الاضطرابات النفسية حالة شائعة جداً عند بعض الأطفال؛ نظراً لأن الطفل كائن رقيق سريع التأثر بما يدور حوله، داخل بيته ووسط نطاق أسرته، وخارج المنزل أيضاً؛ بالمدرسة والشارع والنادي، ومن هنا كانت مسؤولية الآباء كبيرة في مراقبة الابن.. ملامحه.. وتصرفاته.. إلى أين تتجه، وإلى ماذا تشير؟ بهدف حمايته، وحتى يتمكنوا من سرعة علاجه، فيشبّ الطفل سليماً معافى بعيداً عن الاضطرابات والمشاكل النفسية. معنا الدكتورة ابتهاج طلبة، الأستاذة بكلية رياض الأطفال، في حوار خلص لسيدتي نت بحيث نعرض عليها المشكلة، ومعها نتعرف على الأسباب وطرق العلاج.
عوامل تؤثر في نفسية الطفل
- ترتبط الاضطرابات النفسية عند الأطفال بمستويات غير طبيعية من الناقلات العصبية، مثل السيروتونين أو الدوبامين في الدماغ، وانخفاض في حجم بعض مناطق الدماغ، وكذلك زيادة النشاط في مناطق أخرى منه
- ويمكن أن تنتقل الاضطرابات النفسية بشكل مباشر إلى الأطفال في حال كان أحد الوالدين مصاباً بها ، أو كانت الأم قد أنجبت طفلها قبل إتمامها عامها الـ18؛ أي قبل أن يكتمل نموها البدني والعقليّ بشكل تامّ
- وقد يكون المرض النفسي في مرحلة الطفولة ردّ فعل على البيئة التي يعيش وسطها الطفل؛ حيث إنه دائم التعرّض للإساءة اللفظية أو الجسدية أو الجنسية.
- ومن الممكن أن تسبب وفاة أحد أفراد أسرته، أو طلاق الأهل، أو حتى مشاكل في المدرسة، خصوصاً إذا كان ضحية للتنمّر، في نشأة الكثير من الاضطرابات النفسية للطفل
- وأحياناً يكون سبب الاضطراب كون الطفل يعجز عن استيعاب وحفظ الدروس بسرعة
- إن هذه المشاكل تؤدي إلى إصابة الأطفال باضطرابات عقلية تهدّد مستقبلهم، في حال لم يتمّ علاجها على الفور ومتابعتها من قبل اختصاصي نفسي
- المعتاد أن المشاكل النفسية تنشأ صغيرة؛ كالخجل أو القلق.. أو الانطواء والميل للوحدة والعزلة، ثم تكبر لتصل إلى حد الاكتئاب أو حالة من اليأس، وقد يصل الأمر إلى إرادة الموت؛ لو تُرك الطفل دون اهتمام ومتابعة
علامات الاضطراب النفسي لدى الطفل
- تنتاب الطفل حالة من القلق الدائم من كل شيء في حياته، تظهر وهو يجلس وحده أو وسط أصحابه
- يشعر بخجل من أي شيء وكل شيء.. خجل يمنعه من التعامل مع الآخرين، وتكوين صداقات معهم، أو حتى .. أخذ حقوقه
- يميل إلى الحزن والبكاء الدائم ولأسباب تافهة..ولأوهام تسكن رأسه
- يخاف من الليل ومن بعض الحشرات، ويزداد الأمر معه لدرجة الخوف من أبيه أو أصدقائه أحياناً كثيرة
- ينطوي على نفسه، ويميل إلى العزلة، والوحدة التي تصل إلى حد الاكتئاب الشديد
- يعاني حالة من السرحان والشرود ، وكثيراً ما تشكو معلمته بالمدرسة من تلك الحالة التي تعتريه داخل الفصل ووسط زملائه بالمدرسة
أسباب الاضطرابات
- كثرة المشاكل بين الوالدين أو انفصالهما، أو غياب أحدهما، أو ربما كان هناك مشاكل أثناء الحمل صحية أو نفسية؛ تركت آثرها على الطفل لاحقاً
- انعدام القدوة الصالحة في أحد الوالدين؛ بإدمانه أو إصابته - هو نفسه- باضطرابات نفسية
- المعاملة القاسية للطفل من عقاب جسدي أو إهانة، كذلك التأنيب والتوبيخ المستمر؛ مما يُوقف ثقة الابن بنفسه، فيملؤه الخوف والتردد والخجل من أي شيء يفكر في القيام به
