قبل حلول شهر رمضان المبارك، يسأل البعض عن الإرشادات الطبّية الهادفة إلى تلافي الخمول والصداع والدوار... العوارض التي يشعرون بها عادةً في الأيّام الأولى من الصوم. السؤال حملته "سيدتي" إلى الاختصاصي في الصحّة العامّة الدكتور غازي رفاعي.
تنتاب عوارض متمثّلة، في: الصداع والدوار وعدم التركيز والغثيان والصعوبة في التنفّس... بعض الصائمين، في الأيّام الأولى من رمضان، وتنتج عن الانخفاض في مستويات السكّر في الدم، وذلك لاستعانة الجسم بالجلوكوز المخزّن في الكبد والعضلات، في توفير الطاقة. لكن، ما يلبث الجسم بعد بضعة أيّام أن يعتاد على مواعيد الأكل والشرب الجديدة. إلى ذلك، يتسبّب الانقطاع عن بعض الأطعمة والأشربة التي تعوّد المرء على تناولها (قبل رمضان) أو أدمنها، ولا سيّما المواد المنبّهة، كالقهوة بأنواعها والشاي ومنتجات الكافيين الأخرى... والتدخين بأنواعه (النراجيل ضمناً)، بالصداع والخمول في أيّام الصوم الأولى. وفي هذا الإطار، يدعو الاختصاصي في الصحّة العامّة الدكتور غازي رفاعي، في حديث إلى "سيدتي"، كل شخص سليم أن يخفّف من استهلاك أيّة مادة يتناولها بإفراط، مهما كان نوعها، منذ قراءة هذه السطور.
تابعوا المزيد: 5 أسباب لشرب الماء بوفرة في رمضان.. بالإنفوجرافيك
من جهةٍ ثانيةٍ، يتحدّث د. رفاعي عن أهمّية الاهتمام بنوع الأكل (البروتينات والحبوب والخضروات والفيتامينات) الذي يدخل الجوف، وكمّياته، في رمضان، بالإضافة إلى الأكل ببطء، حتّى يحصّل المرء الفوائد الصحّية من الصوم. فإلى تهذيب النفس، تتّصل بعمليّة تنظيم الأكل في رمضان، وقصره على الفطور والسحور، الوجبتين الرئيستين، اللتين تتخلّلهما وجبات خفيفة، فوائد جمّة، لناحية إراحة الكبد من القيام بالعمليات اللازمة لهضم الطعام، شريطة أن يتبع الصائم نمط التغذية الصحّي، والتخفيف من الضغط على الكليتين المسؤولتين عن الحفاظ على التوازن داخل الجسم من خلال التحكّم بكمية السوائل، ومعادلة الأملاح داخل الجسم وتخليص الدم من الفضلات، وإراحة الجهاز الهضمي لساعات طويلة. لكن، يثير الدكتور رفاعي، في هذا الإطار، أمر الأخطاء في نمط العيش أثناء رمضان، لناحية الاستغراق في قضاء الوقت بين الفطور والسحور، في كلّيته، في التهام الطعام، بصورة متواصلة، ومن دون حساب، مع تدخين النارجيلة (والسجائر)...
تحاليل مخبريّة ضروريّة
لتحضير الجسم للصوم، بعيداً من أي منغّصات، ينصح الدكتور رفاعي، كلّ شخص سليم يشكو راهناً من التعب والخمول والصداع بشكل متقطّع، وبدرجة خفيفة إلى متوسّطة، بأن يقصد عيادة الطبيب للكشف عن المسبّب، لأن هذه العوارض المذكورة آنفاً دالّة على مشكلة ما. ويفيد الدكتور رفاعي بأن الفرد السليم يمكنه أن يخضع إلى مجموعة من الفحوص والتحاليل المخبريّة، قبل رمضان، لتحرّي حال جسمه، والقدرة على أداء الشعيرة. تشمل الفحوص:
- فحص الدم الشامل.
- فحص الدم الذي يتحرّى مخزون الحديد.
- فحص كالسيوم الدم.
- فحص تركيز المغنيسيوم في مصل الدم.
- تحليل الفيتامين "د3".
- اختبار كرياتينين المصل.
خاصّ بالحوامل
على كلّ امرأة حامل أن تستشير طبيبها في شأن إمكانيّة أداء الشعيرة، وأن تخضع إلى فحوص للتحقّق من قدرتها على ذلك. لكن، يجدر الامتناع عن الصوم في الأسابيع الثلاثة عشرة الأولى من الحمل لدور التغذية الرئيس خلالها في نموّ الجنين، وفي الأسابيع الـستّة الأخيرة استعداداً للوضع، مع المراقبة الدوريّة مع الطبيب.
تقدير الحالة الصحّية
لناحية المصابين بالأمراض المزمنة (أمراض القلب والشرايين والكلى والجهاز العصبي والرأس والغدد والسكري)، بالإضافة إلى المصابين بالأمراض الخبيثة، فهم معذورون عن الصوم، ويجوز لهم الفطر. لكن، على الأفراد في هذه الفئة الذين يعدّون أن حالتهم مسيطر عليها، أن يناقشوا أمر رغبتهم في الصوم مع الطبيب، والالتزام في إجراء الفحوص التي يرشد إليها الأخير، والصور الشعاعيّة اللازمة، لتقدير القدرة على أداء الشعيرة من عدمها. علماً أن المصابين بالنوع الثاني من السكّري، يمكنهم السيطرة على الحالة، مع المراقبة الدقيقة لمستويات سكر الدم، وضبط الجرعات العلاجية واتباع مقترحات الطبيب في شأن التغذية في رمضان.
من جهةٍ ثانيةٍ، يقول الدكتور رفاعي إنّه يمنع الصوم على الأطفال في طور النموّ.
تابعوا المزيد: مراحل كورونا فيروس في الجسم بالتفصيل