للمرة الثانية هذا العام أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا» اكتشاف كوكب وصفته بـ«الغريب» أثار اهتمام العلماء خلال بحثهم عن حياة خارج كوكب الأرض، حيث إنه يمكن أن يكون مشابهاً بشكل مذهل لكوكبنا..
الكوكب التاسع بعيد في نظامنا الشمسي
اما المرة الأولى كانت في بداية هذا العام حيث تمكن فيها علماء الفلك من قياس حركة كوكب شبيه بالمشتري يدور بعيدا جدا عن النجوم المضيفة وقرص الحطام المرئي. وهذا القرص مشابه لحزام كايبر المكون من أجسام صغيرة جليدية خلف كوكب نبتون. اطلق عليه اسم "الكوكب التاسع". حيث أوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، ميجي نغوين من جامعة كاليفورنيا في بيركلي أن "هذا النظام يرسم مقارنة فريدة محتملة مع نظامنا الشمسي. إنه منفصل على نطاق واسع جدا عن نجومه المضيفة في مدار غريب الأطوار ومنحرف للغاية، تماما مثل التنبؤ الخاص بالكوكب التاسع. وهذا يطرح السؤال عن كيفية تشكل هذه الكواكب وتطورها في نهاية المطاف في تكوينها الحالي". وعمر النظام الذي يوجد فيه هذا الغاز العملاق 15 مليون سنة فقط. ويشير هذا إلى أن كوكبنا التاسع، إذا كان موجودا، يمكن أن يكون قد تشكل مبكرا جدا في تطور نظامنا الشمسي البالغ من العمر 4.6 مليار سنة. ويقع الكوكب خارج المجموعة الشمسية بعيدا جدا عن النجم المزدوج المضيف، على بعد 336 سنة ضوئية، أكثر من 730 مرة من مسافة الأرض عن الشمس، أو ما يقارب 6.8 مليار ميل. ويزحف الكوكب ببطء شديد حول مداره، نظرا لقوة الجاذبية الضعيفة للنجوم الأم البعيدة جدا.
اما المرة الثانية حينما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن باحثين من مختبر تابع لناسا وجامعة نيومكسيكو، اكتشفوا كوكبًا خارج المجموعة الشمسية أطلقوا عليه اسم TOI-1231 b يدور حول نجم قزم معروف باسم القزم الأحمر.
وأفاد العلماء بأن الكوكب المكتشف حديثا هو بحجم كوكب نبتون، ويتم دورته حول نجمه كل 24 يومًا، حيث أنه أقرب بثماني مرات إلى نجمه من المسافة بين الأرض والشمس، لكن درجة حرارته تقترب إلى حد كبير من درجة حرارة الأرض، بسبب ضعف قوة نجم القزم الأحمر الذي يدور حوله الكوكب.
غلاف الغريب الجوي
وتبين للعلماء أن الغلاف الجوي للكوكب تبلغ حوالي 330 كلفن أو 140 درجة فهرنهايت، ما يعني أن الكوكب TOI-1231b أحد أروع الكواكب الخارجية الصغيرة التي يمكن دراسة غلافها الجوي حتى الآن، كما رجح العلماء وجود سحب في غلافه الجوي، ما يعني احتمال وجود ماء على سطح الكوكب. من جانبها، صرحت جينيفر بيرت، إحدى باحثات ناسا، والأستاذة المساعدة في قسم الفيزياء وعلم الفلك بجامعة نيو مكسيكو: "ستتيح لنا الملاحظات المستقبلية لهذا الكوكب الجديد تحديد مدى إمكانية تكوين السحب المائية حوله". مضيفًا أن مزيدًا من الدراسة سيكون ضروريًا لفهم كيفية تكوين تلك السحب بدقة. وفي وقت سابق، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن تنفيذ مهمة جديدة للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عاما، لأحد أكثر الكواكب شهرة في مجموعتنا الشمسية، بعد مؤشرات تؤكد وجود حياة على سطحه. وكشفت وكالة الفضاء الأمريكية النقاب عن مهمتين جديدتين بقيمة 500 مليون دولار، من المتوقع إطلاقهما في غضون السنوات العشر المقبلة إلى جار كوكب الأرض.