- وهناك الخلافات العائلية التي تجبر الطفل على أن يأخذ جانباً؛ إما في صف الأم أو الأب.. وهذا يُدخله في صراع نفسي أكبر من سنوات عمره
- كما أن العصبية والعنف في معاملة الابن في مقابل ما يراه من لين وتدليل زائد للمولود الجديد -أحياناً- ، أو للأخ الأكبر، أو الابن المتفوق..قد يصل بالطفل إلى مرحلة الضيق والحزن والشعور بمعاناة نفسية ما.. تصل لحد الاضطرابات
- وجود خلل وراثي في الطفل أو إصابته بعاهة أو مرض مزمن، أو ضعف في قدراته العقلية والذكائية، ما يؤدي إلى انعدام ثقته في نفسه
- كما أن كثرة تخويف الطفل بقصص واقعية أو وهمية، أو تخويفه من قسوة العقاب والنقد والسخرية تدفعه إلى الكثير من الاضطرابات النفسية
- أسلوب الآباء في التربية؛ من حرمان الطفل من اللعب أو عدم تركه؛ يعبر عن رأيه ببساطة، أو التنفيس عن انفعالاته يعد خطأ كبيراً
- وآخر الأسباب تنحصر في عدم إتاحة الفرصة للطفل؛ ليحتك بالناس ويتفاعل معهم، إضافة إلى عدم تعويده على تحمّل المسؤولية
افتقاد الأب وتأثيره على اضطرابات الابن
- أولاً: غيابه عن البيت لساعات طويلة، أو هجرته خارج الوطن؛ مما يجعل الطفل يفتقد المثل الأعلى والمعلم والمربي القدوة
- ثانياً: هناك الأب الذي يزعج أفراد أسرته؛ بسهره خارج البيت مع أصحابه وبشكل متكرر؛ مما يحدث خلافات دائمة مع الزوجة الأم
- ثالثاً: الأب الذي يمحو بأسلوب تعاملاته شخصية الأم ويلغي دورها وأهميتها بالبيت.. بشكل واضح وغير مهذب
- رابعاً: عندما يكتشف الطفل أن أباه يكذب، أو يقوم بتصرفات غير مهذبة؛ يشاهدها أحياناً، أو يسمعها من خلال ملاحظات الأم وتعليقاتها العفوية مرات أخرى
طرق علاج اضطرابات الطفل
- وفري لطفلك الجو الصحي في البيت مادياً؛ بأن يكون المسكن صحياً مناسباً، وأمور المعيشة ميسرة، ومعنوياً؛ بالحب والحنان والتواد والتعاون
- تواجدي أنتِ والوالد بفاعلية في حياة طفلكما، وشاركاه لعبه ودراسته وأفكاره الصغيرة وهواياته
- لابد من وجود المثل الصالح أمام طفلك، متمثلاً في الوالدين والإخوة والأصدقاء والأقارب، ولا مانع من قراءة قصص الصالحين والأبطال عليه
- دربي نفسك على إعداد خطة للترفيه عن طفلك والعائلة عموماً بين فترة وأخرى، أو في الإجازات؛ باللعب والتنزه والزيارات والمشاهدات الجماعية المنضبطة وحفلات السمر العائلية
- احرصي على معالجة ما له أثر في شكل وملامح الطفل؛ كالندوب والحروق أو التشوهات، واختاري له ما يتناسب وعمره وطوله ووزنه من الملابس، وعلى أن تتوافق مع الزمان والمكان الذاهب إليه؛ حتى لا يخجل من نفسه
- ابذلي مجهوداً لبث الثقة في نفس طفلك تجاه ربه وواجبات دينه، وناحية والديه، وأعلميه بقدر إمكاناته وقدراته التي أنعم الله بها عليه
- افتحي لابنك باباً اجتماعياً معقولاً يتوافق وسنوات عمره؛ حتى يلتقي بالأصحاب، فيتحاور ويلعب ويندمج معهم ووسطهم
- لا تتركي طفلك ينشغل بنفسه وشؤونه الخاصة فقط، وعوديه على تحمل المسؤولية، وكلفيه بمهام أسرية، واطلبي رأيه في بعض شؤون الأسرة
- اعملي على تقوية الإيمان في قلب طفلك، وأخبريه بأن المستقبل في يد الله سبحانه، وما عليه إلا العمل والإتقان في دراسته ليحقق أحلامه