أعمالها كمخرجة، تعكس إحساسها العالي وبصمتها، وأيضاً ثقافتها خصوصاً وأنها عاشت جزءًا كبيراً من حياتها خارج لبنان.
بدايتها الإخراجية، كانت من خلال إخراج الإعلانات، ومن ثم انتقلت إلى إخراج الكليبات 400 فيديو كليب لأهم فناني العالم العربي ومن بعدها عملت في إخراج المسلسلات (8 مسلسلات) والأفلام. أول فيلم سينمائي قصير من إخراجها كان بعنوان "العريشة" الذي فاز بجائزة في "مهرجان بيروت السينمائي" عام 2000، أما آخر أفلامها الطويلة فهو "شرّعوا الحشيشة"، الذي عرض في بيروت ودبي وقريباً على "المنصات" و"السوشيال ميديا".
أبرز المسلسلات التي أخرجتها هي "بنات عماتي بنتي بنتي أنا"، "فاميليا 2"، "غزل البنات"، "مجنون فيك"، "دموع الندم"، "ذات ليلة"، وهي تحضر قريباً لمجوعة من المشاريع بين لبنان وأوروبا، بعضها للمنصات وبعضها الآخر للسينما.
وتقول المخرجة رندلى قديح لـ"سيدتي":"موضوع المرأة حاضر في كل أعمالي، كوني إمرأة عربية ولبنانية، كما أنني في جزء مني امرأة أجنبية، لأنني عشت جزءًا من حياتي خارج لبنان، مما يجعلني أحمل مزيجاً في تفكيري بين الأفكار العربية وبين الأفكار الغربية، أي أنني أجمع بين الإنفتاح والتمسّك بالتقاليد العربية.
وتضيف قديح "هناك من يظن أن المرأة في العالم العربي بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص قد حصلت على حقوقها كاملة، وهذا الأمر غير صحيح، لأن المرأة اللبنانية تعاني مثلاً من مشكلة عدم السماح لها بمنح جنسيتها لأولادها في حال كانت متزوجة من رجل غير لبناني، كما أن بعض النساء يعانين من العنف الجسدي وفي الفترة الأخيرة، ذهب عدد كبير من النساء ضحايا على يد أزواجهم أو آبائهم أو أشقائهم، وحتى الآن لم ينجح أحد بوضع حداً لهذه المشكلة"، وتتابع " كوني مخرجة ووجهاً معروفاً في السوشيال ميديا والوطن العربي وكوني امرأة أيضاً تصور أعمالها في فرنسا وإسبانيا، أحاول أن أبرز تواجد المرأة في الحياة الاجتماعية والسياسية وفي كافة المجالات الأخرى، وأن أؤكد أن حضورها مهم جداً، لأنها تجمع بين الإحساس والذكاء، خصوصاً عندما تكون ثقتها عالية بنفسها وبعائلتها. المرأة هي "الرأس" في كل شيء هي رأس البيت ورأس العائلة بكل أفرادها، عدا عن أنها عاملة امرأة وأم تهتم بتربية الأجيال".
أعتمد على إحساسي لإيصال رسالتي إلى المجتمع
وترى قديح " برزت في العالم وفي العالم العربي في السنوات الأخيرة أسماء نسائية في عالم الإخراج، وهن تمكن من فرض تجاربهن، ووصلن إلى العالمية وهذا الامر يجعلنا نستنتج أن المرأة يمكنها أن تحقق كل ما تريده في حال قررت ذلك، وأنا كمخرجة، عندما أتناول موضوعاً معيناً، أحاول قدر المستطاع، من خلال كاميرتي وعيني وأفكاري أن أوصله بطريقة مناسبة، جامعة بين التكنولوجيا والصورة الجميلة والكادر الرائع وأهم شيء على إحساسي الذي أعتمد عليه لإيصال رسالتي إلى المجتمع".
يفترض بالمخرج أن يكون ملماً بكافة التفاصيل
كذلك تعتبر قديح أن "الثقافة مهمة جداً في عملنا كمخرجين، كما متابعة كل ما هو جديد على مستوى التكنولوجيا وطريقة التصوير في العالم، والإلمام بالألوان والموضة والأزياء والديكورات والإضاءة وغيرها من المجالات الأخرى. يفترض بالمخرج عندما يجلس وراء كاميرته، سواء كان رجلاً أو امرأة، أن يكون ملماً بكافة التفاصيل وأن يجيد التنسيق بين كل شيء لأنه قبطان العمل".