عفواً، سيدتي الأم، الحضانة ليست مجرد مكان تتركين فيه طفلك لسبب من الأسباب، كما أن اختيارك للحضانة لا ينبغي أن يرتبط بقربها من البيت أو ابتعادها عنه، ولا ترتبط جودتها أيضاً بمساحة الحضانة وكمّ المربين بداخلها فقط؛ ودورك بعد الاختيار لم ينته بعد، فهناك شروط للحضانة الآمنة لطفلك، وهناك ملاحظات عليكِ فهمها واستيعابها بمراقبة طفلك وهو ذاهب للحضانة، وهو راجع منها أيضاً، وتذكري دائماً أن ابتعاد طفلك عنك يُعد الفطام الثاني له فلا تزيدي من همومه، ودققي في اختيار الحضانة المناسبة. معنا خبيرة التربية الدكتورة نادية يوسف الأستاذة بجامعة حلوان.
قواعد عليكِ مراعاتها
قرار ذهاب الطفل للحضانة من القرارات المهمة بالنسبة للوالدين، خصوصاً في المرحلة الأولى من عمره، وفي حالات عمل الأم الذي يتطلب ساعات طويلة من البقاء بعيداً عنه.
بدايةً لا بد من اختيار مكان الحضانة، بالصورة التي تجعله قريباً من المنزل، أو العمل في حالة عمل الأم.
أو بالنسبة لمنزل شخص موثوق به كإحدى الجدات؛ لتيسير عملية الذهاب للطفل حال اقتضت الضرورة ذلك.
ومن الأمور المهمة التي يجب أن يتأكد الآباء منها، هو أمن وسلامة منطقة الألعاب، وتجهيزها بالأرضيات المصنوعة بالفوم والخاصة بملاعب الأطفال في الأعمار الصغيرة وذلك لتجنب إصابة الطفل بجروح أو كسور في حالة السقوط على الأرض.
الحضانة ليست مخزناً لوضع الأبناء وتكديسهم فيها لحين انتهاء الأم من عملها والحضور لاصطحابهم.
أولويات التعليم.. وقبول فكرة التلقين!
- لا ينبغي قبول فكرة تلقين الطفولة الغضة أولويات التعليم من قراءة وكتابة وحساب داخل البيت أو الحضانة؛ حتى لا يشعر الطفل بالملل..ولكن هناك آباء يرحبون بذلك.
- رسالة الحضانة الأولى للأطفال الرضع والفُطماء إشباع حاجتهم النفسية والإنمائية؛ من حنان وعطف وإحساس بالأمن الذي تعودوا الحصول عليه من تعاملهم مع الأم.
- على الأم انتقاء الحضانة والمشرفة بدقة وعناية بالزيارة أو السؤال؛ فهي تقوم بدور الأم البديلة الصالحة لرعاية الطفل، حتى لا يتزعزع أمنه ويُثار قلقه.
- من المفيد متابعة الأم لسلوكيات المشرفة بالحضانة وهل تقوم بواجبها من احتضان للطفل ومراعاته وإشعاره بأمومتها، إلى جانب مَدِّه بالعطف والحماية والدفء تعويضاً عن غياب الأم.
- اسْعَيْ لخلق جو ودي دافئ بينك وبين المشرفة؛ فيشعر الطفل بأن الحضانة بيته وأسرته، وأن المشرفة تحبه وتفرح لمجيئه ووجوده بالمكان، وإن غاب افتقدته.
- هل فكرتِ بزيارة الحضانة التي اخترتِها، واصطحبتِ طفلكِ معكِ للتعرف إلى المكان والمشرفة، وربما تركتِه لفترة زمنية قليلة وحده؟
- قبل التحاق الطفل فعلياً، يُنصح بملاحظة تأثير الحضانة في سلوكيات الطفل؛ هل أثارت مشاعر عدوانية لديه أو عملت على تهدئته وتخفيف عدوانيته ثم الاندماج مع أقرانه؟
كيفية اختيار الحضانة الأفضل
- لا بد من مراعاة عنصر الأمان داخل الحضانة التي ستختارينها لطفلك، الذي يتمثل في نظافة المكان والحمامات؛ لضمان عدم إصابته بالأمراض.
- وتوافر عدد كافٍ للمربيات بالحديقة وبغرفة الألعاب.. لضمان عدم تعرضه لأي إصابة، وتوافر معدات الإسعافات الأولية؛ لإنقاذ الطفل في حال تعرضه لأي أذًى محتمل.
وجبات الحضانة الغذائية
- تفضل الكثير من الأمهات أن يقمن بإعداد وجبات غذائية للحضانة ويضعنها برفقة الطفل؛ حتى يتناولها خلال الساعات التي يقضيها هناك ولكن الأخريات لا يجدن هذا أمراً سهلاً، وبالتالي يلجأن لتلك الوجبات التي توفرها الحضانة.
- لذلك من المهم إلقاء نظرة على مطبخ الحضانة، ومكان إعداد الوجبات؛ للتأكد من نظافته ومراجعة قائمة الوجبات التي يقدمونها لطفلك،والتأكد من كونها أطعمة صحية لن تضره.. هذا إذا لم تتمكني من إعداد وجبة طفلك بالمنزل.
تحدثي وتعرفي إلى المسؤولين بالحضانة
- من المفيد جداً للغاية الجلوس مع مسؤولي الحضانة والتعرف إليهم، ومراقبة طريقة تفكيرهم، وكيف يفكرون للتعامل مع الأطفال ومع الجميع، مع لقاء المربية الملازمة للطفل وذلك بهدف تكوين صورة واضحة عن مدى ثقافتهم، وكيف سيكون تأثيرهم في سلوك طفلك، ولتحصلي على الإحساس بالأمان والرضا والاطمئنان على طفلك.
تعرفي إلى البرنامج الدراسي
- نعم، بعض الآباء يريدون أن يبدأ أطفالهم التعلم داخل الحضانة للتأهل للمدرسة؛ لهذا عليكِ أن تتعرفي إلى برنامج التدريس الخاص بالحضانة، وما إن كان ذلك يتناسب والأشياء التي تبحثين عنها أم لا؟
نوم القيلولة لطفلك!
- الأمر ليس بسيطاً؛ فالطفل ما زال صغيراً، ويحتاج إلى فترات للراحة والنوم خلال الساعات التي يقضيها بالحضانة، وحتى لا يصيبه الإعياء أو الإرهاق لذلك تأكدي من أن الحضانة توفر ذلك وتسمح به. ادخلي غرف الحضانة، وتأكدي من وجود الأَسِرَّة النظيفة الآمنة.
انتبهي جيداً لتهوية الفصول
- في ظل كورونا، تأكدي من وجود تهوية بكل غرفة يدخلها الطفل؛ حتى يتجدد الهواء ويصبح المكان آمناً لكل طفل حيث إن وجود منفذ جيد للهواء مهم جداً لتقليل فرصة انتشار العدوى بين الأطفال
انتظري طفلك عند عودته
- لا بد من مراقبة طفلك جيداً منذ اليوم الأول الذي يعود فيه من الحضانة، ولاحظي كيف يكون مزاجه؟ هل يبدو سعيداً؟ مرحاً؟ هل يتصرف بشكل غريب أو مختلف؟
- هل تلاحظين أي تغيير في السلوك أو المواقف سواء كانت سلبية أو إيجابية؟ هناك أهمية كبيرة لهذه الملاحظات على طفلك؛ بها يمكن أن يستمر بالحضانة أو العكس تمنعينه من الذهاب إليها.
-