لا تنحصر فوائد ممارسة الرياضة على الجسم فقط بل تتعدى ذلك أيضاً إذ أن ممارسة الرياضة تفيد الجسم والعقل معاً، إذ أثبتت الكثير من الدراسات والأبحاث أن ممارسة التمارين الرياضية والنشاط البدني يمكن أن يحسن الصحة البدنية، وكذلك يحافظ على صحة المخ.
وفي هذا الصدد، فقد أبان البروفيسور الألماني وعالم الرياضة إنجو فروبوزه أن الرياضة يمكنها تعزيز قوة الدماغ والذكاء في مراحل الطفولة والمراهقة، كما يمكنها الاحتفاظ بالذاكرة في مرحلة الشيخوخة.
وأكد رئيس معهد العلاج بالحركة والوقاية وإعادة التأهيل بجامعة الرياضة الألمانية في مدينة كولن الألمانية، على أن الرياضة والنشاط البدني ليسا مفيدان للجسم فحسب، بل وللعقل أيضاً، موضحاً، أنه من المستحيل عملياً تنمية المهارات الذهنية في مرحلة الطفولة والحفاظ عليها في سن الشيخوخة دون ممارسة الرياضة والنشاط البدني، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وكانت العديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت مؤخراُ قد أكدت على أن الرياضة تلعب دورا خاصا في التشكل الإدراكي في مرحلتي الطفولة والمراهقة، متزامناً مع تشكل وبناء معظم خلايا المخ.
ووفقاً لتلك الدراسات والأبحاث، فإنه مع تقدم السن يمكن للنشاط الرياضي أن يحافظ على قوة المخ وتشكيل تأثيرات إيجابية على الدماغ، وعلى ما يبدو فإن الهرمونات التي تطلقها العضلات هي بمثابة وقود حقيقي لمركز الذاكرة في الدماغ.
كما أثبتت دراسة حديثة في علم بيولوجيا الخلية، أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحفز الجسم على إنتاج بروتين خاص في الدماغ يسمى عامل التغذية العصبية المشتقة من الدماغ BDNF الذي يدعم وظيفة الخلايا العصبية في الدماغ، مما يجعل قدرة العقل على التعامل مع التوتر النفسي أكثر قوة وكفاءة.
وأفادت الدراسات والأبحاث الجديدة أيضاً أن ممارسة التمارين الرياضية لها فوائد نفسية وعاطفية كثيرة، وتُساعد المرء في اكتساب وتعزيز الشعور بالثقة في النفس، وترفع من مستوى التواصل الاجتماعي، وتعطي المرء قدرة أفضل عند التعامل مع الضغوط النفسية.