هل اقتناء هاتف محمول لطفل أو مراهق دون سن الرشد فكرة حسنة؟ هذا هو السؤال الذي أصبح يؤرق مضجع الوالدين في وقتنا الحاضر. فبين رغبة الأطفال والمراهقين في منافسة أقرانهم، والحصول على أحدث الأجهزة الإلكترونية، والتي تدفعهم إلى عوالم مفتوحة من المحتويات، بعيداً عن رقابة الأهل، وصولاً إلى مسؤوليات الوالدين المادية والتربوية، مع رغبتهم في التواصل مع أبنائهم أينما يكونون، خاصة مع تعدد الأبناء وتعدد نشاطاتهم خارج المنزل. ماذا تفعلين؟
لماذا لا يجب أن يقتنوه؟
- اقتناء هاتف محمول بخدمة ومميزات يبحث عنها صغار السن غالباً ما يضيف عبئاً مادياً على ميزانية الأسرة، خاصة من ذوي الدخل المحدود. مصاريف الهاتف المحمول، سواء في استخدام المكالمات أو الرسائل النصية أو الإنترنت، يمكن أن تتضاعف بسرعة. فكلما كان الطفل أصغر سناً، قلّ إدراكه على تتبع كمية إنفاقه.
- التعرض للمضايقات أو ما يعرف بالـ Cyber bullying، حيث يخفي الأطفال تعرضهم للمضايقات عبر الأجهزة الإلكترونية؛ خوفاً من أن يصادر آباؤهم هواتفهم ويمنعوهم من استخدامها. في بعض الحالات المتطرفة قد تؤدي المضايقات بين الأطفال والمراهقين إلى محاولات الانتحار.
- وفقاً لدراسة أجراها موقع CNN.com وجدت أن واحداً من بين ستة أطفال ما بين الأعمار 12 و17 قد تلقوا نصوصاً وصوراً صريحة جنسياً على هواتفهم المحمولة، سواء من خلال أصدقائهم، أو عبر شبكة الإنترنت، أو حتى سوق التطبيقات الخاص بالجهاز.
- انتهاك الخصوصية الذي ينتج عن مشاركة المعلومات الشخصية أكثر من اللازم (مثل مشاركة أرقام الهاتف وعنوان المنزل علناً عبر شبكة الإنترنت). فالأطفال أقل خبرة في مواجهة مثل هذه المواقف، ما يدفعهم للسكوت عنها، وبالتالي تتفاقم المشكلة، ما يجعلهم هدفاً سهلاً للمبتزين.
لماذا يجب أن يقتنوه؟
- على الجانب الآخر، وبشكل قد يبدو مفاجئاً، يمكن للاستخدام السليم للهاتف المحمول أن يسهم في حماية الطفل والحفاظ على سلامته، حيث يمكنه -متسلحاً بهاتفه المحمول- الاتصال بالمنزل، أو بخدمات الطوارئ، في حال وقع في مشكلة أو في موقف يعرّض حياته للخطر.
- يمكنكِ مراقبة موقع ومكان طفلك، بتنزيل برنامج GPS Tracking Pro على جهازيكما من سوق التطبيقات لأندرويد وآبل والبلاكبيري.
- حين لا تخشين على سلامته، فإن الهاتف المحمول لا يزال وسيلة من وسائل الراحة، حيث يسهّل التواصل، خاصة للعوائل ذات الجدول المحموم من مواعيد الدراسة واللعب، كما يسهّل عليكِ الهاتف المحمول معرفة أين ومع من يقضي أطفالك وقتهم خارج المنزل.
- تطور التقنيات وتنافس الشركات أسهم في خفض التكاليف بشكل يناسب الجميع. ابحثي عن خطط الهاتف المدفوعة مسبقاً وعروض الإضافة على خط هاتفكِ المحمول الموجود مسبقاً وعروض أجهزة الهواتف الإضافية المجانية، أو حتى الهواتف المستعملة؛ لإنفاق أكثر ذكاءً.
- يمكن الاستفادة من الهاتف المحمول لتعليم الطفل المسؤولية، مثل القدرة على إدارة الجهاز، والحفاظ عليه، ومعرفة حدود المكالمات، واستخدام الإنترنت.
- إن كنتِ تعانين من صعوبة التواصل مع طفلكِ أو ابنك المراهق، حيث يشعركِ بشكل دائم بالفجوة بين جيليكم، يمكنكِ استخدام التواصل عبر الهاتف المحمول، وتبادل الرسائل الطريفة والملهمة؛ لمساعدتكم على التواصل وإيجاد أرضية مشتركة، ليس معك فقط، بل مع جميع أفراد العائلة. برنامج الـ Whatsapp والـ Viber من أشهر الخيارات التي يمكن لكِ تنزيلها من سوق التطبيقات.
