مع نهاية شهر رمضان المعظم، تعد نبيلة، الموظفة الأربعينية، نفسها برحلة ممتعة إلى صالون التجميل الراقى القريب من منزلها، حيث تحاول التفاوض مع الطبيعة أو مراوغتها بعض الوقت ، للظهور بشكل أفضل، أو أصغر سنا، لتتخطى أجواء المقارنة والتباهى والانتقاد التى تكون فى أوجها، خلال لقائها بأفراد أسرتها فى اجازة عيد الفطر.
تبدأ رحلة نبيلة، التى لا تتكرر كثيرا طوال العام، بحجز إما تليفونى أو الكترونى عبر موقع الصالون قبلها بأسبوع على الأقل، لتجد ميعادا فى يوم الوقفة، اليوم العالمى لصالونات التجميل، لتمر عبر رحلتها المدهشة بمحطات طويلة، تبدأ بجلسات عناية متكاملة بالبشرة، وصولا لأحدث قصات الشعر، وتصميم مدهش غير تقليدي تحفه ألوان حداثية لامعة للأظافر، لتظهر بأفضل صورة أمام المحبين والناقدين.
وكلما اضيف عام لعمر نبيله، كلما زادت محاولاتها شراسة فى مراوغة الطبيعة، لإيقاف التغيرات الفيزيقية والعمرية، ولإقناع نفسها قبل الآخرين أنها استطاعت إيقاف عجلة الزمن، واحتفظت بلقب الأجمل شكلا والاصغر سنا، والأكثر أناقة امام الجميع، بفضل صالون التجميل القريب من منزلها...
واليوم وفى ظل الاجراءات الاحترازية ومع تفشي فيروس كورونا وإغلاق العديد من صالونات التجميل اصبحت خطط نبيلة التجميلة فى خطر.. فكيف ستلتقى العائلة فى عيد الفطر بخطوط الوجه البارزة وثنايا البشرة العميقة وعلامات الزمن المتحورة..!
وقفة عيد الفطر الموسم الاكثر إزدحاما لصالونات التجميل
يظل عيد الفطر بوقفته الموسم الأكثر إزدحاما لصالونات التجميل فى عالمنا العربي، حيث يستمر العمل حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، وقد يستعين أصحاب الصالونات بعمالة مؤقتة، أويقومون بإضافة كراسي، او تأجير مكان قريب وتجهيزه سريعا لمواجهة أعداد الزبائن المتزايدة من الشابات والسيدات حتى الأطفال، هذا بخلاف العرائس اللواتى ينتهزن فرصة العيد لإقامة أفراحهن أو حفلات خطوبتهن.
تقول مدام لولو – صاحبة صالون تجميل شهير، وقفة عيد الفطر، ووقفة عيد الأضحى، وأيام العيد بالإضافة للكريسماس، كانت أكثر الأوقات ازدحامًا في العام ، وكنا نقدم لزبائنا الكثير من العروض والتخفيضات خاصة للعرائس، فالصالون يقدم كافة الخدمات التجميلية.
أجواء الاستعداد للعيد
وعن أجواء العيد تقول.. نبدأ بتزيين الصالون وتنظيفه وتعقيمه، قبل العيد بأيام، حيث يبدأ الازدحام من بعد إفطار آخر يوم رمضان مباشرة حتى منتصف الليل، و يستمر الازدحام يوم الوقفة حتى صباح يوم العيد قبيل الصلاة، لافتة أن أغلب زبائن الوقفة من الآنسات، والشابات، والصغيرات اللواتى يقُمن بالحجز قبلها بأسبوع، بينما خلال ايام العيد يقتصر الإقبال على العرائس وأسرهن، فهم من يشغلن المكان حيث يأتين فرادى وجماعات للاستمتاع بأجواء التزيين والإطلالات الجميلة، التى تظهر فيها العروس وقريباتها..
تقول مدام لولو: كان الصالون يعج بالرواد ما بين ضحكات النساء الرنانة، وقفشات الشابات والعاملات الساخرة، وأصوات الصغيرات الفرحات بقصات الشعر والتزيين .. كانت أيام جميلة..!
فيروس كورونا أصاب صالونات التجميل فى مقتل
عقب تفشي فيروس كورونا والحظر والاجراءات الاحترازية، تؤكد مدام لولو أن الصالون أصيب فى مقتل فالزبائن عددهم أصبح محدود جدا، فالجميع يخشى من كورونا على الرغم من تطبيق الاجراءات الاحترازية بشكل شديد الصرامة، حتى العرائس أصبحن يطلبن خبيرات الصالون فى المنزل.
تقول مدام لولو: اضطررنا لتسريح كثير من العاملات فالصالون أغلب الوقت مغلق، ولا نفتحه إلا بالطلب بعد حجز مسبق.
نرمين – شابة عشرينية تقول : أصبحت أفعل كل شيء بنفسي فأقوم بتصفيف شعري بنفسي ، وأرسم أظافر قدمي بنفسي، حتى جلسات التجميل أصبحت أتابعها عبر الانترنت، وتضيف ما أفعله ليس كصالون التجميل ولكن كورونا لم تترك لنا مجالا للتزين ولا التجميل ولا حتى التفكير.
يذكر ان أغلب صالونات التجميل العالمية أعلنت عن غلق أبوابها، بسبب تفشى فيروس كورونا، على أن بعض الصالونات تقوم بترتيب زيارات منزلية للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أى أعراض للمرض.
تابعي المزيد: معايدة عيد الفطر