يُحتفى بالشهر العالمي للتوعية حول سرطان عنق الرحم كل عام في شهر يناير/كانون الثاني. وبهذه المناسبة يحاور "سيدتي نت" الدكتورة منى تهلك، المدير التنفيذي لمستشفى لطيفة للنساء والأطفال في دبي، حول هذا النوع من السرطان الذي يحصد المزيد من الوفيات، في حين يمكن الوقاية منه.
1- ما هو سرطان عنق الرحم؟ وهل من إحصائيات لأعداد المصابات به في العالم العربي؟
هو سرطان يصيب الجزء السفلي من الرحم المسمى بعنق الرحم، بالنسبة للإحصائيات فهناك سجل للأمراض السرطانية، ويختلف من بلد إلى الآخر، بناءً على مقدم الخدمة الصحية في ذلك البلد، ونظراً لتشعبها وعدم دقة معظمها، فليست لدينا أعداد حقيقية تمثل المصابات به في العالم العربي، ولكن لاحظنا من الزملاء في المستشفيات أنه هناك توجه إلى تشخيص أعداد أكبر وأكبر من المصابات بسرطان عنق الرحم، عما كان في السابق منذ حوالي 20 أو 30 عاماً في العالم العربي.
2- يُحكى عن تراجع في الأعداد بين النساء حول العالم.. هل هذا صحيح؟
في الدول المتقدمة هناك فعلاً تراجع في أعداد النساء المصابات بسرطان عنق الرحم، وذلك يرجع إلى وجود نظام كشف مبكر ما قبل السرطان، وعن طريق مسحة الـ"باب" التي تخضع لها النساء بصفة روتينية، وبالتالي يتم الكشف عن سرطان عنق الرحم في مرحلة ما قبل السرطان، وقبل أن يتطور، لذلك تراجعت الأعداد في أوروبا وأميركا.
للأسف في الدول العربية لا يوجد هذا البرنامج للكشف المبكر للسرطان بطريقة صحيحة ليشمل جميع النساء، لذلك نجد أعداد الإصابات بسرطان عنق الرحم أو مرحلة ما قبل السرطان في تزايد مستمر في العالم العربي.
3- فحص "مسحة عنق الرحم"، في أي عمر يجب أن تبدأ به الفتيات؟
يفضل البدء في عمر 21 عاماً فما فوق، أو إذا كانت متزوجة.
4- هل الإناث اللواتي لا يمارسن العلاقة الجنسية، يجب أن يخضعن أيضاً لهذا الفحص؟
لا، إذا كنَّ لا يمارسن العلاقة الجنسية، فلا يجب أن يخضعن لهذا الفحص.
5- ماذا عن اللقاح الواقي؟ هل أثبت فعاليته؟ وفي أي سن يجب أن يؤخذ؟
نعم، اللقاح الواقي يعتبر سابقة في عالم الطب، حيث إنه يمنع الإصابة بسرطان قوي، وقد أثبت فعاليته، فلقد أكملنا استخدام هذا اللقاح تقريباً 12 -13 عاماً. وأثبتت تحاليل الدم تشكيل مناعة عند المريضة التي تلقت اللقاح، ومنع أيضاً تكوّن خلايا ما قبل السرطان عند أخذ مسحة عنق الرحم من نساء أخذن اللقاح الواقي. وبالتالي سوف نرى على المدى الطويل أن هناك تراجعاً في أعداد النساء المصابات بالسرطان بسبب اللقاح .
يجب أن يؤخذ بدءاً من سن 12 عاماً، وكان في السابق يوصى للنساء حتى سن 26 عاماً، ولكن الآن زادت السن، حتى الـ45 عاماً.
أخذ اللقاح مبكراً يوفر مناعة أقوى وأفضل.
إذا أعطي للبنات قبل سن الـ15، يُعطى جرعتين فقط خلال 6 شهور، أما إذا كان عمر الفتاة يزيد على 15 سنة؛ فيُعطى لها ثلاث جرعات، خلال 6 شهور.
تابعي المزيد: كيف نميز بين التهاب الحلق العادي وذلك الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا؟
6- هل تنصحين الذكور بتلقي اللقاح أيضاً؟
نعم، يُنصح بتلقي اللقاح، ولكن الآن الجهود الدولية مركزة على إعطاء اللقاح للنساء، حيث إنهن متضررات أكثر من الرجال؛ بسبب تكوين الخلايا ما قبل السرطانية في عنق الرحم، وتكوّن سرطان عنق الرحم.
عند الرجال الفيروس يسبب سرطان القضيب، ولكن بنسبة أقل بكثير.
لذلك التركيز أكثر على النساء، علماً بأنّ بعض الدول شملت الرجال ببرنامج التطعيم مثل أستراليا، وذلك ساعد على تقليل الإصابة لدى النساء أيضاً.
7- بعد سن الخمسين وغياب الطمث، يوصي بعض الأطباء بإجراء فحص مسحة عنق الرحم كل ثلاث سنوات؟ ما رأيك بذلك؟
نعم، لابد من إجراء مسحة عنق الرحم حتى بعد انقطاع الطمث، والتوصيات عادة ما بين سنتين وثلاث.
وهناك أيضاً فحوص حديثة توصي بالفحص عن الفيروس في عنق الرحم، فإذا كان الفيروس المسبب في سرطان عنق الرحم موجوداً، فلابد من إعادة المسحة كل 6 شهور إلى سنة.
أما إذا كان هذا الفيروس غير موجود، فيمكن إجراء المسحة كل ثلاث إلى خمس سنوات؛ لأن غياب الفيروس يدل على غياب السرطان.
8- هل من تطور معين في علاج سرطان الرحم؟ وما هي العلاجات المتاحة اليوم ومدى نجاة المريضة؟
العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحي.
سرطان عنق الرحم عند تشخيصه، لا بدّ من إجراء الإشعاعات والفحوص لتحديد المرحلة، فإن كان في عنق الرحم فقط؛ فهو في المرحلة الأولى، أما إذا كان قد انتقل من عنق الرحم إلى الأنسجة المصاحبة؛ يكون انتقل إلى المرحلة الثانية أو الثالثة أو الرابعة للانتشار في الجسم.
ففي المرحلة الأولى وهي البداية، هناك علاجات جراحية، ويفضّل أن تكون في مركز متخصص، ويكون مشرفاً عليها بالجراحة؛ لأنه يسمى استئصالاً جذرياً للرحم مع استئصال العقد الليمفاوية في الحوض، وهذا يفضل أن يكون تحت إشراف استشاري أورام نسائية، يتم من خلال جراحة فتح البطن، أو من خلال المناظير الجراحية.
وإن كان سرطان عنق الرحم في المرحلة الثانية أو الثالثة؛ فيكون العلاج الإشعاعي بالحوض خارجياً وداخلياً هو العلاج الموصى به.
أما إذا كان في المرحلة الرابعة؛ أي كان منتشراً بالجسم، فيُنصح بالعلاج الكيميائي.
تابعي المزيد: أعراض وعلاج التصلب المتعدد