»مالئة إنستغرام وشاغلة ناسه«؛ عبارة تصف فرح مرعي ذائعة الصيت بين مستخدمي الشبكة الاجتماعيّة المتخصّصة بمشاركة الصور والفيديوهات، الشبكة التي كانت سبباً في تحوّل اللبنانيّة الأميركيّة إلى رائدة أعمال واسم شهير في مضمار تصميم الديكور .تُعرف المصمّمة وخبيرة الديكور بأسلوبها الأنيق والجذّاب، وبنصائحها العمليّة التي تحوّل المسكن إلى ملاذ دافئ وواحة مريحة للنفس، النصائح التي جمعتها أخيراً في كتاب متخصّص حقّق أرقاماً متقدّمة في فئته.
في الآتي، نصّ حوار »سيدتي« مع المصمّمة المقيمة في »ميتشيغن«، للإضاءة على قصّتها في عالم الديكور.
تعدّدت الدروب التي سلكتِها، قبل الانغماس في عالم الديكور الداخلي؛ أخبرينا عن المحطات الأبرز في قصّة حياتك الملهمة.
في سنوات النشأة، لطالما رغبت في أن أصبح محاميةً، المهنة التي كانت تبدو مناسبة لشخصيّتي، بالإضافة إلى دورها في تحقيق مستقبل آمن. لكن، قبل تخرّجي بوقت قليل في كليّة العلوم السياسيّة، تمهيداً لدخول مدرسة الحقوق، أدركت أنّي لست سعيدة في خيار فرع الدراسة الجامعي، وفي حاجة إلى ما هو مغاير، من دون أن أعرف ما هو هذا الأخير؟ قلت في نفسي إنني مدينة لها بملاحقة »هذا الشعور المجهول«. ثمّ، قضيت بعض السنوات، في إثر الانفضاض عن دراسة العلوم السياسيّة، في القيام ببعض الأعمال، ومنها تأسيس شركة تموين طعام ..وصولاً إلى اليوم الذي قرّرنا فيه، زوجي وأنا، المباشرة في مشروع إعادة تصميم منزلنا.
تابعوا المزيد: قصص عن الأثاث العتيق مع الأخوين همداني
9 ملايين متابع
كيف حققت هذا الرقم العالي من المتابعين على »إنستغرام«؟
حال تنفيذ مشروع تجديد المنزل، مررت بـ »لحظات حاسمة«، جعلتني أتيقن كم أحبّ سكني وكم أنّي متعلّقة به، مع استرجاع كلمات أمّي عن ضرورة الاهتمام بجعل المنزل ملاذاً للراحة، أمّي التي غذّتني بهذا الشعور. كانت لحظات استعدت خلالها شيئاً من السعادة التي فارقتني لسنوات! وبذا، اكتشفت شغفي بالديكور المنزلي، فسجلت حساباً على »إنستغرام« حتى أعرض فيه مراحل مشروع تجديد البيت خطوة خطوة ..كان نصب عيني أن يتبع الحساب 500 متابع، حتّى أبقي عليه نشطاً ..اليوم، هناك 9 ملايين متابع لحسابي !ومع كثرة المهتمّين، أردت أن أذهب إلى أبعد من ذلك، مدفوعة بهدف تسهيل عمليّة تصميم أماكن السكن، وتحويلها إلى منازل حقيقيّة، فجاءتني فكرة تأسيس علامة تجاريّة تقدّم ديكورات داخليّة جميلة وذات جودة، وبأسعار في المتناول.. وهكذا أطلقت علامتي التجاريّة Inspire Me! Home Decor التي أصبحت راهناً معروفة عالميّاً.
هل تعتقدين أن »إنستغرام« مسؤول عن تغيير مصيرك؟
بدأت الحكاية على وسائل التواصل الاجتماعي حيث عرف حسابي اهتماماً من كثيرين راق لهم شغفي بالديكور المنزلي، وحسّ الإبداع الذي أتمتّع به، في هذا المجال. شيئاً فشيئاً، تحوّلت العلاقة مع المتابعين على »إنستغرام«، إلى ما يشبه المجتمع المصغّر الذي أتواصل مع أفراده كلّ يوم .وسائل التواصل الاجتماعي منحت لي فرصة التعبير عن شغفي، وخلق منفذ إبداعي لهذا الشغف .ثم، قرّرت أنني أريد الارتقاء بما أحب فعله خارج وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك قمت بتولّي الإشراف على مشاريع ديكور سكنيّة خاصّة بالأفراد، قبل أن أشرع في تصميم مجموعاتي الخاصّة من الأثاث والديكور المنزلي، وإنشاء علامتي التجاريّة.
منازلنا هي ملاذاتنا
يُعرف أسلوبك في عالم الديكور بالأنيق والجذّاب؛ هل يمكن الجمع بين التوق إلى الراحة المنزليّة والأناقة؟
بالطبع.. يتمحور أسلوبي حول الأناقة الساحرة، ممزوجة بالراحة والشعور بالدفء والجاذبيّة ..منازلنا هي ملاذاتنا، وانعكاسات لما نهواه ونستمتع به .وبالتالي، يمكن جعل هذه الأمكنة تجسد أذواقنا، من دون أن تعوزها الراحة والحيويّة.
