خرجت ندوة افتراضية، شارك فيها عددٌ من المسؤولين السعوديين، بتوصياتٍ بعد نجاح السعودية في استئناف العمرة قبل أربعة أشهر بقدوم أكثر من 95 ألف معتمر من خارج البلاد، في مقدمتها إبراز الجهود السعودية في خدمة الحجاج والمعتمرين خلال تفشي فيروس كورونا، وإدراج جهودها خلال الجائحة في المناهج الدراسية، لتشهد الأجيال القادمة النجاح المتحقق، وإعداد مشروع إعلامي معرفي يُعنى بالأفلام الوثائقية، واستثمار وسائل التواصل المتعددة لإبراز الجهود وترجمتها للغات عدة.
ودشن الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنورة، الندوة التي جاءت بعنوان "جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا"، في حضور الأمير تركي بن طلال، أمير منطقة عسير، ونخبة من الوزراء والمسؤولين الذين تحدثوا عن قدرة السعودية على خدمة الحرمين الشريفين، وتقديم الرعاية الكاملة للزوار والمعتمرين، على الرغم مما يمر به العالم، عبر حزمة من الإجراءات حمايةً لقاصدي المسجدين.
وبحسب "الشرق الأوسط"، قال الأمير فيصل بن سلمان في كلمته الافتتاحية: إن السعودية دأبت منذ توحيدها على إيلاء الحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج وزوار ومعتمرين فائق الرعاية والعناية، وحرصت على توفير كل ما يلزم لسلامتهم وراحتهم، ولذلك اتخذت مع ظهور الجائحة قراراً مسؤولاً يتمثل في تعليق العمرة والزيارة، في خطوة استباقية أثبتت نجاحها في الحد من انتشار الفيروس في وقت تمكنت فيه الجائحة من كثيرٍ من الدول.
وأضاف الأمير فيصل، أنه تم تخفيف تلك القيود، وبدأ ضيوف الرحمن في التوافد إلى الأراضي السعودية لأداء العمرة والزيارة وفق منهجية صحية شاملة، واستمرت السعودية في تطبيق الإجراءات الاحترازية والاستباقية للحفاظ على الصحة العامة للمواطن والمقيم، وحققت نتائج إيجابية للحد من انتشار الجائحة والسيطرة عليها دون تأثير على مجريات الحياة العامة.
وخلال مشاركته في الندوة، أوضح الدكتور محمد بنتن، وزير الحج، أنه مع بداية انتشار فيروس كورونا، كانت السعودية رائدة الدول التي اتخذت إجراءات احترازية لحماية الإنسان، وتصدرت بما أنجزته من إجراءات قائمة الدول التي تمكنت من التعامل مع هذه الجائحة.
ولفت إلى أن البرامج التقنية، أسهمت في تيسير أداء النسك والعبادات بكل مهنية واحترافية، مع متابعة التقارير والمؤشرات لأداء الحج والعمرة، وتسخيرها لتوحيد وتطوير الخطط الدقيقة لشهر رمضان المقبل، ودراسة مستجدات الأوضاع الصحية التي تعمل عليها الوزارة بمشاركة الرئاسة وجميع الجهات الحكومية المشاركة في خدمة الحجاج والمعتمرين.
وأضاف بنتن، أن وزارة الحج طوَّرت تطبيق "اعتمرنا"، حيث بلغ عدد المستفيدين من التطبيق حتى هذا اليوم تسعة ملايين مستفيد للحصول على تصاريح "عمرة، وزيارة المسجد النبوي"، فيما بلغ عدد المستفيدين من التطبيق لمعتمري الخارج أكثر من 95 ألف شخص.
من جهته، تحدث الدكتور توفيق الربيعة، وزير الصحة، في كلمته عن الخدمات الصحية في الحرمين الشريفين، وكشف عن أن العالم يعيش اليوم وضعاً استثنائياً، والمملكة العربية السعودية نهجت نهجاً فريداً في تعاملها مع الجائحة، مستشهداً بحديث الملك سلمان بن عبدالعزيز: "إننا نعيش مرحلة صعبة، ولكننا ندرك أنها مرحلة ستمضي، والمملكة مستمرة في مواجهة الجائحة".
بينما قال الفريق أول ركن خالد الحربي، مدير الأمن العام، في كلمته: إن أدوار رجال الأمن امتدت إلى المسجد الحرام بالمشاركة في إدارة الحشود، والتأكد من التقيد بمواعيد التفويج، وأن تكون الأعداد وفق المسموح بها لكل مجموعة، بالتنسيق مع رئاسة شؤون الحرمين، مبيناً أن المديرية العامة للجوازات وفرت طواقم إدارية ذات كفاءة عالية للتعامل مع المعتمرين القادمين من خارج السعودية عبر منافذ الوصول، والعمل على سرعة إنجاز إجراءات دخولهم دون تأخير.