استطاعت أن تلفت أنظار جمهور الشاشة الصغيرة بأدائها التمثيلي الصادق السلس؛ وتفاعل مع أدائها في مسلسل «الطاووس» حتى تصدرت ترندات مواقع التواصل الاجتماعي. إنها الفنانة الشابة فرح الزاهد، التي تمتلك كاريزما ساعدتها في العبور إلى قلوب الجماهير في أول عمل درامي لها. رغم أنها شقيقة الفنانة هنا الزاهد، لكنها أكدت أن دخولها الوسط الفني بعيدٌ تماماً عن الوساطة والمحسوبية. استضافت الفنانة فرح الزاهد مجلة «سيدتي» في منزلها، للتحدث على صفحاتها، وفي حوار مصوّر بالفيديو ينشر على موقعها، عما تطمح له في مجال التمثيل، وموقف شقيقتها هنا وزوجها أحمد فهمي عندما علما برغبتها في التمثيل، وأمور أخرى نكتشفها معاً في الحوار الآتي:
القاهرة | بوسي عبدالجواد Possy Abdel-Gawad
تصوير | محمد عربي Mohamed Arabi
نال دورك في مسلسل «الطاووس» ردود أفعال إيجابية. هل توقعتِ هذا النجاح؟
سعيدة جداً بردود أفعال الجمهور، وتصدري ترندات مواقع التواصل الاجتماعي كان مفاجأة بالنسبة لي، ولكن إشادات وتشجيع الجمهور منحني ثقة كبيرة في نفسي، وساعدني على تقمص الشخصية بشكل أكبر، حتى أستطيع إيصال أحاسيس «فرح» للجمهور. وأكثر ما أسعدني أنني نجحت في لفت الأنظار وسْط نجوم كبار عملتُ معهم في المسلسل، والذين أعتبرهم «غيلان تمثيل».
«فرح» في المسلسل شخصية صعبة، بها تفاصيل كثيرة وصراعات نفسية داخلية. كيف كانت التحضيرات لها؟
لم أحضّر للشخصية، أتعايش معها أمام الكاميرا، وأترك أحاسيسي تخرج بشكل تلقائي، والمخرج رؤوف عبد العزيز كان يمنحني الفرصة لأقدّم المَشاهد بأحاسيس قوية، كما أنني من الشخصيات التي تفضل الدراما والأدوار المركبة الصعبة، التي بها تفاصيل وصراعات داخلية، وأرى نفسي في هذه الشخصيات وأحب أن أعبّر عنها.
نفهم من ذلك أنك لا تميلين للكوميديا مثل شقيقتك الفنانة هنا الزاهد، التي قدمت أكثر من عمل كوميدي؟
لا أرى نفسي في الكوميديا، شخصية فرح في «الطاووس» قريبة من شخصيتي الحقيقية، لم أشعر بغربة تجاهها، وكل انفعالاتي وردود أفعالي كانت حقيقية وليست تمثيلاً، لهذا صدّقَني
الجمهور، حبي للأدوار الصعبة والمركبة لا يقلل من قيمة الأعمال الكوميدية، فالضحك رسالة أيضاً، ولكن لا أرى نفسي فيها.
قلتِ إن فرح قريبة من شخصيتك الحقيقية؛ فما القواسم المشتركة بينكما؟
رغم أنني لم أعش قهرها على موت زوجها في شهر العسل، لأنني لم أتزوج من قبل، لكن تشبهني في قوتها وإصرارها على الحق، وتضامنها مع الفتيات اللاتي يتعرضن لمضايقات، سواء باللمس أو الألفاظ، فهي دشنت صفحة على الفيسبوك بعنوان: «امسكوهم» لفضح المغتصبين، وأنا كذلك لا أسكت على الحق، وأحارب حتى أنصر المظلوم، خاصة في الأشياء التي تخص المرأة.
أصعب مشاهدي
وماذا عن أصعب المشاهد في المسلسل؟
مشهد المواجهة بيني وبين المغتصبين، والذي احتل الترند على اليوتيوب، ومشهد موت زوجي «كريم» في المسلسل، والذي نال ردود أفعال إيجابية على منصات «السوشيال ميديا» كلها، رغم صعوبة المشهدين، لكني سعيدة بالأصداء الإيجابية حولهما، لأنني قمت بتجسيدهما بشكل ارتجالي من تأليفي أثناء التصوير، حينها طلبت من المخرج رؤوف عبد العزيز أن يتركني أفعل ما أريد في المشهد، وفي الحقيقة وافق واحترم رغبتي ولم يعترض، وأنا مَدينة له بذلك، لأن هناك مخرجين قد لا يوافقون ولا يمنحون الممثل نفس الفرصة.
