من الأسباب التي جعلت يوم 29 مايو من كل عام يتم الاحتفال بيوم حفظ السلام لما يقدمه الأفراد المدنيون والنظاميون من مساهمة قيمة وينقذون أرواح الملايين حول العالم، بل ويعرّضون حياتهم للخطر في سبيل حماية الغير. وبهذه المناسبة، أجرى الأمين العام للأمم المتحدة خلال هذا العام، حسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، اتصالا هاتفيا بثلاثة من حفظة السلام الشباب الذين هم في طور الخدمة لمعرفة دوافعهم للانخراط في بعثات حفظ السلام والتحديات التي تواجههم. واستهلّ الأمين العام، السيّد أنطونيو غوتيريش، حديثه بالتأكيد على ازدياد أهمية دور حفظة السلام من الشباب، إذ إنهم يروّجون لخطة بالغة الوجاهة، ألا وهي الخطة المتصلة بالشباب والسلام والأمن. وقال الأمين العام: "إنكم لا تقدمون إسهاما جليلا في عمليات حفظ السلام فحسب، وإنما تقومون أيضا بدور مهم جدا فيما يتعلق بإدماج الشباب في عمليات السلام في البلدان التي تعملون فيها".
*تعددت الأسباب والهدف واحد
شرحت سيرا بوجانغ، مدربة شرطة في إدارة مسرح الجريمة في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، للأمين العام السبب الذي دفعها للانضمام إلى قوات حفظ السلام. وقالت: "السبب الذي دعاني إلى الانخراط في حفظ السلام هو الشغف بمد يد العون إلى الآخرين بأي طريقة ممكنة". وإضافة لذلك، اعتبرت الشرطية الشغوفة العمل في بلدان مختلفة بأنه فرصة عظيمة لرؤية بلدان أخرى، ومهما اختلفت فإن الهدف المشترك واحد.
السبب الذي دعاني إلى الانخراط في حفظ السلام هو الشغف بمد يد العون إلى الآخرين -- سيرا بوجانغ بدوره، أشار الملازم إريك مانزي، وهو مهندس في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا) إلى رغبته في رؤية السلام يعم في جميع البلدان: "لقد واجهنا صعوبات سيئة في تاريخنا بسبب الإبادة الجماعية. وهذا ما جعلني أقرر الانضمام إلى حفظ السلام حتى لا يتكرر مثل ما حدث في رواندا في أي مكان آخر من العالم أبدا".
وترى كارولينا ميروني، مديرة الإبلاغ عن أنشطة حماية الطفل وقاعدة البيانات في بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) أن دورها مهم جدا كشابة في صفوف قوات حفظ السلام، إذ أكدت أنه في أغلب الأحيان تتعامل عناصر الجماعات المسلحة بقدر من الهيبة تجاه كبار المهنيين أو من قِبَل القوات العسكرية، "في حين أن تعاملهم مع شابة مثلي، تتحدث معهم بصراحة وصدق، فإن ذلك يمكن أن يفضي إلى وضع يعود بالنفع على الجميع، فنستفيد نحن ويستفيدون هم، مثلما يستفيد من ذلك الأطفال". *الاستفادة من قوة الشباب تساعد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام على تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق السلام الدائم في الدول التي مزقتها الصراعات. ويوفر حفظة السلام ويقدمون الدعم السياسي، والدعم اللازم لبناء السلام، لمساعدة البلدان على التحول المبكر الشاق من الصراع إلى السلام. وموضوع اليوم الدولي لحفظة السلام هذا العام هو "الطريق إلى سلام دائم: الاستفادة من قوة الشباب من أجل السلام والأمن". واليوم، يتم نشر عشرات الآلاف من حفظة السلام الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما) في جميع أنحاء العالم ويلعبون دورا رئيسيا في مساعدة البعثات على تنفيذ الأنشطة المنوطة بها بما في ذلك حماية المدنيين. وفي ختام لقائه، أعرب الأمين العام عن امتنانه لما يقوم به حفظة السلام،قائلا: "تقدمون الحماية للناس وتعملون من أجل ضمان وجود حلول سياسية، ومن أجل توطيد دعائم السلام". عمليات حفظ السلام متعددة الأبعاد اليوم لا يُطلب منها فقط صون السلام والأمن بل أيضا تسهيل العملية السياسية وحماية المدنيين، والمساعدة في نزع سلاح المحاربين السابقين وتسريحهم وإعادة دمجهم، وتقديم الدعم لتنظيم الانتخابات، وحماية وتعزيز حقوق الإنسان، والمساعدة في استعادة سيادة القانون.
*شعار هذا العام
الفائزة بجائزة مناصرة النوع الاجتماعي
في سياق شعار اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة الذي يركز هذا العام على دور الشباب في إحلال السلام والأمن، قال الأمين العام للأمم المتحدة في احتفال تذكاري إن "السلام لا يمكن أن يتحقق بدون المشاركة النشطة للشباب". قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش: "من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى لبنان، يعمل حفظة السلام التابعون لنا مع الشباب للحد من العنف والحفاظ على السلام، بما في ذلك من خلال برامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج والحد من العنف المجتمعي".
*مدينون لهم إلى الأبد
وكان الأمين العام قد وضع في وقت سابق اليوم إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لحفظة السلام لتكريم أكثر من 4000 امرأة ورجل فقدوا حياتهم منذ عام 1948 أثناء خدمتهم تحت راية الأمم المتحدة الزرقاء.
*تكريم الأبطال
حفظت سلام من اندونيسيا يخدمون في افريقيا
الذين سقطوا بعد دقيقة من الصمت، افتتح أمين عام الأمم المتحدة حفل توزيع ميداليات داغ همرشولد التقليدي، حيث منح ميداليات ل 129 من أصحاب الخوذ الزرق الذين فقدوا حياتهم أثناء خدمتهم تحت علم الأمم المتحدة في العام الماضي وكانون الثاني/يناير الحالي. وقال "إن التحديات والتهديدات التي يواجهها حفظة السلام لدينا هائلة. إنهم يعملون بجد كل يوم لحماية بعض أكثر الفئات ضعفا في العالم بينما يواجهون التهديدات المزدوجة المتمثلة في العنف والجائحة العالمية". على الرغم من كوفيد-19، لم يواصل جنود حفظ السلام "أداء مهامهم الأساسية" فحسب، بل يساعدون أيضا الجهود الوطنية والمجتمعية لمكافحة الفيروس، في كافة بعثات الأمم المتحدة. قال غوتيريش: "أنا فخور بالعمل الذي قاموا به".
*مناصرة النوع الاجتماعي
احد حفظت السلام
بعد إتمامها مؤخرا عملها مع بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) في كانون الأول/ديسمبر الماضي، منح الأمين العام للأمم المتحدة الرائدة أو الميجور ستبلين نيابوغا، من كينيا، جائزة مناصرة النوع الاجتماعي العسكرية الأممية هذا العام. أثناء خدمتها في دارفور، شهدت الرائدة نيابوغا معاناة عدد لا يحصى من النساء أثناء النزاع المسلح، حيث تعرضن للنزوح والعنف الجنسي والتهميش السياسي.