هناك إجماع طبي وتربوي على تأثير التجارب الإيجابية والسلبية في المنزل والمدرسة على النمو العاطفي للطفل؛ حيث تدفع الطفل إلى تضخيم الثقة بالذات أو تضعفها حين يصل إلى سن أل 8 سنوات تحديداً، كما يتوقف الأمر على مساحة أو قدر هذه التفاعلات العائلية مع الطفل منذ مولده، والثناء والتشجيع من جانبهم.. ما يعزز من ثقة الطفل بنفسه، أو يمنع تأخير نموه العاطفي.. لمزيد من التفاصيل، معنا الدكتورة نادية يوسف، أستاذة أصول التربية بجامعة حلوان
ما هو النمو العاطفي للطفل؟
- إن التطوُّر العاطفي والاجتماعي للطفل يتمثَّل في تجارب الطفل وإدارة عواطفه وقدرته على إقامة علاقات إيجابية مع الآخرين، كما أن المهارات الاجتماعية والعاطفية للطفل تُساعده في النهاية على تطوير علاقاته مع الأصدقاء وأفراد العائلة، إضافة إلى التدريب على العمل في مجموعات، وبتطويره العاطفي سيتعلم التسامُح والاستجابة لمشاعر الآخرين
تطور قدرات الطفل العاطفية
- العاطفة والنمو العاطفي أكثر ما يميز الإنسان، والعاطفة تنشأ مع الطفل وتنمو وتأخذ مداها مع الإحساس بحب الأم والأب مند المولد، والطفل السوي من الناحية العاطفية يقف وراءه أم وأب يراقبان ويدققان ويحللان كل تصرف يقوم به الطفل أمامهما أو وسط الآخرين. والهدف في النهاية.. إصلاح الطفل وإتاحة الفرصة للنمو العاطفي الصحي.. والذي لا يختلف عن أقرانه في نفس عمره، أو عما نطالعه بكتب التربية
دور الأهل في النمو العاطفي للطفل
- تنمو قدرات الأطفال بشكل سريع ابتداءً من لحظة الولادة، حيث تتطور قدراتهم الحركية والإدراكية ومهارات التواصل والتفاعل العاطفي والاجتماعي
- والتفاعل العاطفي يعد جانباً بالغ الأهمية ويجب الاهتمام به ورعايته، خاصة في الأعوام الأولى من عمر الطفل
- للأهل دور كبير في تنمية هذه القدرات الاجتماعية والعاطفية، ويتم ذلك بقضاء وقت كافٍ مع أطفالهم؛ لمساعدتهم على تنمية مهاراتهم، والتدريب بالممارسة والاحتكاك.. يحافظ على صحة الأطفال العاطفية، مع توفير الإحساس بالدعم والأمان والحب لهم، مما يعزز من قدراتهم العاطفية
- على الآباء الاهتمام بنوعية الأنشطة التفاعلية التي يمارسونها مع أطفالهم، مع تخصيص وقت للابتعاد عن المؤثرات الخارجية والتركيز على بعضكم البعض
- هذا النشاط العائلي يساعد على تحسين القدرات العاطفية لدى الأطفال وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية وتطوير قدراتهم اللغوية أيضاً
- كما تسهم تصرفات الأهل في تنمية التوازن العاطفي عند الطفل وتعزيز قدرته على التفاعل مع الآخرين بشكل مناسب
- هذه الرعاية العاطفية والاجتماعية المناسبة تؤهل الأطفال في مراحل لاحقة ليصبحوا شباباً ناجحين في العمل وقادرين على بناء علاقات دائمة
علامات تأخر النمو العاطفي
1- انعدام الرغبة في التواصل الاجتماعي
- تنمو قدرات الطفل الجسدية في مرحلة منتصف الطفولة، وهي الفترة التي يتسع فيها عالم الطفل بالأصدقاء والتجارب، ويحتاج إلى تواصل إيجابي مع العالم من حوله؛ لتتعزّز ثقته بنفسه
- وقد يتعرّض لمضايقات أو اعتداء من بعض زملائه، فإذا كانت استجابة الطفل لهذه الظروف.. هو رفض لإقامة العلاقات الاجتماعية وتكوين صداقات، فهذا يعد علامة على التأخر في النمو العاطفي
- من هنا كانت أهمية اشتراك الطفل في أي عمل جماعي أو تعاوني مع أو وسط الآخرين، سواء أفراد الأسرة أو الأصدقاء.. ما يمنع اهتزاز الثقة بالنفس
2- العدوانية
- كثيراً ما يلجأ الطفل -خاصة عند وصوله إلى 8 سنوات، واكتمال عضلات جسمه والوصول إلى درجة عالية، فتنمو مهاراته وقدراته الحركية- إلى إمكانية الدفاع عن النفس وتوجيه عدوانيته إلى من يضايقه
- ويترتب على هذه العدوانية ورفضه التواصل مع الآخرين.. إلى الشعور بالوحدة والفراغ والجلوس وحده لساعات طويلة يومياً.. ما يزيد من عدوانيته تجاه الآخرين
3- ضعف الثقة بالنفس
- وكل الأمور السابقة لابد أن تصل به إلى عدم الثقة بنفسه، أو القدرة على مواجهة الأصدقاء من جديد والاستمتاع معهم بوقت طيب جميل، أو حتى المشاركة في أي لعبة جماعية
4- الاستهانة ورفض تطبيق القوانين
- من الطبيعي أن يزداد وعي الطفل بالقواعد والقوانين التي تضبط السلوك، سواء في البيت أو المدرسة، واستهانة الطفل بهذه القوانين وبالعواقب المترتبة على مخالفته لها، تعد علامة على تأخر نموه الإدراكي والعاطفي
- كما قد تكون هذه السمة من علامات اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، لذلك
- على الأبوين الانتباه مبكراً لهذه العلامة، وطلب المساعدة النفسية والتربوية؛ لتجنّب تورّط الطفل في مشاكل ذات صلة بالعنف
مراحل النمو العاطفي لدى الطفل
- كل مرحلة من مراحل نمو الطفل لها معالم تختلف عن المرحلة التي قبلها، وهنا نطالع معالم التطوُّر المُعتاد ظهورها في الأطفال في كل مرحلة
في عُمر ثلاثة أشهر
- يبدأ بالابتسامة لمن حوله
- يستمتع باللعب مع الوالدين، وقد يضطر للبُكاء عند توقف اللعب معه
- يُحاول التواصُل بالوجه والجسم مع الآخرين
- يُمكنه تقليد تعابير الوجه
في عُمر سبعة أشهر
- يستجيب عندما يسمع اسمه
- يستجيب لصوت الأم ويتأثر بمشاعرها
- يستمتع برؤية نفسه في المرآة
عند إتمامه عامه الأول
- يبدأ في إظهار الخجل عند وجود أشخاص غير معروفين له
- يُفضِّل التواجد حول أشخاص مُعينين وفي وجود ألعاب مُعينة
- يبدأ باختيار الطعام ورفض بعض أنواعه
- سيكون قادراً على تكرار بعض الأصوات والإيماءات
- ولكن لا داعي للذُعر إذا أخفق طفلكِ في بعض هذه التطوُّرات، أو تأخرت عنه بضعة أسابيع، في حين يصل بعض الأطفال إلى هذه المراحل في وقت أقرب من غيرهم