يحيي العالم اليوم الدولي لإنهاء «ناسور الولادة» لعام 2021، تحت شعار «يمكننا إنهاء ناسور الولادة»، ويعد ناسور الولادة واحداً من أخطر الإصابات المأساوية، التي يمكن أن تحدث للمرأة أثناء عملية الوضع. وهذه الحالة عادة ما تترك النساء عرضة للعدوى ولغيرها من الظروف الصحية السيئة.
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 مايو من كل عام يوماً دولياً لإنهاء ناسور الولادة، حيث يهدف إلى منع تكرار الإصابة به والحث على المتابعة الطبية بعد العمليات الجراحية كما يجب أن يكون الحمل والولادة من بين أسعد المناسبات في حياة المرأة.
حيث أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه الحملة العالمية لإنهاء الناسور عام 2003، وتنشط الحملة الآن في أكثر من 50 بلداً، وتعمل على الوقاية منه ومعالجته، وإعادة تأهيل الناجيات منه. وعلى مدى السنوات الـ 15 الماضية، قام الصندوق، بصفته قائد الحملة العالمية، بدعم أكثر من 100 ألف عملية إصلاح جراحي للنساء والفتيات، ودعمت الوكالات الشريكة الآلاف الأخرى.
معلومات عن الإصابة بناسور الولادة
1 – مضاعفات خطيرة
يعد ناسور الولادة واحداً من المضاعفات الخطرة والمأساوية للولادة، وهو عبارة عن خرق بين قناة الولادة والمثانة أو المستقيم بسبب الولادة الطويلة والمتعسرة.
2 – عدم وجود الرعاية الطبية الفورية
حيث عانت بعض النساء من هذه الحالة لسنوات طويلة وربما لعقود بسبب عجزهن عن السعي للعلاج. وغالباً ما تترك المرأة تعاني من سلس البول المزمن، إلى مجموعة من الأمراض الجسدية الأخرى، منها العدوى المتكررة، وأمراض الكلى، والقروح المؤلمة والعقم وقد تؤدي إلى وفاة الطفل. حيث تشير الأبحاث إلى أن حوالي 90% من النساء المصابات بناسور الولادة يلدن طفلاً ميتاً.
3 – أين تم القضاء عليه؟
تم القضاء على مشكلة ناسور الولادة فعليا في الدول الأكثر تقدماً، إلا أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للنساء في الدول الفقيرة، وهو علامة مأساوية على الظلم الاجتماعي العالمي وعدم المساواة.
4 – معاناة مليوني امرأة وفتاة
ما زالت أكثر من مليوني امرأة في جميع أنحاء العالم يعانين من هذه الحالة. تشير تقارير منظمة الصحة العالمية، إلى أنه يموت في كل يوم في جميع أنحاء العالم ما يقارب 800 امرأة بسبب المضاعفات ذات الصلة بالحمل أو الولادة. وتشير التقديرات إلى أنه مقابل كل امرأة تموت لأسباب نفاسية، تعاني ما لا يقل عن 20 امرأة من الاعتلال النفاسي، ومن أشد أشكاله ناسور الولادة. بينما يقدر عدد الإصابات السنوية الجديدة في جميع أنحاء العالم بـ50 ألف إلى 100 ألف حالة.
5 – زواج المراهقات
زواج البنات في سن مبكر وحملهن قبل أن يكتمل نمو الحوض بشكل مناسب، وكذلك سوء التغذية، والظروف الصحية السيئة عموما هي من بين العوامل الفسيولوجية التي تسهم في إعاقة العمل على مواجهة الإصابة بهذه الحالة.
غالباً ما تكون النساء والفتيات المصابات بالناسور غير قادرات على العمل، ويتخلى الكثير منهن عن أزواجهن وأسرهن.
مشاكل علاج ناسور الولادة
يمكن للجراحة الترميمية أن تعيد إصلاح الناسور، حيث تبلغ معدلات نجاح العملية الجراحية 90 % في الحالات الأقل تعقيداً، لكن ولسوء الحظ، غالباً ما لا تعرف النساء والفتيات المصابات بهذه الإصابة أن العلاج ممكن، أو لا يمكن تحمل تكاليفه، أو لا يمكن الوصول إلى المرافق التي تتوفر فيه. كما أن هناك نقصاً في الجراحين المدربين تدريباً عالياً والمهرة لإصلاح الناسور. وتعتبر المتابعة ضرورية أيضاً لجميع النساء والفتيات اللواتي خضعن لجراحة إصلاح الناسور، مما يساعد على ضمان عدم تعرضهن للإصابة مرة أخرى أثناء الولادات اللاحقة، والمساعدة في حماية بقاء وصحة الأم والطفل.