هل يتسبب فيروس كورونا بالإصابة بمرض السكري؟ علماء يوضحون

يبدو أن هناك رابطاً بين حالات السكري الجديدة والإصابة بفيروس كورونا المستجد أو كوفيد-19، هذا ما أظهرته بعض نتائج الدراسات السريرية بحسب خبراء "مايو كلينك".. التفاصيل في الآتي:

إنَّ مرضى السكري معرضّون لدرجة أكبر لخطر الإصابة بمرض شديد من فيروس كورونا المستجد، لكن الجديد في الأمر هو أنه من الممكن أن تتواجد علاقة بين عدوى فيروس كورونا المستجد شديدة الخطورة وحالات السكري الجديدة.

دراسة علمية جديدة

توصلت الدراسات الأولية إلى أن أكثر من 14% من المرضى الذين دخلوا المستشفى بسبب إصابتهم بفيروس كورونا المستجد وتعافوا قد تمَّ تشخيصهم حديثاً بمرض السكري من النوع الأول أو النوع الثاني، وهو أمر يراقبه الخبراء الطبيّون عن كثب.

وحول هذا الموضوع، يوضح الدكتور يوجيش كودفا، اختصاصي الغدد الصماء في "مايو كلينك" الذي ينصّب تركيزه على مرض السكري، قائلاً: "ما يحدث أنه عندما لا يعمل الجهاز المناعي بشكل جيد ويميل إلى العمل ضدّ الخلايا المنتجة للأنسولين، حتى عندما يكون السكر طبيعياً، يمكنك تشخيص ذلك من خلال اختبارات معينة، مثل اختبارات الأجسام المضادّة. وإذا كان هؤلاء الأفراد مصابين بمرض، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم السكر لدى هؤلاء الأشخاص". ويتابع: "قد يكون هذا تفسيراً لسبب تشخيص السكري من النوع الأول بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد؛ أي أن هؤلاء هم الأفراد المعرضون للإصابة".

فيروس كورونا يسرّع ظهور السكري!

ثمة علاقة بين الإصابة بكورونا وبين ظهور السكري

يقول الباحثون إنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان مرض السكري ناتجاً بشكل مباشر عن مرض حادّ من فيروس كورونا المستجد. وفي حالة مرض السكري من النوع 2، يمكن للفيروس أن يسرّع من تطوّر المرض لأولئك الذين يعانون من عوامل الخطر الموجودة، مثل مقدمات السكري، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم.

ويتابع الدكتور كودفا: "هذا الفرد عرضة لخصائص غير طبيعية للغلوكوز، وتنظيم غير طبيعي للغلوكوز، ثم تحدث الإصابة الحادّة بفيروس كورونا المستجد، فيسرّع ذلك من تقدّم المرض من وضعه الحالي نحو حالة لا يمكن السيطرة عليها أكثر".

ويقول إنه لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن الآثار طويلة المدى لفيروس كورونا المستجد، لكن من الواضح أنَّ الأفراد المصابين بمرض السكري عرضة بشكل أكبر لخطر للإصابة بأمراض خطيرة من الفيروس.

مرضى السكري والإصابة بكوفيد-19

"يبدو الآن أنَّ مرضى السكري يصابون بحالة أكثر حدّة من فيروس كورونا المستجد. لكن ذلك لا يعني أن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19، ولكن إذا ما أصيبوا، فإنَّ المرض يكون أكثر حدّة، ويبدو أنه يتطور بشكل أسرع. وهذا يحدث مع مرض السكري من النوعين الثاني والأول"، كما يقول الدكتور كودفا.

ويشير أيضاً إلى أنه من المهم البدء فوراً في تحسين الحالات الصحية الكامنة التي قد تسبب مرض السكري واتباع احتياطات السلامة الخاصة بفيروس كورونا المستجد.

الوقاية واللقاح لتحقيق الأمان

يؤكد الدكتور كودفا أن "ضرورة الاهتمام الشديد بجميع التدابير الوقائية الأساسية التي نستخدمها: ارتداء الأقنعة، التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين، أعتقد أن هذه الأشياء لا تزال مفيدة ومهمة، وستظل كذلك لبعض الوقت حتى الآن.. ما زلنا في منتصف الجائحة".

ويتابع: "أعتقد أن مشكلة ثانية ستكون اللياقة البدنية، حيث يجب الالتزام بجميع الإرشادات الخاصة بما يجب القيام به بأمان في الداخل والخارج، وبالتالي العمل على تحسين اللياقة البدنية. ومن الواضح أن الأنشطة البدنية عنصر مهم في كل يوم ويضيف إلى لياقتنا البدنية، وبالتالي قدرتنا على تحمل كل مرض شديد. وهذا هو العنصر الثاني. ومن ثم يكون العنصر الثالث وهو في حالة المرض، فيجب أن يبحثوا عن العناية مبكراً. ويكون العنصر الرابع هو اللقاح".