تتميّز الممكلة العربية السعودية بمناطقها السياحية الجذابة، التي توفر للزائر تجربةً فريدة لا تنسى، إذ يمكنه زيارة الصحراء والأماكن الخضراء في بلدٍ واحد، إلى جانب مشاهدة الآثار العريقة الممتدة على طول البلاد.
ومن المناطق المميزة في البلاد خميس مشيط، البالغ عدد سكّانها 503 آلاف نسمة، حيث تعدُّ وجهة مثالية في الصيف لتميزها بالمناخ معتدل، وضمّها الأسواقها التاريخية الشهيرة، بالإضافة إلى صناعاتها العريقة.
الموقع والمناخ
تقع خميس مشيط في منطقة عسير بجنوب غربي السعودية، على ارتفاع 1850 متراً عن سطح البحر، ما يجعل طقسها جميلاً، حيث يكون معتدلاً صيفاً، بصورة تعاكس أغلب المناطق السعودية الأخرى شديدة الحرارة، كما تهطل فيها أمطار غزيرة، وتتميز بطبيعةٍ خضراء ساحرة. أما الشتاء فيكون بارداً، ويبلغ معدل سقوط الأمطار في المدينة 275 ميلليمتراً في السنة.
للمدينة قيمةٌ تاريخيّة عظيمة، إذ هي تضمّ العديد من الأماكن التاريخية، في مقدمتها أكبر جامعٍ في المنطقة، وقد بُنِي في عهد الدولة العثمانية. ويسمَّى جامع الخميس الكبير، أو الحواشي. كذلك، يبرز فيها قصر ابن مشيط الأثري، وتحديداً في قرية آل مريط. وقد كانت المدينة تسمَّى قديماً بـ "منطقة جرش"، وأُطلِقَ عليها هذا الاسم في عهد الملك نفيل الخثعمي، من ثم سُمِّيت بـ "واحة الخميس" في عهد آل رشيد، ثمّ "خميس بن حمدان"، إشارة إلى سوق الخميس وحمدان الذي ينحدر من أسرة آل رشيد. وفي سنة 1404هـ. سُمِّيت "خميس شهران" نسبةً إلى قبيلة شهران، إلى أن سمّاها الملك فهد بن عبد العزيز"خميس مشيط"، نسبةً إلى أميرها ابن مشيط الغنومي الرشيدي الشهراني.
سوق الخميس
تتميز خميس مشيط بكونها أكبر مركز تجاري اقتصادي في المنطقة، وقد لازمها اسم خميس في عهود عدة نسبةً إلى سوق الخميس المميَّز، الذي يقام الخميس من كل أسبوع، ويحتضن عدداً من الشركات التجارية والمؤسسات، إضافة إلى الأسواق المتخصصة في مجالاتٍ عدة، والمتوزعة على مساحةٍ تزيد عن ألف كيلومتر مربع بالمدينة، منها مركز رئيس متخصّص في بيع الفواكه والخضروات.
إلى ذلك، يهتمّ السكّان بالزراعة، وكان لهم الفضل باختراع أدوات الري والحراثة. لذا، يشتهر في المدينة عددٌ من المحاصيل الزراعية المنتجة دوريّاً، مثل: التمور والقمح والشعير والذرة والعنب والرمّان والمشمش والخوخ والسفرجل.
لناحية الصناعة، هناك مصانع متخصِّصة في إنتاج المرطبات والألبان، والألمنيوم والحديد والنجارة، وصناعة مواد البناء، ومصانع البلك الفخاري، والأثاث والديكور، والثلاجات.
ويتميز أهالي المنطقة ببراعتهم في صناعة الأبواب، والأسقف، والنوافذ من الخشب، إلى جانب صناعة الخناجر والسيوف والسكاكين، وأدوات الزراعة، كما الأواني المنزلية من الفخار، والمفروشات من صوف الأغنام.
تابعوا المزيد: تحطم "قوس داروين" الأيقوني في جزر غالاباغوس
الأماكن الترفيهية في المنطقة
- سوق عكاظ: من الأسواق القديمة الشهيرة في السعودية، حيث ينتشر في مناطق عدة، ويحمل قيمةً تاريخية وأثريّة كبيرة، ويتهافت عليه زائرو المنطقة لما يقدمه من أنشطةٍ ثقافية وندوات شعرية ومسرحيات.
- متنزّه المراث: وجهة عائليّة للتنزه على المسطّحات الخضر، تضمّ عدداً من الجلسات والطاولات للاستراحة، إضافة إلى ممشى، وتقام فيها فعاليات متنوعة، تستهدف بشكلٍ خاص فئة الأطفال، كما أن هناك قسماً خاصاً بالألعاب، وثانياً يركّز على تقديم المأكولات والمشروبات.
- قرية بن حمسان التاريخية: تتضمّن عدداً من الغرف التي تسمح بالتعرُّف إلى تراث المنطقة، مثل: الجرين والعريش، والقصر الثقافي، إلى جانب ركنٍ للقهوة والأكلات الشعبية، والتحف والهدايا، حيث تتوافر مجموعة نادرة من المقتنيات القديمة والرائعة، إضافة إلى مسرح القرية الذي تقام عليه فعاليات متنوعة.
- متحف موروث الأجداد التراثي: يحتوي على مجموعة متنوّعة من المقتنيات العتيقة، مثل: الأسلحة المختلفة من الخناجر والبنادق والرماح، إلى جانب أواني الطهي وأدوات الحلي والزينة وأدوات نقل وتبريد المياه، من دون الإغفال عن عدد من الأدوات التي تخصّ الزراعة.
- سدّ وادي تندحة المائي: وجهة مميّزة للاسترخاء، إذ تحيط به بحيرةٌ وأشجار خضراء تعشّش الطيور فيها.
- آبار الحفاير: حفرها أبرهة الحبشي في منطقة يصعب حفرها، في طريقه لهدم الكعبة وتحويل الحج إلى بلاده، وهي من الآثار التي يحرص الجميع على مشاهدتها.
- مطل تندحة: مكانٌ مرتفع بعد هضاب خميس مشيط، ويستمتع كل مَن يعتليه بإطلالة خضراء رائعة.
- حديقة الملك فهد: بيئة خضراء ممتعة للعين، تضم مسارات للمشي والرياضة، وتتخللها مساحات خضراء وأشجار كثيرة، مع عدد من المقاهي والمطاعم.
- أصداف مول: المركز الرئيس للتسوّق في المنطقة؛ يتميز بتصميمه العصري، ويضم عدداً من المتاجر، التي تناسب جميع الفئات، إضافة إلى المطاعم والمقاهي والمناطق الترفيهية.
تابعوا المزيد: وجهات سياحية بحرية في صيف السعودية لابد من زيارتها!