- هناك فائدة إضافية مهمة لامتلاك الطفل هاتفاً محمولاً، حيث سيصبح من أهم أدوات التأثير، فحين يهمل طفلكِ واجباته المدرسية والمنزلية، ويقضي معظم يومه ملتصقاً بجهازه المحمول، يمكنكِ بكل بساطة أن ترسلي له رسالة نصية تقول له «أنهِ واجباتك المدرسية الآن، وإلا سأحرمك من استخدام هاتفك لمدة أسبوع!»، ألا تبدو هذه الطريقة أسهل من الصراخ باستمرار؟!
العمر المناسب لاقتناء أول محمول
برغم أن أعمار الأطفال الذين يقتنون هاتفاً محمولاً تصبح أصغر وأصغر مع الوقت، ضعي في الاعتبار أن النضوج يختلف من طفل لآخر، ففي حين يكون الاهتمام بالهاتف والعناية به أمراً طبيعياً عند البعض، فإن الأطفال الآخرين قد لا يملكون هذا الإحساس بالمسؤولية إلا عند بلوغهم سناً أكبر قليلاً.
عبير-أم وربة منزل- تقول إنه حين كان ابنها الأكبر مستعداً لتحمل مسؤولية هاتف محمول وهو في سن العاشرة، حيث يهتم بشحن هاتفه، ولا ينسى أخذه معه عند الخروج من المنزل، إلا أن أخيه الأصغر، والذي يبلغ العاشرة الآن، لا يزال يواجه صعوبات في تذكّر أين وضع هاتفه، وكثيراً ما يخرج للعب مع أصدقائه، وينساه في المنزل. برغم ذلك -حسبما تقول عبير- فإن اهتمام ابنها الأكبر ينصبّ على اللعب؛ حيث يقضي أغلب وقته على جهاز الآيبود، بينما يهتم الابن الأصغر بالتواصل مع الأصدقاء، ومشاركة أحداث يومه واهتماماته مع العائلة؛ عبر برامج التواصل، ما أظهر تحسناً كبيراً في قدراته الكتابية.
بالنسبة لابنة عبير الصغرى، والتي تبلغ خمسة أعوام، فهي تشعر بالغيرة طبعاً من رؤية أخويها يمتلكان هاتفاً محمولاً، ولم تعد تقنعها ألعاب الأطفال البلاستيكية.. لذا اقتنى لها والدها هاتفاً حقيقياً مستعملاً، ما أسعد الصغيرة جداً، رغم أنه بدون بطارية ولا يعمل إلا بقوة الخيال! تتابع عبير: «بالنسبة لها الهاتف حقيقي ويعمل، حيث تتخيل الكثير من المحادثات مع صديقاتها، وأحيانا ترسل لي بعض الصور التي التقطتها لأخويها».
المواصفات التي يحبها طفلكِ
عند عزمكِ شراء هاتف محمول لطفلكِ أو ابنكِ المراهق، ضعي في الاعتبار أن يكون جهازاً شديد التحمل؛ لإلقائه في الحقيبة المدرسية أو الجيب الخلفي لطفل كثير الحركة. أمجد -10 سنوات- يهمه توافر المواصفات التالية في جهازه:
• سماعات.
• كاميرا.
• مشغل فيديو.
• مشغل موسيقى.
• GPS.
بينما صالح -13 سنة- يبحث، بالإضافة للمواصفات السابقة، عن التالي:
• لوحة مفاتيح كاملة من نوع QWERTY.
• بلوتوث.
• إنترنت Wi-Fi أو بسرعة 3G.
• بريد إلكتروني.
• ذاكرة خارجية.
إرساء القوانين
- إذا اشتريت هاتفاً محمولاً لابنك لابد أن يأتي مع قوانينه، فكما للمدارس قوانينها التي تحدد متى وكيف يستخدم الطلاب هواتفهم، لابد أن ينطبق ذات الشيء على المنزل.
- يجب ألا يتعارض الاستخدام مع واجباتهم المدرسية والمنزلية، وحددي كمية ووقت الاستخدام.
- طبقي القواعد التي ترين أنها تناسب نمط حياة أسرتك، مثلاً بالنسبة للمراهقين الذين بدأوا تعلم القيادة، من المهم توعيتهم بخطورة التراسل النصي واستخدام الهاتف أثناء القيادة.
- في حال كان من الضروري أن يجيبوا على اتصالك بهم أثناء القيادة، من المفيد أن يستخدموا سماعات البلوتوث اللاسلكية للرد عليكِ، دون أن يرفعوا عيونهم عن الطريق.