من الأسماك إلى الضفادع، وغيرها من الحيوانات الأكثر إثارة للاهتمام في العالم بسبب طبيعة جلدها الشفّاف، الحيوانات الشفافة العجيبة، لم يتأكد العلماء تماماً من كيفية تطور هذه الحيوانات لهذا الشكل من شفافية جلدها؛ حتى امتزجت مع البيئة المحيطة بها؛ حتى لا تكون هذه الحيوانات فريسة سهلة لغيرها، وُهبت هذه الميزة من شفافية جلدها حتى اختفت عن أعيُن مُفترساتها، يقول سونك جونسن، وهو عالم وكاتب في مجلة ساينتفيك أمريكان:
«تقريباً جميع حيوانات المحيط التي لا تمتلك أسناناً أو سموماً لتحميها، أو لا تستطيع الهرب من الحيوانات المفترسة، لها القدرة على التخفي»، فى الواقع؛ فإن شفافية الجلد شائعة في الأعماق؛ حيث لا تصل أشعة الشمس، العديد من هذه المخلوقات تعتمد التخفي من أجل الحفاظ على حياتها، وتتراوح نسبة الضوء الذي يمكن أن يمر من خلال جسدها بين 20 و90 في المئة.
تتراوح هذه الحيوانات في حجمها من بوصة إلى حجم أكبر من كرة السلة، ويتم رصد هذه الكائنات الشفافة عن طريق محتويات بطونها المرئية، أو عن طريق انعكاس الضوء عن أسطح أجسامها، أو نتيجة التقرّح اللوني على بشرتها، ولكنها في المجمل غير مرئية إلا عن بعد بضع بوصات منها، والميزة الأساسية من كونها مُنفذة للضوء، هي إمكانية هذه الكائنات على التمويه في أكثر من عمق ومن أكثر من زاوية؛ وفقاً لموقع Bbc earth.
الأخطبوط الزجاجي
يعتبر الأخطبوط الزجاجي أحد أكثر الكائنات الغامضة الموجودة، يعيش في أعماق البحار، ويكاد يكون غير مرئي في موطنه البحري، فقط أعضاء الجهاز الهضمي والعينان معتمة.
على عكس العيون المستديرة الكبيرة للعديد من أنواع الأخطبوط المختلفة؛ فإن الأخطبوط الزجاجي له عيون تبدو مستطيلة الشكل تقريباً من الجانب، قد يساعد شكل العين الأسطواني على إخفاء الأخطبوط في المحيط المفتوح؛ حيث لا يوجد مكان للاختباء.
الضفادع الزجاجية
تم العثور على الضفادع الزجاجية في أمريكا الوسطى والجنوبية، وخاصة في غابات السحب، تتميز بلونها الأخضر الليموني؛ فإن غالبية أعضائها الحيوية واضحة للعيان بسبب شفافية جلدها؛ لذا يمكنك رؤية شكل أعضائها وعظامها وأوعيتها الدموية، في بعض الأنواع تكون العظام المرئية خضراء، في حين أن أعضاء أخرى شفافة أيضاً.
قنديل البحر القمر:
يمكن القول إنها واحدة من أكثر الحيوانات الشفافة التي يمكن التعرف عليها؛ خاصة بالنسبة لمرتادي الشواطئ الأوروبيين؛ حيث غالباً ما تتواجد على الشواطئ، إن قنديل البحر القمر يطفو بالقرب من سطح الماء، هناك تحبس العوالق على جسمها المغطى بالمخاط، وتحركها إلى فمها لتلتهمها، اللوامس مغطاة بخلايا لاذعة يمكنها الصعق عند مرور الأسماك الصغيرة.
سمكة كينوجاستر نوكتيفادا
لم تُعرف هذه السمكة منذ فترة طويلة، ويعني لقبها اللاتيني «المتجول الليلي ذو البطن الزرقاء»، ولكن بصرف النظر عن البطن والرأس، تكاد تكون شفافةً تماماً.
تم اكتشافها في ريو نيغرو البرازيلية عام 2011، ويبلغ طولها 17 ملم «0.7 بوصة» فقط، وتعتبر أصغر سمكة في العالم.
جوز البحر «الهلام الممشط»
جوز البحر حيوان بحري يتحرك ببطء، وليس لديه عيون أو دماغ، ويبدو بشكل أساسي مثل فقاعة شفافة، إنه ليس قنديل البحر، ولكنه هلام ممشط؛ فبدلاً من دفع نفسه عبر الماء مثل قناديل البحر، يعمل الهلام الممشط بواسطة صفوف من الهياكل المجهرية الشبيهة بالشعر التي تهتز، هذه تشبه الأمشاط، ومن هنا جاءت تسميتها.
جوز البحر شفاف، لكن أمشاطه تبعث الضوء في قوس قزح من الألوان، يخلق هذا شبكة من أضواء حبل النيون النبضة، ينتج الحيوان أيضاً توهجاً بيولوجياً أزرق مخضراً، باستخدام خلايا متخصصة تسمى الخلايا الضوئية.
تستخدم أمشاطها لاصطياد الفريسة، وتدفع المياه المليئة بالعوالق الصغيرة مباشرة إلى فمها، الجوز البحري هو من الحيوانات المفترسة الشرهة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على شبكات الغذاء.
تم إدخالها بالصدفة إلى البحر الأسود عن طريق سفن الشحن، وشقت طريقها عبر الكثير من العوالق؛ مما حرم الحيوانات مثل الأسماك من الطعام؛ حتى أعداد الحيوانات الكبيرة مثل الدلافين والفقمات قد انخفضت.