قصة - لينا الحوراني
تبنت عائلة قروية قطاً جميلا وأسمته نيمار، وهو تصغير لاسم النمر، أرادوه أن يتحلّى بالشجاعة والقوة، بين أصدقائه القطط ويرعب فئران الحديقة ويصطادهم بسهولة.
عاش نيمار داخل البيت القروي الكبير مرفهاً، وهو يجلس طوال اليوم بجانب المدفأة، كانت أطول مشاويره متثاقلاً إلى المطبخ ليطلب الطعام الذي يأكله بشراهة، أو إلى الحمام ليقضي حاجته، ثم يعود إلى مكانه المعهود بجانب المدفأة ويغرق في أحلام يقظته بأنه اصطاد دزينة من الفئران، حتى يغطّ في نوم عميق.
عندما صار الجو ربيعياً، اجتمعت قطط الحقول المجاورة، أمام الباب الزجاجي للمنزل الكبير، وطلبوا من نيمار، أن يخرج ليلعب معهم ويصطاد الفئران، لكنه كان يرفض بشدة، حتى أن ربة المنزل حاولت أكثر من مرة دفعه للخروج إلى الحديقة؛ لكن من دون جدوى. ظلّ كسولاً ومليئاً بالأوهام، إلى أن بات حملاً على العائلة.
بات نيمار جباناً ويخاف الفئران، وفي يوم من الأيام وقف وراء النافذة الزجاجية، ومنها شاهد قطة الجيران قمر الليلة، التي كانت تتباهى بوبرها الأبيض الطويل وعينيها الزرقاوين.
ظل نيمار يراقب القطة كل يوم وهو يحلم بالزواج منها، إلى أن أصدر مواء فالتفتت إليه قمر الليلة بتعال، واقتربت منه وكلمته من وراء الزجاج، وقالت: أنا لم أرك يوماً تلاحق الفئران في الحقول مع القطط الشجاعة، هل تخاف من الفئران؟.
فحرك نيمار جسده بغرور، حتى وقف وبره، وردّ قائلاً: أنت تقفين طوال اليوم على الحائط، ولا تشاهدينني وأنا أصطاد الفئران في الجانب الآخر، البارحة فقط اصطدت 6 فئران واليوم أنوي أن أخرج لأصطاد الـ 6 الباقية، وأكملها لتصبح دزينة.
عند وقت الظهيرة، لم يخرج نيمار من البيت، وشعر بالخوف من الفئران في الحقل، فاسترخى بجانب الموقد، وهو يحلم بأنه اصطاد 12 فأراً ونال إعجاب قمر اليلة التي قبلت الزواج به.
ظل نيمار يحلم ويحلم لأيّام، إلى أن قررت ربة المنزل طرده خارج البيت، بعد أن ازداد أكله ووزنه معاً، من دون فائدة.
في الصباح وجد نيمار نفسه مرمياً في الحقل، فمشى متثاقلاً، عندها رأى فأراً فهرع نيمار مهرولاً ليختبئ خوفاً منه، وعندما لاحظ الفأر خوف القط، لحق به، وعلى الفور اجتمعت فئران الحقل، وهي تركض وراء نيمار، الذي لا يجد مكاناً للاختباء، في هذه اللحظة، مرّت قمر الليلة، واستهزأت بالقط نيمار، وقالت: "لن أتزوج من جبان حتى لو قضيت عمري من دون زواج".