هنا شجعتني وحمستني
ما رد فعل شقيقتك الفنانة هنا الزاهد عندما علمت برغبتك في التمثيل. وهل كان لها دخل في ترشيحك لمسلسل «الطاووس»؟
«هنا» لم تُبدِ أي اعتراض عندما علمت برغبتي في دخول المجال، بالعكس شجعتني وحمستني، ولكن مشاركتي في مسلسل «الطاووس» جاءت بعيداً عن أية وساطة أو محسوبية، وليس لـ «هنا» أي تدخل فيه، فقد كانت هناك نجمة شابة مرشحة للدور، لكن أستاذ رؤوف عبد العزيز، كان يبحث عن وجه جديد، مفضلاً عدم منحه لممثلة يعرفها الجمهور، والمنتج هاني كشكوش، الذي تعرفتُ عليه من خلال عدة لقاءات جمعته بشقيقتي هنا، هو من رشحني للمخرج حتى قابلته، ووقعتُ على العقد في اللقاء الأول.
ماذا أضاف لك المخرج رؤوف عبد العزيز؟
سعيدة جداً بالتعاون مع المخرج رؤوف عبد العزيز الذي منحني فرصة كبيرة، وكان يحترم رغبتي في تجسيد المشاهد برؤيتي، وهذا ما يرفضه أغلب المخرجين، لكنه كان واثقاً في موهبتي كثيراً.
ما التعليقات التي جاءتك من شقيقتك الفنانة هنا الزاهد وزوجها الفنان أحمد فهمي، على دورك في المسلسل؟
كانا سعيدين جداً بدوري في المسلسل، وتفاجآ بأدائي، خاصة أنني لم أراجع مشاهدي مع «هنا» خلال التحضيرات للشخصية، وشجعتني أن أكمل في المجال، وكذلك أحمد فهمي كان يأخذ مشاهدي ويقوم بنشرها في صفحته الرسمية على الفيسبوك، تشجيعهما لي كان يقويني ويمنحني الثقة بالنفس.
هل شعرتِ بالخوف من تجسيد هذه الشخصية الصعبة في بداياتك الفنية؟
المسلسل بالنسبة لي كان اختباراً، والحمد لله نجحت فيه، كما أنني كنت مستمتعة جداً بالشخصية، لأنني كما قلت سلفاً أحب هذه النوعية من الأعمال، ولكن لا شك أنني شعرت بالخوف في البداية، خاصة أن الشخصية فيها أحاسيس كثيرة، وكنت متخوفة ألا أستطيع توصيل إحساسها للجمهور، لكن بعد ردود أفعال الجمهور، أشعر بأنني اجتزت الاختبار بنجاح.
بعد هذا النجاح والإشادات الكبيرة التي تلقيتِها عن دورك في الحلقات الأولى من المسلسل، كيف استقبلتِ قرار التحقيق مع صنّاع المسلسل في المجلس الأعلى للإعلام والتلميح بإيقافه؟
شعرتُ بالخوف، في الحقيقة لست أنا وحدي، ولكن كلنا جميعاً شعرنا بالخوف والحزن، لأننا بذلنا مجهوداً جباراً في المسلسل، وأيضاً الفنانة سهر الصايغ، حيثُ إن العمل يمثل البطولة الأولى لها، وحزني الأكبر كان على ضحايا التحرش الجنسي، اللاتي يعتبرن المسلسل بارقة أمل بالنسبة لهن، وانتصاراً لحقوقهن، كنت أتخيل شعورهن تجاه وقف المسلسل الذي يناقش قضيتهن ويطالب بحقوقهن، ولكن ربنا لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ونحن جميعاً اجتهدنا وعملنا على هدف واحد ورسالة واحدة، وتم إصدار قرار باستمرار المسلسل وتبرئته من التهم المنسوبة إليه بتخطيه معايير الرقابة.
وكيف رأيتِ موقف زملائك من الفنانين الذين دشنوا هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم مسلسل «الطاووس»؟
سعيدة جداً بموقف الفنانين، ودعمهم للحريات، ومساندتهم بلا شك كانت سبباً رئيسياً في استكمال عرض المسلسل، وسعيدة
المنصات الرقمية هي السائدة الآن ولكنها لا تلغي الشاشة الصغيرة وإنما تدعم الفن لتقديم أعمال أكثر جرأة أكثر بحالة الحب الموجودة في الوسط الفني، فأغلب الفنانين الذين قاموا بمساندة المسلسل، كانت تعرض لهم أعمال في نفس الموسم الرمضاني، فليس من مصلحتهم الوقوف بجانب عمل درامي يعتبر غريماً لهم، لكن ثقتهم في أنفسهم وإيمانهم بالرسالة التي يقدمها الفن واحترامهم لمهنتهم، كانت دافعاً قويا لموقفهم النبيل. وأنا فخورة بانتمائي للوسط الفني.
ما القضية النسائية التي تهم المرأة، وتتمنَين التطرق إليها في أعمالك القادمة؟
العنف المنزلي، أرفضه بكافة أشكاله، هناك مشهد لي في المسلسل بالمشاجرة مع المنزلاوي، أحد المغتصبين، فبعد انتهاء المشهد تعبت وذهبت للمنزل وجسمي كان يؤلمني بسبب مشهد التشاجر، حينها قلت في خاطري ماذا عن الفتيات اللواتي يتعرضن للعنف من أزواجهن وأشقائهن، الحمد لله لم أتعرض للعنف المنزلي في حياتي، سواء من والدي أو والدتي، أتمنى تسليط الضوء على هذه القضية في أعمال قادمة.