تتزايد الدراسات التي تتمحور حول تأثيرات الديكور المنزلي الداخلي على أمزجة الساكنين ..ما رأيك؟
الشعور بالسلام الداخلي يبدأ من المنزل، حيث يشهد ساكنه فيه على طلوع الفجر، وعلى إسدال الليل ستاره، ويقضي تالياً معظم الوقت في هذه المساحة، التي تؤثّر الطريقة التي يتبعها في تصميمها بالطبع في مزاجه؛ إذا كان المنزل فوضويّاً أو أعمال التصميم فيه غير منجزة بعد، فإنّ القلق والتوتر بالمرصاد، وعلى النقيض من ذلك فإنّ المنزل المنظّم والنظيف والمصمّم بحسب الطريقة المرغوبة يجعل ساكنه سعيداً ومطمئنّاً، مع حسّ بالاحتواء. لذا، لا بدّ من العمل على تحويل المنزل إلى مكان سعيد، عن طريق اختيار ألوان الديكور التي تثير الفرح، وقطع الأثاث المرغوبة والمتناسبة مع أسلوب الحياة، وإضافة اللمسات الشخصيّة.
عمل نابع من القلب
أخبرينا عن السبب الذي حفّزك على تأليف كتاب Inspire Your Home الصادر في سنة 2019، علماً أنه حقق أعلى المبيعات في فئته.
رغبت في تأليف هذا الكتاب )الناشر: تيلر برس(، مدفوعةً بالأسئلة اليوميّة من متابعي حسابي على »إنستغرام« عن النصائح والحيل المتعلّقة بكيفيّة تصميم منازلهم؟ صحيح أني كنت أجيب عن أسئلتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بقدر المستطاع، لكنّي رغبت في أن أوثّق هذه الإجابات والنصائح، فارتأيت أن الكتاب هو الحلّ الأمثل، وفيه طرائق سهلة ومسلّية، لتعلّم مبادئ التصميم، حتّى يكون المنزل أفضل انعكاس لصاحبه. عند قراءته، ستشعر القارئة بأن المؤلفة هي بمثابة صديقة أو شقيقة تتحدّث إليها؛ لقد كان حقّاً عملاً نابعاً من القلب، وشرف لي أن يحبه مالكو المنازل.
هل من تفضيلات للديكور المنزلي في الشرق الأوسط أم أن الأذواق أمست متشابهة وميّالة عموماً إلى التبسيطيّة )المينيمالية(، مهما كانت الجغرافيا؟
في أسلوبي، تأثيرات ثقافيّة مختلفة، سواء من الشرق الأوسط حيث أتحدّر، أو من الولايات المتحدة حيث أعيش، لذا أركّز كما أسلفت على الأناقة الساحرة، الممزوجة بالراحة والشعور بالدفء .لكنني ألاحظ أنّ غالبية الناس في الشرق الأوسط، تفضّل أن تتصف المنازل بالمبهرة، في مقابل الراحة والديكور الملائم للعيش المنشودين في بيوت الغربيين عموماً، لذا لا أعتقد أن الأذواق تتشابه.. ليس عليها أن تتشابه أصلاً. أرى أن هناك طرائق عدة ومقبولة التكاليف لجعل مساحات المنزل مطبوعة بطباع أصحابه وتفضيلاتهم، لكن مع تلاقح الأساليب الذي يحدث راهناً، تتأثر المناطق الجغرافية ببعضها البعض، في مجال الديكور والتصميم.
الأخضر الزمرّدي والأسود والذهبي
ما هي أبرز خطوط موضة 2021، لناحية ألوان الديكور والمفروشات؟
في اتجاهات العام الجاري، ولناحية الألوان، نشهد على حضور مزيج من الأخضر الزمرّدي والأسود والذهبي. الوردي المائل للحمرة، بدوره، وبعد أن كان شائعاً في العام الماضي، هو لايزال محافظاً على مكانته في موضة هذا العام، وكذا الأمر في شأن الذهبي. إلى ذلك، تحقّق الدرجات المحايدة عودة هائلة، لدورها في إشاعة الهدوء والراحة في الغرفة، بخاصّة أن غالبيّة الناس تقضي المزيد من الوقت في المنزل، وتبحث عن طرق لإيجاد راحة البال والهدوء، وبالتالي يمكن للألوان الأحادية والمحايدة، مثل: البيج والعاجي والأبيض أن تحقّق لها ذلك.
ما هي المشاريع التي تعملين عليها راهناً؟
أعمل على مواصلة تنمية علامتي التجارية، وتوسيع مدى شعبيتها، وعلى تحقيق أهدافي وأحلامي الأكبر. أنا محظوظة للغاية، لأنّني تمكّنت من إنشاء عمل تجاري بدافع العاطفة، والحبّ لما أقوم به. قبل شهر، أعلن عن التعاون بين Inspire Me! Home Decor مع متاجر »هوم سنتر« في الشرق الأوسط، وكان الأمر بمثابة حلم أمسى حقيقة! وبالتالي، أعمل على توسيع تلك المجموعة. وبينما أحقّق أهدافي، أضع نصب عينيّ أهدافاً أكبر، وأركّز على مشاريع تسمح لي بالاستمرار في التوسّع، ومنح أصحاب المنازل الأدوات التي يحتاجون إليها لجعل أمكنة إقامتهم منازل بمعنى الكلمة!
تابعوا المزيد: المصمّمة علا عابد: هدفي الابتكار بعيداً عن أي تيّار