19، وذلك لتقديم خدمات الإحالة منذ المراحل المبكرة. وأشار المركز إلى خطورة المضاعفات التي قد تصيب الأطفال بعد انقضاء عوارض كوفيد- 19 والتي قد تسبب وفاة الطفل في حال لم يتم تشخيصها والتعامل معها سريعاً في إطار بيئة طبية مجهزة ورعاية مركزة.
تابعي المزيد: أمراض اكتشفت في عام 2020