كيف تقيّمين تجربة العمل مع «سيدة المسرح العربي» سميحة أيوب، والفنان القدير جمال سليمان؟
للأسف لم تجمعني مشاهد بـ«سيدة المسرح العربي» الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، لكن كنت أراها في الكواليس، فهي فنانة طيبة جداً وجميلة، وتحترم المواهب الشابة، والفنان جمال سليمان إنسان رائع وهادئ، تعلمت منه الصبر والتريث، والتركيز في العمل، وكذلك الفنانة سهر الصايغ، التي أراها فنانة موهوبة متمكنة من أدواتها الفنية، أعتبر نفسي محظوظة أنني عملت في مسلسل يضم كوكبة من هؤلاء النجوم، لأنه ساعدني أن أكتسب خبرات من أجيال مختلفة.
مَن الفنانون الذين تتمنَين الوقوف أمامهم؟
أنا مازلت في أول الطريق، فهناك الكثيرون الذين أتمنى العمل معهم، مثل: أمير كرارة، وأحمد عز، وكريم فهمي، وآسر ياسين، والفنان القدير دكتور يحيى الفخراني.
وماذا إذا عُرض عليكِ عمل يجمعك بشقيقتك الفنانة هنا الزاهد. هل توافقين؟
أتمنى ذلك، ولِم لا؟ وبالفعل عُرضت علينا أعمال معاً ولكن رفضنا، لأننا نظهر فيها كأشقاء، ونحن نرفض ذلك، ونريد عملاً يضيف لنا كفنانتين، وحين نعثر على الورق المناسب لن نتردد في تقديمه مباشرة، المهم أن يكون عملاً يحمل رسالة أكثر من كونه تجارياً.
بعيداً عن الفن، ما طقوس فرح الزاهد؟
أنا شخصية روتينية جداً، لست مرحة ولكن لست نكدية أيضاً، ولست من هواة السفر ولا «الشوبينج»، وأكره المناسبات، أنا شخصية بيتوتية جداً، أحب المكوث في المنزل ومشاهدة الأفلام.
كنت من المتفوقات
كيف ترَين الفارق بين المنصات الرقمية والشاشة الصغيرة؟
هناك فارق كبير، المنصات الرقمية لا توجد عليها رقابة مشددة مثل التلفزيون، بالتالي هناك حرية أكثر في طرح الموضوعات والقضايا، كما أن المنصات الرقمية هي السائدة الآن، ولكنها لا تلغي الشاشة الصغيرة، وإنما تدعم الفن لتقديم أعمال أكثر جرأة في الموضوعات.
ما أكثر قطعة تستحوذ على اهتمامك في «الشوبينج»؟
الأحذية، خاصة الشتوية منها، فأنا بطبعي أميل أكثر للملابس الكلاسيكية عن الكاجوال.
علاقتك بالمطبخ؟
علاقتي بالمطبخ سطحية جداً، لا أجيد سوى عمل المعكرونة بالتونة فقط، ولكن لدي ذوق في إعداد وتحضير الطعام، وهنا مثلي أيضاً، لكن نور شقيقتنا الصغرى تعشق المطبخ وتجيد الطبخ جيداً.
قلتِ إنك شخصية بيتوتية تحبين المكوث في المنزل. هل يعني ذلك أننا لن نراكِ كثيراً في المهرجانات السينمائية؟
طالما اخترت أن أكون ممثلة، لا بد من التواجد في المحافل والمهرجانات السينمائية، لأنها تمنح خبرة كبيرة للفنان، وهنا أقصد الورش التمثيلية التي يتيحها المهرجان، وليس في حفلي الافتتاح والختام اللذين يركز عليهما الإعلام فقط.
هل هناك مشاريع جديدة تستعدين لتقديمها؟
لست من الفنانات اللواتي يضعن خطة لأنفسهن، أنتظر أدواراً مركّبة تبرز موهبتي وأرى نفسي فيها.
هنا الزاهد سبقتك بسنوات في العمل الفني، لماذا تأخرتِ في قرار احترافك للتمثيل؟
لم أتأخر، الخطوة جاءت في ميعادها، أولاً هنا أكبر مني بعامين ونصف العام، وأثناء احترافها للتمثيل كنت أدرس في الجامعة، وأنا لست من الشخصيات التي تركز في أكثر من عمل في آن واحد، خاصة أنني كنت مهتمة بدراستي ومن المتفوقات، فأنا الأولى على دفعتي لأربع سنوات في الجامعة، وكانت عندي خطط مختلفة مثل الماجستير والتحضير للدكتوراه، وبالفعل اتخذت خطوات في هذا الاتجاه، حتى جاءني «الطاووس» دون أي تخطيط مني أو من شقيقتي هنا أو زوجها أحمد فهمي، فوافقت عليه لأن الدور أعجبني، وقصة المسلسل استفزتني.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي