في إطار مبادرة "سيدتي" لبرنامج "الحملة البيضاء" ضد التحرش الجنسي بالأطفال، الذي سيمتد لثلاثة أشهر بالاشتراك مع برنامج الأمان الأسري الوطني الذي ترأسه الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة البرنامج، للمطالبة بسن قوانين رادعة ضد المتحرشين بالأطفال.
"سيدتي" تتناول أهم قضايا التحرش بالأطفال، للتوعية بمخاطرها، وضرورة انتباه الأمهات، خصوصًا لأبنائهن، وبناتهن، وكان من ضمن هذه القضايا، ما أشارت إليه الباحثة الاجتماعية والمستشارة الأسرة سلوى العضيدان، من محاولة شاب استدراج طفلة في العاشرة من عمرها، عن طريق برامج الألعاب على الأجهزة الحديثة، مثل الآي باد، واللاب توب.
العضيدان روت لـ"سيدتي" تفاصيل حكاية طفلة العاشرة التي ببرائتها كادت تسقط في فخ رجل معدوم الضمير.. والتفاصيل في هذه السطور.
ما زالت تحذيرات الباحثة الاجتماعية سلوى العضيدان للأسر مستمرة، من ترك الأبناء الصغار مع أجهزة التواصل الحديثة من جوالات، وتدق ناقوس الخطر مرة ثانية، من خطورة تعرض الصغار للتحرش أو للابتزاز الجنسي، بعد أن حذَّرت من قبل من استدراج العصابات للأطفال واستغلالهم جنسيًا، خصوصًا بعد أن كادت طفلة العاشرة تسقط في فخ شاب معدوم الضمير.
وتروي العضيدان لـ"سيدتي" تفاصيل القصة بقولها "منذ شهر تقريبًا اتصلت بي إحدى الأمهات، وصوتها يرتجف، خوفًا، فقد اكتشفت أن ابنتها ذات العشر سنوات تحادث شابًا استغل براءتها ونقاءها وطفولتها تحت زعم أنه رفيقها، كما يحدث في أفلام الكرتون، وبلغت به الجرأة وانعدام الضمير إلى أن يطلب منها أن يراها من بعيد حين تكون معنا، ومن سذاجة طفلتي أعطته موعد ذهابنا لأحد الأسواق في الرياض، وكانت الأم منهارة تمامًا، ومن ثم سألتني ماذا أفعل؟
وتكمل العضيدان تفاصيل محاولة استدراج الشاب للطفلة، ونصيحتها للأم بقولها "ولأنني أعرف جيدًا كيف يفكر مثل هؤلاء، سألت الأم هل طلب منها علامة معينة تدله عليها؟ قالت نعم فلقد طلب منها أن ترتدي طوقًا وحذاءً أحمر.
فطلبت من الأم أن تنفذ بدقة ما طلبه الشاب من ابنتها، وأن تذهب معها في نفس الموعد والمكان، ولكن بعد أن تبلغ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بذلك، لكن الأم ردت "أخشى أن يؤثر ذلك على نفسيتها"، قلت لها ثقي بي، فأي كلام ستقولينه لها لن يكون مؤثرًا مثل أن تعيش الموقف نفسه، ابنتك يا سيدتي بعقلها الطفولي رسمت صديقًا لها مثل قصص الأطفال في الأفلام الكرتون مثل "عدنان ولينا"، وهكذا يتم استغلال أطفالنا، كما أن اتفاقك مع الهيئة بالإمساك بالشاب في تلك اللحظة، سيكون درسًا مؤلمًا، ومن الأفضل أن نواجه مشاكلنا".
وتضيف العضيدان أن الأم نفذت بالفعل ما اتفقت معي عليه، إلا أنها لم تبلغ الهيئة، وفضَّلت أن تستعين بمساعدة اثنين من أشقائها، خشية الفضيحة، وتم إنقاذ الطفلة من شاب معدوم الضمير.
وكانت الطامة الكبرى، أن ذلك الشاب كان رجلاً في الخامسة والثلاثين من عمره، تقول الأم، عرفته حين كان يحوم حول طفلتي، وهي ممسكة بيدي، وتتلفت تبحث عن رفيقها الصغير المخلص الوفي، كان يمشي خلفنا، وكان أشقائي يمشون خلفه، كنت مرعوبة تمامًا، ووقفت أمام أحد المطاعم، وتظاهرت بانشغالي بالجوال، وللحظة واحدة اقترب منها وهتف باسمها، وشعرت بصغيرتي تلتصق بي خوفًا، وبعد خروجنا من السوق لحقه أخوتي إلى منزله، وضربوه ضربًا مبرحًا، وهددوه بقتله إن عاود الاتصال بابنتي أو غيرها، وأخذوا منه جواله.
وتقول العضيدان "قصة الطفلة أدمت قلبي من ناحيتين، أولاً براءة الطفل حين تنتهك، وثانيًا هذا الشخص الذي تمنيت ألا يفلت بفعلته، وأن ينال جزاءه شرعًا، حتى لا يكرر جرائمه مع صغيرات بريئات لا ذنب لهن سوى إهمالهن".
وتضيف العضيدان "أتدرون كيف تعرفت الطفلة على هذا الذئب البشري، هناك ألعاب على الإنترنت انتشرت بين الفتيات الصغيرات (7- 11 عامًا) من ضمنها لعبة "السمكة السعيدة"، و"فن رن" تتيح لهن أو تجبرهن بطريقة ما على إضافة الأصدقاء من خلال الدردشة والمحادثة بينهم، وقد يصلون للعشرات وطبعًا مجهولون، هذه الألعاب وأمثالها كارثة على أخلاق وقيم بناتنا، ولولا أني أخشى على أبصاركم بالكلمات المنحطة والعبارات المبتذلة لنشرت رسائل الـ"واتس أب" التي وصلتني من أمهات صورن لي ما يجري في دردشات هذه الألعاب من الكلام، وذلك من صدمتهن".
وناشدت العضيدان الآباء والأمهات عبر "سيدتي" قائلة "تفقدوا الآي باد واللابتوب، واحذفوا هذه الألعاب الهدامة للأخلاق والقيم، مع التخطيط لبديل مفيد عنها، والتحدث إلى بناتكم واحتوائهن وإغداق الحب عليهن، علموهن كيف يلجأن إليكم، ويشعرن بالأمان معكم، أبناؤكم أمانة، فلا تفرطوا فيها، سوف تسألون عنهم يوم الحساب، الأمر مؤلم.