شكل انتخاب سمية العمراني عضواً في اللجنة الأممية لحقوق الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، تتويجاً لمسار حافل من العمل الإنساني الذي اعترف به على المستوى الدولي والأممي، وأصبحت العمراني، من خلال هذا الانتخاب الذي احتفت به الفعاليات المدنية على مستوى المغرب والخارج، تمثل المرأة العربية والمسلمة في محفل دولي بارز، لا يطأه سوى من له دراية بالعمل الإنساني الخاص بذوي الإحتياجات الخاصة وله صيت عالمي في هذا المجال الإنساني المميز.
تأييد دولي
جرى انتخاب هذه المرأة العربية، وهي الرئيسة المؤسسة لتحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب، في نيويورك الأمريكية، بمناسبة الاجتماع الـ13 للدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، حيث حظي ترشيحها بتأييد 103 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وتنافس 27 مرشحا آخرين على 9 مناصب شاغرة في لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي هيئة مكونة من خبراء مستقلين يسهرون على التطبيق الأمثل للدول الأطراف للاتفاقية، المصادق عليها في دجنبر 2006، بهدف "تعزيز وحماية وضمان تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة، بشكل كامل ومتساو، بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتعزيز احترام كرامتهم المتأصلة".
وترى الجهات الدبلوماسية المغربية أن سمية العمراني تعد شخصية معروفة ومشهوداً لها بعملها وانخراطها في عدة جمعيات ومؤسسات وطنية ودولية للدفاع عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
من هي سمية العمراني؟
كرست سمية العمراني جزءا كبيرا من حياتها للاهتمام بحقوق الأشخاص المصابين بالتوحد وإثارة الانتباه إلى الحقوق التي ينبغي أن يستفيدوا منها من أجل حياة عادية في محيط مختلف عنهم، ومن أجل تحقيق الأهداف التي سطرتها لهذا الأمر، أسست تحالف الجمعيات العاملة في مجال التوحد بالمغرب الذي يعمل على جعل قضية الأشخاص المصابين بالتوحد أولوية في السياسات العامة الخاصة بذوي الإعاقة في المغرب وعلى المستوى الدولي.
وشكل هذا التحالف عنصراً أساسيا في الترافع من أجل حقوق الأشخاص ذوي التوحد، إذ نظمت عدة قوافل وحملات تحسيسية على المستويات الجهوية والوطنية، مما أكسبها تجربة ميدانية أهلتها لكي تكون حلقة كبرى في إعداد وتنظيم المؤتمر الدولي الأول للتوحد لسنة 2014.
وتأتي هذه الفعالية المثمرة من اقتناع سمية العمراني بأن التعليم والتربية نافذة هامة لذوي التوحد لممارسة جميع الحقوق التي يكفلها القانون.
وتوج عملها في المغرب بتعيينها في منصب عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ونائبة رئيس التحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
ويبدو أن اهتمام هذه المرأة العربية، التي تلقت تربيتها الأولى في مدينة فاس العريقة (جنوب وسط)، كون إحدى بناتها الثلاث (تبلغ من العمر 25 سنة) لديها إعاقة التوحد.
النهوض بأوضاع الأشخاص التوحديين
ومما زاد من اهتمام سمية العمراني بمجال حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد أنها من خريجي كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية سيدي محمد بنعبد الله بفاس، حيث حصلت على إجازة في العلاقات الدولية سنة 1988 لتنتقل فيما بعد إلى كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط لتحصل سنة 1991على شهادة الدراسات العليا في العلاقات الدولية والعلوم السياسية.
ساهمت العمراني، العضوة باللجنة العلمية الأخلاقية للمؤسسة الدولية للبحث التطبيقي حول الإعاقة، بشكل فعال في تبني العديد من المؤتمرات الدولية لتوصيات تؤسس لحقوق هامة لذوي الإعاقة، وخاصة الأشخاص الذين يعانون من التوحد، حيث أثارت الانتباه بمداخلاتها واقتراحاتها المتعددة، حيث انتدبت كعضو في هيئة الخبراء المشاركين في تأطير المؤتمر الدولي للتوحد الذي انعقد خلال السنة الماضية بمدينة نيس الفرنسية.
ووضعت اسمها في إعداد برامج في مجال النهوض بأوضاع الأشخاص التوحديين والأفراد في وضعية هشاشة، لأنها تعتبر أن من بين السبل الأساسية لحياة عادية لذوي التوحد تنطلق من تعزيز قدراتهم وتكوين أسرهم على طريقة التعامل المثلى معهم، مع تحسيس المجتمع بأهمية الاندماج الواعي لهذه الشريحة في الحياة العامة بكل سهولة.