تؤدّى صلاة الليل في شهر رمضان المبارك مثنى مثنى؛ أي ركعتين ركعتين،وقد تعدد رأي الفقهاء في عدد ركعات قيام رمضان كما يقول الدكتور عمرو خالد: "جمهور الفقهاء: ذهب جمهور الفقهاء من حنفية وشافعية وحنابلة إلى أنّ صلاة الليل عشرين ركعة.المالكية: ذهب المالكية إلى أنّ صلاة الليل تؤدّى ستاً وثلاثين ركعة. فاتّفق الفقهاء على أنّ صلاة الليل تزيد عن إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة ركعة؛ لأنّ عددها ليس أمراً توقيفياً لا يجوز مخالفته كما ذكر الإمام أحمد، ويمكن أن يتحكم المصلي بعدد الركعات التي يصليها بحسب إطالة القيام أو قصره، واستدلّوا على اتّفاقهم بحديث عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئِلَّت: (كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتَنَامُ قَبْلَ أنْ تُوتِرَ؟ قَالَ: يا عَائِشَةُ، إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ ولَا يَنَامُ قَلْبِي)؛ وقد بيّن الفقهاء أنّه لا يلزم من ذلك الحديث التقيّد بعدد معيّن؛ كما أنّ صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت تتّصف بالطول لدرجة أنّها كانت أحياناً تستمر طيلة الليل، حتى أنه في بعض المرّات خشي الصحابة -رضوان الله عليهم- أن يفوتهم تناول السحور من طول القيام، ومع ذلك لم يكونوا يتركوا الصلاة خلفه، وقد ورد عن السلف الصالح أنّهم كانوا يزيدون في عدد الركعات.
وأكّد شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنه ليس هناك عدد محدد لعدد ركعات قيام الليل في رمضان؛ لأنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يحددها، وقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه ما كان يزيد عن إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة؛ لكنها كانت ركعات طويلة، وعندما أمَّر عمر بن الخطاب أُبي بن كعب -رضي الله عنهما- أمره أن يصلّي بالمسلمين عشرين ركعة، وكان يخفف فيها من القراءة، وبعد انتهاءه يوتر بثلاث ركعات، ويختلف الأفضل في عدد الركعات باختلاف حال المصلي؛ فإن وجد المسلم في نفسه نشاطاً لتطويل الركعات والتقيّد بعدد الركعات التي صلّاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو أفضل، وإن كان أسهل وأخف عليه أن يصلي عشرين ركعة مع تقصير القراءة كما ورد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فلا بأس بذلك، وهو الأيسر على المصلين.
ووقت قيام الليل في رمضان والعشر الأواخر يمتد وقت صلاة قيام الليل في رمضان وغيره من بعد أداء صلاة العشاء؛ أي بعد غياب الشفق الأحمر، وينتهي وقتها بطلوع الفجر، والأفضل أن تصلى قبل صلاة الوتر، مع جواز صلاتها قبله أو بعده عند جمهور الفقهاء من شافعية وحنفية وحنابلة، وكره المالكية تأخيرها عن الوتر لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)، ولا تقضى صلاة الليل إذا فات وقتها بطلوع الفجر باتّفاق الفقهاء من حنفية ومالكية وحنابلة، عدا الشافعية الذين قالوا بقضائها بكل الأحوال. وتجدر الإشارة إلى أن صلاة التراويح لا تختلف عن صلاة قيام الليل؛ فكلتاهما صلاة نافلة تصلّى بعد العشاء إلى طلوع الفجر، لكنّ صلاة التراويح هي اسم اعتاد الناس إطلاقه على قيام الليل في رمضان.